لأن المنظومة التربوية ظلت لدينا على مر السنوات الماضية مشروخة، سقيمة، عرجاء، ... يعلوها النشاز دون ان يتدخل اقرب الناس اليها من اصحاب القرار لفك رموزها واصلاح ما يمكن اصلاحه ولو من باب «الأجر الواحد» الى جانب ان المعلمين والاساتذة باعتبارهم ادوات تنفيذ وتطبيق لجمت افواههم ووضعت امامهم علامة حمراء تنذر بالعقاب والوبال لأن سياسة «بن علي» التربوية بنيت على قواعد وركائز من القش كل ما فيها مغلوط يبدأ بنجاح نسبته 100 في ال 100 وينتهي بالارتقاء الآلي والدليل ان هناك من التلاميذ الناجحين في مناظرة الباكالوريا من شفع لهم معدل 7٫50 من 20 لدخول مدارج كليات التعليم العالي والبركة في دعم ال 25٪. والمعلمون بعد ان ختموا على دفاتر النتائج المدرسية تبيّن لهم ما يشبه اللغز المحيّر في خانة «الشهائد والجوائز» اذ تعاملوا معها حسب القاعدة المتعارف عليها وقد نظمها المنشور الوزاري وذلك بأن يتحصل على شهادة «شكر» كل تلميذ له معدل اكبر من «16 من 20»..وعلى شهادة «شرف» كل من تحصل على معدل بين 15 و16 من20..وعلى شهادة «تشجيع» كل تلميذ له معدل يتراح بين 14 و14٫99 من 20.. وعلى شهادة «رضا» من له معدل بين 13 و13٫99 من 20...والى حد هذه المعايير يبدو الجزاء على قدر العطاء ولكن تحدث المفاجأة يوم يوزع المعلم «دفاتر النتائج المدرسية» على اصحابها ثم يتوج المتميزون حسب نوع الشهائد التي دونت لهم في دفاترهم لان من توج بشهادة «التشجيع» أو شهادة «الرضا» يربتون على اكتافهم ويقولون لهم بأن شهادتهم حبر على ورق اي انهم لا يتحصلون بين يديهم الا على «الهواء» عكس اصحاب شهادتي الشكر والشرف.. المعلم طبق القانون اما الاولياء دون فهم للمسألة فيهبون جماعات الى ادارة المدرسة مطالبين مديرها بشهادة ابنائهم لانها حق مكتسب كما أشّرت لها «دفاتر التقييم» ولا يجد المدير المغلوب على امره الا ان يطلب من الاولياء «الثائرين» بالذهاب الى حضرة الوزير... فالقرارات منه والاقناع لديه والمنظومة التربوية تحت سلطته.. وعكس ذلك تظل المسألة سرا غامضا لا يفهمه الا عباقرة التعليم من مروا بوزارة التربية وعبثوا بمستقبل ابنائنا ...وللحديث بقية مع حلول الوزير الجديد فلعل مطلب الاولياء يجد صداه.. فلننتظر.