الآن وقد انتهى مسلسل التحوير الوزاري، هل يبدأ فيلم تأييد أو انتقاد العمل الوزاري بعقلية هذا على الحساب في انتظار قراءة الكتاب؟. تذكرون جيدا حملات التجييش من مناصريْ الطرفيْن. هذا في الشارع يساند ما يقول عنه«الشرعية» و«يا حكومة سير سيرْ وحْنا وراك بالبندير»، وفي الضفة الأخرى لا يرون إلاّ السواد لحافا و«معيز ولو طاروا» و« قَدْ ما تعمل يا حكومة رانا شوكة في القرجومة!». وعقلية تسخين بندير التأييد المطلَق والمعارضة المطلقة هي سبب كل المصائب والمطبّات. فالشحن اليومي والحُكم المسبق على النوايا لن يزيدنا إلا تهويمات وتبادل للاتهامات والنتيجة :عادل الشاب اشتعل ومات!، فالعاجل المطروح هو إجراءات«قيصرية» وجدّية في المستويين الاقتصادي والاجتماعي لخلق حالة من الاستقرار واسترجاع«منسوب» التفاؤل الذي أوشك على النفاد لدى الطبقة الشعبية. بالطبع هذه«الجراحة»لن تحلّ كل المشاكل ولكنها تساهم في تهيئة فرص النجاح للحكومة القادمة بعد الانتخابات. والمطلوب من الجميع الابتعاد عن رمي الآخر ب«الطوب». رحابة الصدر من هنا وهناك وقبول النقد والابتعاد عن الانتقاد «الضجيجي»الفارغ والانغماس في العمل والتنبيه إلى الأخطاء وقوة الاقتراح، بهذا التمشي فقط، ستبتعد البلاد عن المجهول، وعكس ذلك اسمه الهروب على طول إلى الهاوية!. لقد آن الأوان ليركن «البندير» على الرفّ والدفّ في زاوية، كي نستردّ ضحكة التونسي «المضروبة» تماما كجيوب الفقراء المثقوبة!.