التقى أمس علي العريض رئيس الحكومة المكلّف وفي إطار مشاوراته المتواصلة مع عدد من الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة وفدا من «التحالف الديمقراطي» مثّله كلّ من محمّد الحامدي ومهدي بن غربية وآخر من حزب «التكتّل من أجل العمل والحريات» مثّله وزير الشؤون الإجتماعية خليل الزاوية. وقال محمّد الحامدي ممثلا عن التحالف الديمقراطي ل»التونسيّة» إنّ اللقاء تناول بعض النقاط تعلّقت أساسا بالبرنامج السياسي للحكومة وتركيبتها والضمانات التي ستستند إليها لإنجاحها موضّحا انّ هذه النقاط تمثّلت في بعض المقترحات الخاصّة بوزارات السيادة بعد تحييدها وفي توفير آلية من شأنها تقييم التسميات السابقة ومراجعتها والنظر في التسميات القادمة في سلك الولاة والمعتمدين والمديرين وفق الكفاءة وبعيدا عن الولاءات الحزبية. وأضاف الحامدي أنّه اقترح على العريّض توفير حكومة توازن لا ترتكز على المحاصصة الحزبيّة لتقليص التمثيل الحزبي وكذلك توفير برنامج سياسي واضح المعالم للإهتمام بمسألة العنف السياسي وبضرورة إتخاذ إجراءات واضحة ضدّ رابطات حماية الثورة. كما أكد الحامدي انّ اللقاء تناول كذلك مسألة ضرورة تحييد وزارة الشؤون الدينية والمساجد وضرورة إيجاد حلّ لمجابهة غلاء المعيشة وكذلك توفير آليات لمقاومة استشراء الفساد. ويشار إلى انّ الحامدي قد قال في تصريح إعلامي سابق انّ التحالف قد ينضمّ إلى الحكومة المرتقبة في صورة توفّر جملة الضمانات وإنّ موقفه النهائي سيكون رهين اكتمال الصورة حول المشاورات التي يجريها العريّض وبعد مشاورة هياكل التحالف. من جهته قال محمّد بنّور الناطق الرسمي باسم «التكتّل» إنّ السيّد خليل الزاوية قد بلّغ لدى لقائه أمس رئيس الحكومة المكلّف مقترحات الحزب وموقفه من قرار تحييد وزارات السيادة وأنّه قدّم له تصوّرا لتشكيلة الحكومة القادمة واكّد له أنّ النّجاح مفروض عليها بتوفّر بعض الشروط. وأكّد انّ هذه الشروط تمثّلت في ضرورة التوافق على إيجاد كفاءات محايدة وتحضى بثقة الرأي العام وفي خلق آلية تضبط التعيينات وفي العمل على تحييد المساجد لمنعها من الدعاية الحزبية لأيّ طرف سياسي موضّحا انّ التحييد لا يعني بالضرورة عدم الخوض في المسائل السياسية لكن لا بدّ من الإبتعاد عن الدعاية حسب قوله . كما اشار إلى انّ حزب «التكتّل» طالب رئيس الحكومة المكلّف بحلّ رابطات حماية الثورة لمنع مواصلة ممارسة العنف ليؤكّد أنّ هذه الشروط هي أساسية لمواصلة حزبه العمل صلب الحكومة الجدية قائلا: «حزب التكتّل غير مستعدّ للدخول في الحكومة الجديدة إذا لم يقع تفعيل هذه النقاط ...الكراسي لا تعنيينا ...» .