لا يختلف عاقلان في أن معز بن شريفية يعد من خيرة الحراس الشبان الذين ينشطون في بطولتنا حيث تمكن في ظرف زمني قصير من استثمار مواهبه الفطرية واجتهاده الشخصي لتثبيت أقدامه بين أخشاب الترجي الرياضي والمنتخب الوطني . بن شريفية الذي يجمع في خصاله بين شجاعة شكري الواعر ومهارة جون جاك تيزيي تربى بين أحضان مركب حسان بلخوجة منذ نعومة أظافره ومر بجميع الأصناف العمرية للأحمر والأصفر ليصبح حارسه الأول في الوقت الحاضر عن جدارة واستحقاق . تألق ابن 21 ربيعا يبدومثبتا إلا أن مسيرته الحالية مع نادي باب سويقة والمنتخب الوطني تشوبها بعض الشوائب يبقى أبرزها «عيب العادة» المتمثل في تقديره الخاطئ في « تايمينغ» خروجه عن مرماه عندما تكون الكرة في حوزة المنافس الأمر الذي أدى إلى قبوله أهداف سهلة كان بإمكانه تلافيها في أكثر من مناسبة ولعل الهدف الوحيد الذي استقبلته شباكه في المواجهة بين منتخبنا ونظيره السيراليوني تغني مؤونة التعليق لتتكرر نفس الهفوة في مباراة الترجي والنادي البنزرتي فكانت الفاتورة هذه المرة باهضة على الترجيين . قلة خبرة بن شريفية بحماية عرين أكابر الترجي الرياضي ( 3 سنوات) وغياب المنافسة الجدية بينه وبين زميليه وسيم نوارة وعلي الجمل عاملان رئيسيان ساهما في تكرر أخطائه في صفوف فريقه وبناء على ذلك وجب عليه مضاعفة الجهود لتجاوز عيوبه في أسرع وقت حتى لا يجد نفسه عجلة احتياطية «منسية» داخل الكتيبة الترجية خصوصا وأن «هفوة الشاطر بألف». نوارة ظل لسنوات قلعة ثابتة في مرمى الترجي إلا أن إفراطه في الثقة وآفة الغرور التي تملكته في بعض الفترات دفعاه إلى ملازمة دكة الاحتياط وأفول نجمه سريعا في الحديقة «ب» وما على بن شريفية سوى الاتعاظ من دروس الأسلاف والحذر من «غدر» القدر الذي لم يرحم عديد الحراس ممّن زلت بهم الأقدام ولفهم النسيان بسبب هفوات تبدوبسيطة لكن تكرارها عواقبه وخيمة .