يحسم اليوم المجلس الوطني لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» في دورته الثالثة في مسألة الأمانة العامة للحزب بعد استقالة محمد عبوّ. كما سيخصص المجلس المنعقد منذ امس في مدينة سوسة لمناقشة المسائل الهيكلية للحزب والمكتب السياسي ووضع خارطة طريق الحزب للمرحلة القادمة. وينتظر أن يكون هذا المجلس مقررا لمسيرة الحزب الذي شهد على امتداد الاشهر الماضية العديد من الهزات والتي أدت في كل مرة إلى استقالة شخصيات كان لها التأثير الكبير في هيكلة الحزب على غرار أم زياد وهميلة والعيادي وأخيرا محمد وسامية عبو إلى جانب الاستقالات المسجلة في صفوف المكاتب الجهوية والمحلية . وعلمت «التونسية» أن بعض الأطراف داخل «المؤتمر» رشحت وزيرة المرأة سهام بادي للأمانة العامة غير أن هذا الإقتراح ووجه بالانتقاد في صفوف القاعدة التي اعتبرت أن بادي غير قادرة على إدارة دفة الحزب في مثل هذه المرحلة بعد زلاتها المتكررة في مهامها الحالية على رأس وزارة المرأة . ورغم أن التصويت هوالذي سيحسم مسألة الأمانة العامة فإنّ مقربين من الحزب يرون أن عماد الدايمي هوالأقرب لهذه الخطة لعدة اعتبارات أولها أن الدايمي يشغل منذ المجلس الوطني للحزب الذي انعقد بولاية تطاوين في ماي 2012 منصب الأمين العام المساعد بعد أن حصل على 34 صوتا وهونفس عدد الأصوات التي تحصل عليها الامين العام المستقيل محمد عبوّ ، إلى جانب أن الدايمي بحكم مهامه كمستشار في رئاسة الجمهورية يحظى بدعم الرئيس الشرفي للحزب ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، إضافة الى ما يعرف به الدايمي من هدوء وديبلوماسية وقدرة على تجاوز الأزمات التي تعصف بالحزب بين الفينة والأخرى، وقربه كذلك من حزب الأغلبية . المنافسة مطروحة لكن رغم ترجيح الكفة لصالح الدايمي فإنّ المقربين من «المؤتمر من أجل الجمهورية» يرون أن العديد من الأسماء مطروحة حاليا لقيادة دفة الحزب وانها قادرة على منافسة الدايمي على هذا المنصب على غرار الهادي بن عباس ووزير التجارة عبد الوهاب معطر وكذلك طارق الكحلاوي. لكن يبدو انه في ظل تعدد الخيارات ستكون لعبة اختيار الأمين العام الجديد للحزب في يد القواعد التي ضاقت ذرعا خلال المدة المنصرمة بالتقلبات على مستوى القيادة والتي أفقدت الحزب الكثير من إشعاعه ومصداقيته لدى انصاره الذين آمنوا به قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وقبل أن يتحول حسب منتقديه إلى نسخة من أحزاب المعارضة الكرتونية في العهد السابق نتيجة الصراع المحموم بين قياداته على المناصب الحكومية، إضافة الى الصراع بين من دخلوا الحزب كمظلّة في العهد البائد وهم لا يخفون انتماءهم النهضاوي وبين من ظلّوا أوفياء لخطّ وسطيّ علماني لم يعجبهم أن يصبح الحزب مجرّد تابع لحركة «النهضة». تقرير المصير وبما أن جدول أعمال المجلس الوطني للحزب يتضمن بالاضافة إلى انتخاب الأمين العام وضع خارطة طريق الحزب للمرحلة القادمة فإن هذا الأخير مدعو إلى وضع النقاط على الحروف في عدة مسائل جوهرية ومصيرية أهمها هيكلة الحزب من الداخل وإعادة ترميمه بعد تصدعه في أكثر من مناسبة والحسم في دوره القادم في ظل الائتلاف الحاكم إلى جانب خطة عمله للاستحقاقات السياسية المقبلة والتي ستحدد مصيره إما كحزب قائم الذات وقادر على خوض غمار الانتخابات التشريعية والرئاسية بمفرده أو تحت جبة أحزاب أخرى وأولها حركة «النهضة».