انطلق أمس الجمعة بث «جاري يا جاري» «أكبر برنامج حواري مغاربي» على تلفزيون «ميدي 1»، وهو برنامج حواري ترفيهي يعدّ نافذة مفتوحة على الثقافة والحياة الاجتماعية في دول المغرب العربي تقدمه المغربية كوثر بودراجة «نجمة نسمة» طيلة سنوات وخمسة كتاب أعمدة CHRONIQUEURS من الجزائر وليبيا ومويتانيا والمغرب وتونس التي تمثلها الأستاذة الجامعية إيمان العميري التي تتخذ لنفسها على الفيسبوك إسم»أليس» و«جلنار»... «التونسية» حاورت إيمان العميري عن برنامج «جاري يا جاري»... أنت جامعية تدرسين بكلية الآداب بصفاقس ومقدمة برامج بإذاعة تونس الدولية ما الذي يمكن ان نعرفه اكثر عنك؟ عمري 32 سنة، مدونة «نكتب برشة ونقرا برشة» وأتابع كل ما يحدث في تونس، اشعر باني مواطنة عالمية Citoyen du monde درست في فرنسا ثم عدت إلى تونس حيث تحصلت على الأستاذية في الفرنسية في تونس وأحرزت على شهادة الماجستير والدكتوراه في جامعة باريس 3. وإذاعة تونس الدولية؟ بدأت علاقتي بها قبل سنتين حين دعيت كضيفة في برنامج لنادية مبخوت الهداوي وعرض عليّ لاحقا بحكم إتقاني للغة الفرنسية وقدرتي على التواصل أن أتقدم بفكرة برنامج فاقترحت تقديم عمود أسبوعي بعنوان» يوميات جلّنار». ماهي ظروف إلتحاقك بميدي 1 TV ؟ تلقيت عرضا منهم. مع أنك لست وجها تلفزيا في تونس؟ تلقيت عدة مقترحات في تونس ولكني اعتذرت. لماذا قبلت العرض المغربي؟ شعرت بأن هذه التجربة تستحق خوضها إذ سأمثل تونس في برنامج عبارة عن منتدى للمغرب العربي ومثل هذه البرامج لا تتكرر كل يوم. كم حلقة صوّرت في المغرب؟ صورنا في الدارالبيضاء ثماني حلقات إلى حد الآن والبرنامج أسبوعي في سهرة الجمعة. كيف كان التعامل معك؟ بصراحة كنت مرتاحة كثيرا وفي المغرب «يحبوا برشة» اللهجة التونسية ثم أني أستاذة متعودة على التواصل والارتجال «ما لقيت حتى مشكلة». البرنامج يهدف إلى التعريف بثقافات البلدان المغاربية، ألا تخشين من نقد البعض لك بأنك لا تمثلين المرأة التونسية؟ «ما مشيتش نمثل في المرأة التونسية» ولا أدعي ذلك، دوري هو الحديث عما يحدث في تونس، والتقييمات تظل دائما نسبية سواء لفائدتي أو ضدي. أنت يمين أو يسار؟ يسار، Donc، هناك وقائع ننطلق منها، أنا لا افتعل شيئا وأستعين بالصحف والفيديوهات وما يحدث على أرض الواقع، من سينزعج مما أقدمه عليه أن يراجع نفسه، حين لا ترى نفسك جميلا في المرآة فلا تلومنّ المرآة فتكسرها بل عليك أن تزين نفسك رغم أني أحاول أن أنظر إلى الأمور بإيجابية... ألا تخشين شيئا؟ ما عندي حتى قلق ما نخافش. بهذا البرنامج «جاري يا جاري» هل تطمح الميدي 1 TV إلى الإطاحة ب«نسمة»؟ لا أعتقد، البعد المغاربي ليس إختراع «نسمة»، في فرنسا 2 منذ عشر سنوات كانت كريستين برافو تقدم برنامجا عن الإتحاد الأوروبي، «نسمة» لها بعد مغاربي ولكن ميدي 1 تقدم برنامجا بعده مغاربي وليس ذلك هو توجهها العام على الأقل إلى حد الآن «ما عنديش فكرة» على برامج القناة في المستقبل... هل شعرت خلال البرنامج بأنك مواطنة مغاربية فعليا أو هو مجرد شعار نرفعه؟ لا لست معك في هذا، ربما لا ننتبه إلى البعد المغاربي ونحن في تونس ولكني عشت لسنوات في فرنسا، هناك تكتشف هويتك بأكثر موضوعية وقد لمست التقارب الكبير مع جيراننا الجزائريين والمغاربة... نحن شعوب لها قواسم كثيرة مشتركة ثم إننا جيران ولكن المشكل أننا لا نكاد نعرف بعضنا البعض إلا بقدر يسير... ماهي صورة تونس لدى منتجي البرنامج؟ «شوف» أنت تدرك أن الجميع في المنطقة كان ينظر إلى تونس على أنها نموذج يحتذى به وحين قامت بثورتها انتظروا منا أن نحقق خطوات إيجابية في مسار الديمقراطية مع الأسف الانتكاسة التي حدثت أصابت الكثيرين بخيبة أمل، «نحسهم خايفين برشة على تونس». هل تقاسمينهم هذه الخيبة؟ مع الأسف نعم، ولكني أحاول أن أنسّب الأمور وأكون إيجابية مع العلم بأننا نحاول تفادي المواضيع السياسية، ولكن المشكل أن يومياتنا التونسية كلها سياسية، «ما ثمة كان السياسة في تونس» حتى أغانينا... كيف وجدت ظروف العمل؟ هي ظروف العمل الاحترافي في أي مؤسسة تحترم نفسها في كل بلاد الدنيا. ب«جاري يا جاري» هل ستعيدين النظر في موقفك من العمل في التلفزات المحلية؟ هو ليس موقفا في المطلق، بل أنا أشتغل على أكثر من مشروع وأفضل أن يكون المشروع الذي أعمل عليه مشروعي الشخصي أو على الأقل أن تكون لي بصمتي في أي عمل أشارك فيه ، في كلمة لا أعتبر أن مشاركتي في «جاري يا جاري» ستفتح لي الأبواب لأنها أصلا مفتوحة. صحة ليك؟ «حبيت نقلك» ليست فرصة عمري، هي تجربة لها طرافتها فخضتها وسأمر لغيرها في الإذاعة أو التلفزة أو في غيرهما. أين كنت يوم 14 جانفي 2011؟ ناقشت رسالة الدكتوراه في فرنسا يوم 15 جانفي 2011 وإن كنت تقصد أين كنت خلال الثورة فقد شاركت مثل كثيرات غيري في مظاهرات شهر ديسمبر 2010 ولا انتظر جزاء على ذلك.