عمادة سوق الجمعة من معتمدية جندوبة الشمالية منطقة القاسم المشترك بين أهاليها الفقر والبطالة. حالة المساكن ومظاهر الناس في هذه المنطقة التي تضم3000 عائلة تكفي وحدها منذ الوهلة الاولى الزائر حتى يدرك أن لا شيء تغير فالاحوال كما هي مثلما كانت عليه قبل 14 جانفي 2011 . يقول سكانها أن نسبة البطالة زادت بعد الثورة وانه حتى العمل ضمن الحضائر تم ايقافه لتتواصل سياسة المكيالين والمحسوبية .فأسماء معينة يقول السكان تتمتع بالعمل في الحضيرة أو تتمتع «بالكسيرة اليابسة والبقيلة الذابلة» حسب تعبير أحد تلاميذ اعدادية سوق الجمعة . «جندوبة هذه المنطقة الثرية بمدخراتها والفقيرة بمظاهرها تتجمع فيها كل المتناقضات وكل المضايقات وكل الخروقات وكل التجاوزات للقانون « بهذه العبارات استقبلنا أهالي سوق الجمعة الذين أغلقوا المدرستين الابتدائية والاعدادية ومركز البريد وكل المحلات التجارية تعبيرا منهم على رفضهم لما تعيشه المنطقة من تهميش مما أدى الى نزوح العديد من أبنائهم سواء كانوا اناثا أو ذكورا للعمل بالعاصمة والتي أدت الى اضرام أحدهم النار في جسده وهو عادل بن الحبيب الخزري». هو شاب تقول والدته «لطيفة» أنه عاش أبشع مظاهر الفقر والبطالة وفقدان الكرامة لم يمتلك يوما بطاقة علاج ولم ينم يوما هادئ البال مطاردات رجال الامن وقلة الرزق وثقل المسؤولية لإعالة اخوته ووالدته دفعت به الى اضرام النار في جسده ووضع حد لمعاناته التي لم تجد آذانا صاغية. خلال تواجدنا بمجلس العزاء صبّ أهالي سوق الجمعة جام غضبهم على ادارة مستشفى شارل نيكول التي قالوا إنها رفضت تمكينهم من سيارة اسعاف مجانا لنقل جثمان الفقيد فاضطر الحاضرون الى جمع معلوم كراء السيارة ونقل الجثة من أهل البر والاحسان والمؤسف أن المبلغ في حدود 232 دينارا وهو مبلغ مرتفع بالنسبة لعائلة فقيرة. ويقول عمّ الفقيد: القانون في تونس لا يطبق الا على المستضعفين والفقراء أما الوزراء والمسؤولون فهم الاستثناء . مجلس العزاء تحول الى وقفة احتجاجية رفع خلالها الاهالي شعارات نددت بسياسة الحكومة التي على حد تعبيرهم واصلت انتهاج سياسة التهميش والتفقير والتجويع لجهتهم كما رفعوا شعارات «ديقاج» لحكومة علي العريض التي راى فيها المحتجون انها صورة مطابقة للأصل لحكومة الجبالي التي لن تزيدهم الا معاناة. موكب الدفن خرج في حدود الواحدة والربع من ظهر يوم أمس اين توجه الاهالي الى الجامع لأداء الصلاة على جثمان الفقيد ثم التوجه الى المقبرة اين دفن الى جانب قبر والده الحبيب الخزري الذي وافاه الاجل قبل أربع سنوات بسبب رصاصة اصيب بها في ثورة الخبز عام 1984 خلفت له اعاقة دائمة وكانت سببا حسب عائلته لاصابته بالسرطان . اثر انتهاء موكب الدفن توجه اهالي سوق الجمعة الى وسط مدينة جندوبة أين نظموا جنازة رمزية للفقيد عادل الخزري انتهت بوقفة احتجاجية امام مقر الولاية ندد خلالها الحاضرون مرة اخرى بسياسة حكومتي الجبالي والعريض مطالبين والي الجهة اما بالعمل على دفع التنمية أو الرحيل في أقرب الأجال حتى يجنب جندوبة ما عاشته سليانة على حد تعبيرهم وتجدر الملاحظة ان ممثلين عن عدة احزاب وعن رابطة حقوق الانسان حضروا الجنازة.