وافانا السيد عامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة «النهضة» بنص الرسالة التي وجهها يوم 22 فيفري الفارط إثر تكليف أخيه علي العريض برئاسة الحكومة الى رئيس الحركة السيد راشد الغنوشي. «التونسية» تنشر النص الكامل للرسالة مع الملاحظة أنها جاءت مذيلة بملاحظة مفادها أنه تم توجيه نسخ منها الى الإعلام ورئيس مجلس الشورى وأعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء المكتب السياسي ب«النهضة». «بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من تبعهم بإخلاص وعمل صالح الى يوم الدين الحمد لله الذي تتم بأمره وتوفيقه الصالحات الشيخ راشد الغنوشي رئيس الحركة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طلب إعفاء من رئاسة المكتب السياسي لحركة «النهضة» لقد أكرمني الله تعالى بالانتماء منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي لهذه الحركة المباركة التي تعمل على إعلاء كلمة الحق وإصلاح الأوضاع وضمان الحقوق والحريات لأبناء شعبنا ووفاء لكل من قدم تضحيات ممن سبقنا من الرجال والنساء. كما شرفني أخوتي بتحميلي مهام كثيرة في هذه الحركة قبل التهجير وخلاله وبعده وكنت دائما اعتبر المسؤوليات تكليفا قبل كل شيء. واعتقدت ولازلت اعتقد أنه إذا نجحت في أمر فبتوفيق من الله تعالى وحده وبدعم وتعاون من إخواني وإذا فشلت فذلك بتقصير مني دون غيري. طوال سنوات ناضلت ضمن هذه الحركة وجمعتني رفقة درب وأخوة مصير مع عدد غير قليل من الأخوة والأخوات الذين اعتز بهم جميعا وتحملت مسؤوليات مع فضيلتكم رئيس الحركة الذي تعلمت منه الكثير وخاصة أن تكون المبادئ والمصلحة العليا للأمة هي المحدد الأول عند اتخاذ المواقف تعاليا عن الاعتبارات الخاصة أو حتى الحزبية.. كما تعلمت خلال رحلة التهجير الاضطراري كيف يمكن الاستفادة من الفكر والتجارب الانسانية حيث ما كانت. شيخي الفاضل لقد قررت الاستقالة يوم انتخب مجلس الشورى الأخ الكبير علي العريض مرشح حركة «النهضة» لرئاسة الحكومة الجديدة وأبلغتكم بذلك بعد انتهاء فرز الأصوات مباشرة. واليوم أتقدم إليكم بطلب إعفائي من رئاسة المكتب السياسي للحركة مراعاة لهذه الاعتبارات وفسحا لمجال تولي أحد الأخوة أو الأخوات هذه المسؤولية وحرصا على التداول. ورغم أن هذه الاستقالة شأن خاص بالحركة فإني فضلت نشرها بعد المصادقة على الحكومة الجديدة في المجلس الوطني التأسيسي حتى لا يضيع البعض وقتا في وصف الحقائق الوزارية التي أرشح إليها. وإذ أتقدم إليكم بطلب الإعفاء فإنني أجدد العهد معكم ومع كل أبناء «النهضة» وأبناء شعبنا ومع الشهداء وأجدد العهد قبل ذلك وخلاله وبعده مع الله تعالى أن أكون في خدمة مشروع الحركة الوطني من أجل رفعة تونس وعزة شعبها ونصرة قضايا الأمة وتحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة. فأنا جندي من أبناء هذه الحركة وفيا لمشروعها الإسلامي والوطني المعتدل أعمل حيث يراني إخوتي وأخواتي مخلصا لله تعالى. وفي انتظار قبولكم لطلبي الملح هذا وفي انتظار اختياركم لأحد قادة الحركة لرئاسة هذه المؤسسة سأواصل إدارة المكتب السياسي مؤقتا بالتعاون مع الأخ نور الدين العرباوي وكل أعضاء المكتب السياسي الذين أعلمتهم بطلبي هذا. تقبلوا فائق عبارات التقدير والاحترام». عامر العريض