في اتصال هاتفي من مقر إقامتها بفنلندا أكدت أمس السيدة زهرة الأدغم ل«التونسية» أنها تعرضت إلى مكيدة من قبل سائقها الشخصي المدعو خالد الشمنقي. وأكدت السفيرة أنها تعاني من تصرفات هذا الأخير مشيرة إلى أنه يتعمد تعطيل عملها الديبلوماسي ويرفض نقلها عندما تطلب منه ذلك. وأن الأمر وصل به إلى فرض أوقات الدخول والخروج عليها مؤكدة أنه قال لها: «منحبّش نخدم مع امرأة وكيف تحب تخدم اخدم على كيفي». وأكدت محدثتنا أنها كاتبت وزارة الخارجية في شأنه وأعلمتها بالتجاوزات التي اقترفت في حقها وطلبت تمكينها من طرده لأنه أضر بالعمل الديبلوماسي ملاحظة أن سائقها سلفي ويريد تعطيل عملها. وأنها تلقت موافقة في الغرض وأعلمته بها على الفور إلا أنها لم تسلمه ورقة طرده. وأضافت السفيرة أن سائقها بقي يتصيد فرصة للإنتقام منها أو تدبر أمر يلغي قرار طرده. وأنه في يوم 26 فيفري 2013 دعت السفيرة صديقا لها إلى العشاء بما انه يمرّ صدفة بمدينة هلنسنكي وأنها بالفعل تنقلت مع صديقها بالسيارة إلى مطعم في المدينة المذكورة وركنت سيارتها في المأوى المخصص لسيارات الديبلوماسيين ودخلت وصديقها إلى المطعم أين قضيا ساعتين من الزمن. وقالت السفيرة أنه بعد العشاء اضطر الصديق إلى مغادرة المطعم قبلها ببضع دقائق حيث أعلمها أنه سينتظرها قرب السيارة. وأن ذلك مثل فرصة ذهبية بالنسبة للسائق حيث بدأ بالصياح ونادى الشرطة قائلا إن الرجل الواقف بجانب السيارة يريد قيادتها وهو في حالة سكر وأعلمهم أن السيارة ملك للسفارة التونسية وأضافت السفيرة أنها في تلك اللحظة التحقت بصديقها فوجدته محاطا بأعوان الشرطة وحينما همت بإيضاح الأمر لهم استغل السائق المشهد وصوره وادعى في التسجيل أن السفيرة كانت في حالة سكر صحبة زميلها وهو أمر ملفق وبينت السفيرة أن الشرطة فهمت الأمر وانصرفت ولم تكتب في حقها أو في حق صديقها محضرا أو أية وثيقة تذكر. وشددت محدثتنا على أن ما تعرضت له يعد انتقاما من قبل سائقها السلفي على حد قولها الذي هددها من قبل وبينت السفيرة أنها في خطر وخائفة من انتقام ثان يكون وخيم العواقب وأنها لن تسكت عن حقها وستطالب بطرده. وأكدت السيدة زهرة الأدغم أنها لا تفهم موقف الإدارة حيث لم تتصل بها ولم تستفسر أبدا منها حول الموضوع وأنها اضطرت إلى الإتصال بأحد إطارات الوزارة وفسرت له الحكاية قبل اتخاذ الوزير لقرار الإقالة وأنه رغم ذلك تمت إقالتها مضيفة أنها مصدومة وخائفة جدا من ردة فعل السائق الذي أكدت انه مدعوم من أطراف داخل وخارج السفارة لأنها تسكن وحدها في منزل واقع قرب غابة وبينت أنها مستعدة للإتصال بشرطة النجدة في كل لحظة مع العلم أن السيدة زهرة الادغم تبلغ 55 عاما من العمر. محمد بنّور (الناطق الرسمي باسم التكتل):مكيدة من جانبه أكد السيد محمد بنّور الناطق الرسمي باسم «التكتل» ل«التونسية» ان إقالة السيدة زهرة الأدغم سفيرة تونس بفنلندا مكيدة. وقال محمد بالنور إن وزير الخارجية لا يقبل فكرة وجود امرأة على رأس وفد ديبلوماسي تونسي وأنه بالتالي كان لا بد من حبك مكيدة للإطاحة بها. وبين محدثنا ان حزب «التكتل» يستغرب كيف اتخذ السيد رفيق عبد السلام هذا القرار دون التثبت في الموضوع وسماع المعنية بالامر. واعتبر الناطق الرسمي باسم التكتل ان تنحية السفيرة تأتي في فترة تشهد تراجعا كبيرا على مستوى حقوق المراة ذلك أن هناك من يريد جعلها حبيسة المنزل. وتساءل محدثنا عما كان سيفعل الوزير لو تعلق الامر برجل. وبين محدثنا ان المجتمع المدني لن يقف مكتوف اليدين أمام ما سماه بالإعتداء الصارخ على حقوق المرأة. وبين محدثنا أنه يبدو أن الوزير ينوي تعويضها على جناح السرعة قبل مغادرة الوزارة وأن هذا ما يثير الإستغراب. تصحيح معلومة في المقال الصادر بعدد أمس (ص 8) تحت عنوان: «بسبب زهرة الأدغم: حرب بين «النهضة» و«التكتل» في «الخارجية»؟» وردت معلومة تتحدث عن ترحيل سفير تونس بفرصوفيا الصائفة الماضية بتهمة السكر وأن هذه القضية لم يتم التعرض لها باعتبار أن السفير المذكور لا ينتمي لأي حزب سياسي. ولمزيد التحرّي في المعلومة تأكدت «التونسية» أن تونس كانت ممثلة في فرصوفيا بسفيرة وليس بسفير وأن هذه الأخيرة عادت الى أرض الوطن في إطار الحركات التي تجرى من حين لآخر على أفراد السلك الديبلوماسي وأنه تم ترقيتها في وزارة الخارجية نظير الخدمات التي قدمتها للوطن. أما في خصوص تهمة السكر فتودّ «التونسية» أن تشير الى أن الحادثة تتعلق بموضوع آخر وأنه وقع خلط في التحرير بدون أي قصد وأن لا علاقة لحادثة السكر بأي ديبلوماسي تونسي عمل بالخارج.