كما كان منتظرا وقع التصويت بالإجماع تقريبا داخل المجلس الوطني لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» المنعقد في دورته الثالثة يومي السبت والأحد بأحد نزل جهة سوسة على تكليف السيد عماد الدايمي، عضو المكتب السياسي ومدير الديوان الرئاسي بخطة الأمين العام للحزب مع تمتيعه بكافة الصلاحيات. وقد كان عماد الدايمي يشغل خطة أمين عام مساعد طيلة فترة تولي السيد محمد عبو لمنصب الأمين العام قبل ان يستقيل في أواخر شهر فيفري الفارط. وقد لمسنا من خلال مواكبتنا لفعاليات المجلس الوطني الثالث لحزب «المؤتمر» المنعقد على مدى يومين ومن خلال العديد من الاتصالات والحوارات التي أجريناها مع العديد من الوجوه البارزة من المكتب السياسي شبه إجماع على شخص السيد عماد الدايمي لتولي منصب الأمين العام غير انه وجد جدل حول مسألة محورية تمثلت في الحسم بين خيارين متمثلين إما في إسناده منصب الأمين العام بالنيابة إلى غاية انعقاد المؤتمر الوطني للحزب أو إسناده في نفس السياق خطة أمين عام كامل الصلاحيات وهو ما كان محور نقاش أحد جلسات المجلس الوطني حيث حسم الأمر بالتصويت على الخيار الثاني في تمش قال عنه السيد الهادي بن عباس أنه التمشي الذي يراعي مصلحة الحزب من حيث منح ما يكفي من الصلاحيات للأمين العام الجديد لتطبيق رؤيته في ما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية الضرورية للحزب في اسرع الآجال وهو ما أكده الأمين العام الجديد من خلال الحوار الحصري الذي خصنا به على إثر انتخابه في منصبه الجديد. مبروك وتهانينا بمناسبة هذه المهمة الجديدة داخل حزب «المؤتمر» شكرا لكم، وانا بدوري أتقدم بجزيل الشكر لبقية رفاقي داخل الحزب الذين منحوني ثقتهم بالتصويت على مقترح قيامي بتولي الأمانة العامة للحزب خلفا للزميل محمد عبو الذي نتأسف على مغادرته لنا لكن تلك هي الحياة ومصيرنا ان نواصل العمل. انا معتز ان أواصل العمل في هذا المنصب إلى غاية المؤتمر الانتخابي القادم المنتظر انعقاده خلال الصائفة القادمة وقد عبرت لزملائي عن اعتزازي وامتناني لهم وبثقتهم كما بينت لهم أن المرحلة المقبلة هي مرحلة صعبة تتطلب تضافر كل الجهود التي لا ينبغي أن تقتصر على عمل ومجهود القيادات المركزية بل لابد ان تمتد الى كل هياكل الحزب وكل مكوناته المركزية والقاعدية. كما أود أن أؤكد أنه من أوكد أولوياتنا هو استعادة التواصل مع أبناء الشعب التونسي في كل مكان ممن انتخبونا في السابق وممن سيمنحوننا ثقتهم في الانتخابات القادمة وأنا متأكد من انهم سيصوتون لنا بكثافة مستقبلا. وماذ عن الجمع بين عملكم السياسي بوصفكم مستشارا لدى رئاسة الجمهورية وعملكم الحزبي في خطتكم الجديدة كأمين عام لحزب «المؤتمر»؟ بالفعل لمست انشغالا لدى العديد من أعضاء الحزب حول هذه النقطة بالذات وانا وعدتهم ببذل كل ما في وسعي من اجل تخصيص ما يكفي من الوقت لخدمة الحزب وإعادة بناء هياكله ومؤسساته في كنف التوافق التام والتعاون الكلي مع كل مكوناته. وأول ما سنقوم به تكوين جهاز تنفيذي يكون له دور الربط بين المكتب السياسي للحزب وبقية هياكله وأنصاره في الجهات حيث سيقع اسناد دور أكبر للممثليات الحزب في الجهات بحيث يشارك كل من جانبه في إدارة العمل السياسي هل من توضيحات حول أبرز التحديات المطروحة على الأمين العام الجديد لحزب المؤتمر؟ التحدي الرئيسي الآن هو استعادة وحدة الحزب والتفاف كل مناضليه وأنصاره حول قيادته أما التحدي الرئيسي الثاني فيتمثل في استكمال بناء الحزب وهياكله، فكما لا يخفى عليكم نحن حزب له تاريخ طويل في النضال ولكن تجربتنا في العمل الحزبي المهيكل والمنظم لم تتجاوز السنتين. والآن كبر الحزب باتساع رقعة مناضليه ومنخرطيه مما يستوجب استكمال هياكل الحزب لاستيعابهم على المستويين المركزي والجهوي وكذلك على المستوى المحلي. أما التحدي الثالث فيتمثل في تجذير الخط السياسي للحزب بمواصلة دعم الحكومة الائتلافية ولن يكون ذلك ممكنا إلا بتحسين أداء وزرائنا فيها بضمان الأداء الجيد لهم وكذلك عبر التصويت والتشاور مع السيد رئيس الحكومة لإدارة المرحلة القادمة كما سيكون من دورنا أيضا الاتصال بالتونسيين من أجل توضيح رؤانا وتوضيح منهجنا حتى نتمكن حقيقة من إعادة صياغة برنامجنا على أسس أكثر واقعية وتفاعل مع الواقع. على ضوء توليكم منصب الأمين العام هل وقع تحوير في تركيبة المكتب السياسي؟ بالنسبة للمكتب السياسي هناك اتجاه للمحافظة على تركيبته الحالية من اجل المحافظة على التواصل في عمل الحزب والمحافظة على الخط السياسي العام داخل الحزب وهناك عمل انطلق من الان من اجل وضع هياكل جديدة لتفعيل العلاقة بين القيادة السياسية للحزب من خلال تكوين لجان متعددة مرتبطة بالمكتب السياسي ومن اجل تجسيم رؤية تكوين مكتب تنفيذي للحزب سيكون له دور كبير في تفعيل العلاقة بين المكتب السياسي وبقية هياكل الحزب المحلية والمركزية ومنخرطية ومناضليه. وماذا في خصوص منصبكم القديم (نائب الأمين العام)؟ في خصوص هذا المنصب، سيقع خلال الاجتماع الأول للمكتب السياسي، والذي سيكون خلال اليومين المقبلين إذ لم يتسن له الانعقاد اليوم، ووفق القانون الداخلي للحزب سيقوم المكتب السياسي بتعيين ناطق رسمي باسم الحزب وربما نائبا أو نائبين للامين العام. هل يمكننا القول الآن أن الحزب اقترب أكثر من أي وقت مضى بتوليكم منصب الأمانة العامة من رئيسه الشرفي، السيد المنصف المرزوقي؟ حزب المؤتمر لم يبتعد يوما على السيد رئيس الجمهورية لا على المستوى الوجداني ولا على المستوى السياسي ولا كذلك على مستوى الأفكار والرؤى والتصورات. فعلى المستوى السياسي نحن دعمنا السيد رئيس الجمهورية على مستوى رؤاه وتصوراته السياسية وعلى مستوى برنامجه وكذلك تلقينا منه دائما الدعم وآخره من خلال الرسالة التي وجهها لنا يوم افتتاح المجلس الوطني المنعقد حاليا حيث أسدى لنا العديد من التوجيهات على مستوى البرنامج السياسي المستقبلي للحزب وسنسعى لمزيد الاستفادة منه ومن رؤاه وأفكاره.