ستحمل مباراة اليوم بين النادي البنزرتي والترجي الرياضي التونسي مواجهة غير معلنة بين حارسين شابين الأول فاروق بن مصطفى صاحب الإمكانات العريضة الذي قدّم أوراق اعتماده كمشروع حارس كبير من خلال مستوى أبهر به الجميع، والثاني وسيم نوّارة الذي انتزع ثقة الجميع واستأمنه الترجي على حراسة شباكه بعد أن تفوّق علي حراس الخبرة العربي الماجري ووسام النوالي بإمكانات وجهد خاص. المواجهة المرتقبة بين الحارسين وضعتها «الشروق» تحت مجهر الحارس الدولي السابق الصحبي السبعي: فاروق بن مصطفى هو ابن شرعي للنادي الرياضي البنزرتي حيث ولد في «اللواتة» إحدى جهات ولاية بنزرت في 1 جوان 1989 يمتلك مؤهلات بدنية هائلة دعّمت موقفه في حراسة شباك النادي البنزرتي بطول متر و93 سنتيمترا ووزن 90 كلغ تعلّم الكثير من جلوسه على دكّة الاحتياط في حضرة المخضرم حسان البجاوي وعندما سنحت الفرصة أفصح عن موهبة فذّة لفتت انتباه الجميع ممّا جعله يطرق أبواب المنتخب الوطني. السبعي تحدث عن فاروق بن مصطفى قائلا: «هذا الحارس الشاب يمتلك مؤهلات هائلة من خلال الطول المطلوب بالنسبة لحارس المرمى بالإضافة إلى البنية الجسمانية التي تكون حاسمة في المواجهات الثنائية خاصة أمام قوة وشراسة المهاجمين وبالتالي فإن الشروط الأساسية تتوفر فيه ويمكن البناء عليها لتكوين حارس ممتاز. يتميز بن مصطفى بسرعة ردّة الفعل من خلال الحركات الرشيقة وهي أهم خاصية يتميز بها فهو يفاجئ المهاجم بحركة سريعة تمكنه من التقاط الكرة بالرغم من سرعتها وقوتها وذلك عندما يتوقع الجميع أن الكرة تجاوزته. كلّ هذا ينضاف إلى خاصية يتمتع بها وهي الحضور الممتاز بين الأخشاب وهو يعكس قوّة شخصية رغم كونه حارس شاب وهذا يؤثر في زملائه في خط الدفاع حيث يمكنه قراءة اللعب بشكل جيّد يمكنه من توقع اتجاه الكرة وتحركات خط هجوم المنافسين وهو ما نشاهده في أ داء هذا الحارس الذي نجح في انتزاع إعجاب الجميع ويبدو أنه يشق طريقه بنجاح ليصبح من أحسن الحراس في تونس». وسيم نوّرة: حاسم في المواجهات المباشرة وسيم نوّارة تنطبق عليه صفة الحارس «المناضل» حيث صبر كثيرا منذ قدومه إلى الترجي من نادي قربة في أصناف الشبان حيث عمل في صمت إلى أن نجح في اقتلاع مكان أساسي في مركز كان يشغله عمالقة مثل تيزيي والواعر... ولد نوّارة في قربة بتاريخ 26 جانفي 1986 يملك مؤهلات بدنية كبيرة بطول متر و92 سنتيمترا وبوزن 87 كلغ وقد تحدث عنه الصحبي السبعي قائلا: «وسيم نوّارة اكتسب أهم شيء وهو الثقة في إمكانياته وقوة الشخصية فهو يلعب وكأنه يملك في سجله سنوات في حراسة مرمى الترجي... إمكاناته من موهبة وجاهزية بدنية جعلته يكسب ثقة مدرب الترجي فثبته أساسيا. طوله المناسب ساعده كثيرا في الكرات الفضائية وهي نقطة قوة وسيم نوارة حيث يجيد التعامل معها إلى جانب حسن قراءته للعب من خلال توجيه زملائه في الدفاع هذا الدفاع الذي ساعده كثيرا في عدم قبول الأهداف. يتميّز بالدقة في اختيار التوقيت المناسب للخروج إلى الكرة وصدها وهو ما جعله يتصدى إلى أغلب الهجمات خاصة في حالة المواجهة المباشرة بينه وبين المهاجم حيث ينقض على الكرة بقوة وسرعة ولكن هنا عليه أن يحتاط من الإفراط في الخروج من مرماه لأنه قد يقع في فخ الكرات الساقطة التي عادة ما تباغت أكبر الحراس. يلومه البعض على خروجه المتواصل من مرماه لكن يبدو أن ذلك كان باختيار من المدرب حيث غالبا ما يلعب في مركز محور الدفاع للتغطية على المدافعين. أهم ما يميزه هو عدم ارتكابه لأخطاء فادحة، بل إنّ الأخطاء التي ارتكبها طفيفة وهي عادية بالنسبة لحارس مبتدئ سيتجاوزها بمرور الوقت. تنقصهما الخبرة حارس المرمى يمثل نصف الفريق لذلك فإن فاروق بن مصطفى ووسيم نوّارة يتواجدان في مركز حساس جدّا وعليهما أن يكونا قادرين على قيادة فريقهما نحو الأمام تتوفر فيهما قوة الشخصية والحضور الذهني وحسن التمركز في أغلب الحالات الدفاعية والهجومية لكن تنقصهما الخبرة الكافية للتعامل مع المباريات الصعبة وهذه الخاصية تكتسب بالوقت وبالتجربة لكن عليهما تطوير المستوى دائما من خلال العمل المتواصل في التمارين دون اعتبار أنهما بلغا درجة الكمال. نصيحة لهما هي مواصلة العمل وحتى موضوع المنتخب يجب تأجيله الآن لأن حراسة مرمى المنتخب تتطلب خبرة طويلة وقد يتسبب خطأ بسيط في نهاية مسيرة حارسين عملاقين. السبيل الوحيد للتطور والنجاح في نظري هو مواصلة العمل بنفس الوتيرة وحتى القيام بتمارين خاصة لأن حراسة المرمى تتطلب الموهبة والإمكانات بالإضافة إلى الخبرة والدهاء لأن هناك جزئيات وميزات لا يمكن للحارس أن يتعلمها في التمارين بل يكتسبها من خلال التلقين من أصحاب الخبرة وهي خفايا قد ترجح كفة حارس المرمى على غيره.