في عيد أب الفنون تلبس عواصم العالم ومدنه حلة الاحتفال كل يوم 27 من مارس في كل عام ,وبلد علي بن عياد احتفى على طريقته باليوم العالمي للمسرح ضمن تظاهرة مسرحية رفعت ستارة انطلاقها مساء اليوم العالمي للمسرح بقاعة الفن الرابع على العرض الأول لمسرحية «حالة» وهي من إنتاج المسرح الوطني وستتواصل هذه التظاهرة إلى يوم غد حيث سيقدم فضاء لرتيستو عمله الجديد «الدرس» وسيعرض مسرحية «الديناصورات» من انتاج المركز الوطني لفن العرائس .اضافة الى عرض مسرحية ««transit» من هولاندا و «D'un retournement à l'autre» من فرنسا. وقد تم في هذه المناسبة تلاوة رسالة اليوم العالمي للمسرح التي صاغ أسطرها هذا العام المسرحي الايطالي داريوفو الحائز على جائزة نوبل للآداب وترجمها إلى العربية الدكتور يوسف عيدابي وكذلك قراءة بيان وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. صعد على الركح المسرحي جمال المداني ليتلو على الجماهير نص رسالة اليوم العالمي للمسرح أو ليمسرح هذه الرسالة إذ تقمص النص وجسده حركة وايماء. نبذ العنف «الرسالة المسرحية من هنا، لا تخلومن الدعوة إلى نبذ العنف بجميع أشكاله، المادي منه واللفظي، والتقيد بلغة الحوار على أساس احترام مبدإ الاختلاف في الرأي وفي كيفية التعبير عنه دون المساس بحرية الآخر». هذا ما جاء في بيان وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي أكد «احتلال المسرح التونسي منزلة مرموقة على الصعيد العربي والإفريقي والمتوسطي وذلك بشهادة العديد من النقاد». وقال بيان الوزارة ايضا: «واليوم ونحن في غمرة هذا الاحتفال، لا يسعنا إلا أن نحفز مبدعينا على مواصلة مشوارهم الفني متشبعين بروح المواطنة. كما ندعوهم إلى بث الدعوة لاجتناب كل مظاهر العنف والسعي إلى ترسيخ ثقافة الاختلاف وقبول الرأي المخالف .وفي المقابل تبقى وزارة الثقافة متمسكة بالتزاماتها إزاء المسرحيين والمثقفين عموما، وذلك من خلال تطوير آليات الدعم والمساندة على المستوى المادي والتشريعي، إيمانا منها بضرورة توفير المناخ الملائم الذي دونه لا يتسنى للمبدع أن يعمل في أريحية وأن يفرز أفضل ما لديه من تعبيرات فنية». ماذا قال المسرحيون؟ في العيد العالمي للفن الرابع فسحت «التونسية» المجال لأعلام المسرح ليتحدثوا عن المشهد المسرحي التونسي بعد عامين من الثورة .فما الذي تحقق؟ وما الذي ما يزال في قائمة الأولويات المؤجلة ؟ مدير المسرح الوطني : لحظة فارقة...لكني متفائل تحدث مدير المسرح الوطني أنور الشعافي عن المشهد المسرحي في تونس بعد عامين من الثورة فقال: « في الواقع المسرح التونسي يعيش الآن لحظة فارقة. وما حدث منذ سنتين هو تحول لا بد للمسرحي أن يكون مرادفا له لذلك على المسرح أن يطور نفسه ومضامينه وأساليبه حتى يكون عنوان هذه المرحلة الجديدة,وهذا يتطلب شيئا من الوقت . وربما ما يوجد الآن من انتاج مسرحي في أغلبه هو عبارة عن مجرد نقل ومحاكاة لهذا الواقع ...لكني متفائل لأنه لابد أن يتوصل المسرح التونسي إلى استنباط أشكال تعبيرية جديدة ورؤى جمالية أخرى تستطيع حقا أن تعبر عن هذا الواقع» . حمادي المزي: نحتاج ثورة مسرحية هل هبت رياح الثورة التونسية على المسرح أم مازال يتلمس طريقه وسط الصعوبات والنقائص؟ سؤال أجاب عنه المسرحي حمادي المزي كما يلي : «لا بد للمسرحي من مسافة كي يمسرح الواقع ولا يسقط في النقل الحرفي للواقع وهذا يتطلب شيئا من الوقت. وفي تونس عشنا ثورة كبرى ولكننا في حاجة إلى ثورات أخرى صغيرة ومادمنا نتحدث عن المسرح فنحن في حاجة أكيدة إلى ثورة مسرحية على مستوى الهيكلة وعلى مستوى القوانين وعلى مستوى الترتيبات والهياكل والفضاءات وعلى مستوى الدعم والترويج ...يعني ثورة مسرحية حقيقية. واعتقد أن الدولة ووزارة الثقافة إن ارادتا المراهنة على الثقافة كعمود تنموي واستراتيجي فلا مناص من اعادة ترتيب البيت المسرحي من جديد». عبد الغني بن طارة: العنف والمسرح لا يلتقيان المسرحي عبد الغني بن طارة تحدث عن العنف ووقوفه حجرة عثرة أمام الإبداع فقال: « العنف والمسرح لا يمكن ان يلتقيا في مكان واحد, فكيف للمبدع أن يكون مبدعا وهو يعمل وسط اجواء من الخوف والرعب في ظل هذه الفوضى الكبيرة التي أثارها أدعياء الدين الذين يعتقدون أن لهم معرفة حتى بأصول الدين ويحرّمون الوسائل التعبيرية ومنها المسرح؟ هذا خطأ كبير فالمسرح ليس حراما وأقول لهم ارجعوا إلى ما قاله ابن الباز وغيره من علماء الدين ... وهذه الفوضى لا بد للحكومة أن تجد لها مخرجا وأن تلجم كل هؤلاء المتنطعين الذين يحللون ويحرمون ويكفرون ويمنعون دون حجة او قانون. فالأمن مهم في حياة المبدع ليقول كلمته ...والمسرح لن ينقرض مادامت الحياة لأن المسرح هو الحياة.»