الشاب الذي أقدم على إضرام النار بجسده يوم أمس بالعاصمة هو أحد أبناء جهة جندوبة وبالتحديد من منطقة سوق الجمعة معتمدية جندوبة الشمالية . «الشروق» حاولت زيارة أهل الشاب والتعرف على أسباب إقدامه على إضرام النار في جسده ولكن تعذر عليها نظرا لتنقلهم للعاصمة فالتقت السيد عبد اللطيف البوزيدي وهو أحد أبناء جهة سوق الجمعة ومن أقارب المتضرر وناشط بالحزب الجمهوري فأوضح ما يلي اسم الشاب بالكامل هو عادل بن الحبيب بن محمد بن أحمد الخزري يبلغ من العمر 27 سنة تعرض والده أثناء أحداث الخبز سنة 1984 لإصابة على مستوى الكتف بمنطقة باب سويقة بالعاصمة وهو ما جعله يعيش إعاقة تسببت في إصابته بالسرطان وفارق الحياة منذ 04 سنوات ( 2009) .
ظروف صعبة عجلت بنزوحه طلبا للرزق
يضيف محدثنا أن الشاب عادل مر بمشاكل داخل المدرسة الاعدادية سوق الجمعة مما جعله يتعرض للإقصاء والطرد في مستوى الثامنة أساسي لينطلق بعدها في رحلة النزوح نحو العاصمة طلبا للرزق خاصة والعائلة بها أربعة أفراد وأمهم وهو ثاني أكبر إخوته وفي العاصمة عمل كتاجر متجول بسوق سيدي محرز يبيع ما يمكنه من مصروفه اليومي وما يوفر قوت العائلة التي تنتظره بمنطقة سوق الجمعة التي تعيش الفقر والخصاصة والتهميش فتحمل مسؤولية العائلة في سن مبكرة وزاد من حجمها وفاة والده .
عينة من الشباب المهمش
السيد البوزيدي يضيف بأن ما حل بعادل هو عينة من معاناة شباب جهة بأكملها عانت الفقر بمختلف أنواعه وغابت عنها ظروف العمل والعيش الكريم ناهيك أنه أكثر من 200 من حاملي الشهائد المعطلين عن العمل أغلبهم في اختصاصات علمية يعانون البطالة وقد زاد في تعميقها الفقر وسوء الحال فكان النزوح نحو العاصمة للعمل بحضائر البناء والتجارة هي إحدى الحلول لأبناء الجهة هذا إضافة لتغييب العمل بالحضائر الذي كان يوفر لأبناء الجهة بعض فرص العمل وهو الذي يمتد من ديسمبر إلى أواخر مارس فكان النزوح الإضطراري سمة المشهد العام بمنطقة عانت ولا تزال غياب التنمية ومواطن الشغل وتواضع البنية التحتية والأمل كل الأمل أن يتعظ الجميع مما حصل فتتجاوز كل المناطق المفقرة والمهمشة التهميش وسوء الحال حتى لا يدفع الأبرياء من أبنائها فاتورة حرمان حقبات من الزمن .