تسارعت الأحداث في الأولمبي الباجي بشكل لافت خلال الساعات الأخيرة مع اشتداد الأزمة ولجوء اللاعبين إلى مقاطعة التمارين بعد أن تأخر حضور رئيس النادي ونائبه ومحاورتهم حول مستحقاتهم المالية...وفي ظل رفض اللاعبين التدرب وبعد بقائه لفترة طويلة غادر كمال الزواغي الملعب قبل أن يحل ركب رئيس النادي ونائبه وأمين المال مصحوبين بعدل منفّذ لتسجيل غياب المدرب عن التمارين ... فكان في النهاية تكرار لسيناريو الموسم الماضي من خلال رحيل المدرب كمال الزواغي وتعويضه بإبن النادي مختار العرفاوي... القطيعة مع المدرب بعد مغادرة الزواغي تحدث رئيس النادي ونائبه مع اللاعبين حول الوضعية المالية الصعبة التي يمر بها الفريق مع التأكيد على الحرص على تمكينهم من مستحقاتهم كاملة مع نهاية العقود في موفى شهر جوان...بعد ذلك تكفّل المدرب المساعد ماهر الزديري بإجراء الحصة التدريبية التي انطلقت في الساعة الرابعة...وقد بادر نائب الرئيس قيس السعيدي بالاتصال بالمدرب كمال الزواغي وإعلامه بإنهاء مهامه على رأس النادي بسبب مغادرته للملعب قبل نهاية توقيت الحصة التدريبية وعدم انتظاره وصول المسؤولين عن النادي...لتأتي بعد ذلك الندوة الصحفية التي أعلن فيها عن الطلاق بالتراضي بين الهيئة المديرة والمدرب كمال الزواغي حيث أكد نائب الرئيس أن الزواغي تعذر عليه مواصلة العمل في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الأولمبي الباجي مضيفا أن خبر ابتعاد كمال الزواغي أسعد اللاعبين... الزواغي ينفي أكد المدرب كمال الزواغي أنه لم يتفق مع أي مسؤول في الأولمبي الباجي على الطلاق بالتراضي وأن قرار إقالته أتخذ من جانب واحد وأعلمه به نائب الرئيس قيس السعيدي من خلال مكالمة هاتفية مضيفا أن الهيئة أحضرت معها عدل تنفيذ إلى الملعب بما يدعم غياب التراضي في مسألة نهاية العلاقة بين الطرفين...وأكد الزواغي أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حقوقه المادية والمعنوية المترتبة عن قرار إعفائه من مهامه . العرفاوي للإنقاذ بعد طي صفحة كمال الزواغي عقدت الهيئة المديرة اجتماعا تواصل حتى ساعة متأخرة من ليلة الخميس خصص لاختيار مدرب جديد لما تبقى من مباريات في هذا الموسم فكان الاختيار على عودة مختار العرفاوي الذي درب الفريق في نهاية الموسم الماضي وحقق معه نتائج متميزة وواصل معه إلى حدود مباراة الإفريقي في ذهاب هذا الموسم لتكون عودته أمام نفس المنافس وفي ظروف صعبة تتطلب مجهودا كبيرا لتحقيق الإنقاذ الذي يبقى الغاية الاهم في هذه المرحلة...وقد أكد المدرب الجديد القديم مختار العرفاوي أنه قبل هذه المهمة رغم يقينه بصعوبتها مؤكدا أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل متى توفرت الظروف الملائمة للعمل والنجاح فيما تبقى من مواجهات قليلة وحاسمة في عمر هذا الموسم الكروي...فهل يكرر العرفاوي سيناريو الموسم الماضي وينجح في إنقاذ الفريق بعد أن حقق سابقا نجاحا باهرا وهو الذي يعرف خفايا الأمور في الأولمبي الباجي ولن يكون في حاجة كبيرة للوقت ويكفيه التفاف كافة الأطراف والقيام بالتأطير اللازم للمجموعة حتى يتحقق المنشود ؟ هل يكفي تغيير المدرب؟ قد يكون الفريق في حاجة لرجة نفسية وتغيير الأجواء وتجديد الدماء حتى تتحسن النتائج ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أنه بمجرد تغيير المدرب ستتغير وضعية الفريق آليا وتتحسن نتائجه ويضمن بقاءه بلا مخاوف؟...الأكيد أن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك لأن المدرب الجديد كما القديم لا يقدر وحده على مجابهة الأمور وإيجاد الحلول بل إن المسؤولية الأكبر ملقاة في هذه المرحلة على كاهل الهيئة المديرة التي باتت أكثر من أي وقت مضى بتوفير ممهدات وآليات النجاح من موارد مالية وأجواء إيجابية تحيط بالفريق...المطلوب كذلك حضور مكثف للمسؤولين وإحاطة كبيرة باللاعبين في التمارين وقبل المباريات لأن مصير النادي يتعلّق بإنجاح 270 دقيقة من اللعب وأيام قليلة من التحضيرات حتى يتم تفادي الأسوأ لا قدّر الله. السليتي، عباس ويكن...لا عذر لكم الثلاثي محمد السليتي وعلاء الدين عباس وبلال يكن لطالما اشتكوا من المدرب كمال الزواغي خلال الفترة الأخيرة وانتقدوا اختياراته وتصرفاته تجاههم حتى أن هناك من بينهم من انتظر رحيله بفارغ الصبر ، والآن وقد غادر المدرب المحترم كمال الزواغي فإن الكرة باتت في ملعب هذا الثلاثي حتى يثبت أن تراجع آدائهم في الفترة الماضية كان حقا ناتجا عن المؤاخذات التي أعلنوها بما أنه لم يعد هناك ما يبرر ضعف أدائهم وهم الذين تربطهم جميعا علاقة وطيدة بالمدرب مختار العرفاوي الذي يحسن التواصل مع اللاعبين وأكسبته تجربته السابقة كذلك تفادي التصادم مع أي كان من المحيطين بالفريق... فالمطلوب أن ينتفض العرفاوي وهذا الثلاثي وبقية اللاعبين على واقع الفريق ويقلبون الوضعية الصعبة إلى أفراح ونجاحات في الأمتار الأخيرة من السباق حتى يعيدون البسمة إلى شفاه الأحباء الذين أرهقتهم المخاوف والاضطرابات.