على إثر وفاة ممرضة شهدت صبيحة أمس معتمدية تيبار التابعة لولاية باجة موجة غضب كبيرة في صفوف الأهالي، وتعود أسباب وفاة الممرضة التي كانت تعاني من «أزمة ضيق نفس» حسب تصريحات عدد كبير من الأهالي إلى افتقاد المعتمدية لمستشفى محلي يوفر متطلبات الإسعاف والعلاج إذ تقتصر الأمر على مستوصف صغير تنقصه عديد التجهيزات وخاصة الإسعافية منها. هذا وقد نقلت الممرضة يوم الحادثة إلى المستوصف وهي في حاجة ماسة إلى الأوكسيجين نظرا لصعوبة التنفس التي كانت تعاني منها ونظرا إلى أن المستوصف يفتقد إلى الخدمات الأساسية فقد تم نقلها إلى المستشفى المحلي ببوسالم لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة في الطريق، هذه الحادثة أشعلت غضب الأهالي خاصة أن منطقتهم تعيش التهميش على امتداد سنوات حتى بعد ثورة الكرامة والحرية ... غلق الطريق والمطالبة بحضور المدير الجهوي للصحة العمومية بباجة أثناء الوقفة الاحتجاجية التي جابت كامل أرجاء المعتمدية عمد الأهالي إلى غلق الطريق وإشعال العجلات المطاطية ومنع عبور السيارات والشاحنات في اتجاه ولاية باجة ومعتمدية تبرسق وطالب المحتجون بحضور المدير الجهوي للصحة العمومية بباحة إلا انه وحسب مصادرنا الخاصة يبدو أن هذا الأخير خيّر إيفاد مدير المستشفى المحلي بمجاز الباب مكانه ممّا أثار استغراب الأهالي فقاموا بطرد موفده الذي يبقى الأمر خارجا عن نطاقه ولا يهمه أصلا على حد تعبيرهم بالإضافة إلى أن قسم الاستعجالي بتيبار الذي تم انجازه مؤخرا يعمل بصفة متذبذبة وتنقصه العديد من التجهيزات خاصة أنّ به سيارة إسعاف وحيدة يستغلها في غالبية الأحيان مستشفى تبرسق. غلق المؤسسات والمحلات التجارية احتجاجات الأهالي طالت أيضا المؤسسات والمحلات التجارية التي أغلقت أبوابها وتوقفت خدماتها دون أن يمسها أي سوء بما أن مطالب الأهالي هي مطالب عامّة تهم المنطقة ككلّ ومن بين هذه المؤسسات مكتب البريد والتعاضدية الفلاحية بتيبار وكامل المحلات التجارية ومحلات الخدمات... وقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية ومركز الحرس الوطني شهد مقر المعتمدية تجمعا كبيرا للأهالي المحتجين حيث طالبوا بالتشغيل والتنمية ونادوا بمقابلة معتمد المكان باعتباره المسؤول الأول عن المنطقة حاملين عديد الشعارات ومنها نذكر «التشغيل استحقاق» وتيبار لها حق في التنمية» و«كفانا تهميشا» كما توجّه الأهالي إلى مقر مركز الحرس الوطني مطالبين بتوفير الأمن والعدالة . تيبار معتمدية بالاسم فقط؟ «التونسية» جابت معتمديه تيبار وخاصة وسط المدينة والغريب في الأمر أن المنطقة تفتقد إلى أبسط المؤسسات الإدارية والخدماتية. فلا وجود لفرع للشركة التونسية للكهرباء والغاز بالإضافة إلى غياب فرع لشركة استغلال وتوزيع المياه ولا وجود لأيّ فرع بنكي مع غياب العديد من المؤسسات الاخرى مما يضطر الأهالي إلى تحمل مشقة التنقل إلى معتمديات أخرى كبوسالم وتبر سق لقضاء حاجاتهم مما جعل من التنمية تقريبا غائبة بشكل كلي الأمر الذي تسبب في ارتفاع نسبة البطالة والفقر والتهميش بالمنطقة ويبدو أن كل هذه الملابسات هي السبب الرئيسي في انتفاضة الأهالي.