في لفتة «تكريمية» أو «توديعية» لضيفه قبل سويعات من مغادرته لتونس عقد امس حزب القطب ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة بحضور منسقه العام رياض بن فضل واعضاء مكتبه السياسي والامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المناضل الاردني نايف حواتمة وتمحورت الندوة حول تقييم فيلسوف الثورة الفلسطينية لنتائج زيارته لتونس ولقائه بالرئاسات الثلاث والقوى السياسية والنقابية والمدنية الفاعلة. وقال نايف حواتمة انه تباحث مع الرؤساء الثلاثة حول المشهد السياسي العام بالبلاد والتحديات الكبرى التي يفرضها واقع التحولات التي تعيشها تونس في هذه المرحلة مضيفا أنّ لقاءه بالرئاسات الثلاث تمحور حول ضرورة سن دستور ديمقراطي توافقي يشمل جميع الاطياف السياسية ويستجيب لتطلعات جميع التونسيين ويتلاءم مع اهداف الثورة وأن هذا هو نفس الامر الذي تحدث فيه مع راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». اغتيال بلعيد مؤشر رهيب وحول تقييمه للمشهد السياسي الحالي في تونس خاصة اثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد قال حواتمة ان اغتيال بلعيد مؤشر خطير ورهيب على تدهور العلاقة بين الحكومة والقوى السياسية وتعميق الانقسامات بينهما مضيفا ان جريمة تصفية الشهيد دليل قوي على الصراع الموجود بين القوى التقدمية واليسارية والديمقراطية وبين حركة «النهضة» كعنوان ل«الاسلام السياسي» ملاحظا ان الاطراف الاصولية المتشددة ايضا تلعب دورا خطيرا في هذا الصراع مؤكدا انه دعا اثناء زيارته الى تونس كل القوى الى بناء الكتلة السياسية التي تليق بالثورة التونسية التي اسقطت حكم الاستبداد مشددا على ضرورة تفادي العنف السياسي حتى لا تسقط تونس في مستنقع الدم مثلما هو الحال في مصر وان يكون بناء تونسالجديدة على اساس مشروع وطني ديمقراطي يجمع كل الاطياف من سياسيين ونقابيين ومجتمع مدني ويرتكز على تحقيق اهداف الثورة وطموحات التونسيين في الخبز والحرية والكرامة والمواطنة والمساواة بين المرأة والرجل وغيرها حسب ما جاء على لسانه. رفض قرارات جامعة العرب اما عن الوضع في فلسطين فقال حواتمة انه طلب من المرزوقي والعريض ومصطفى بن جعفر رفض ما تمخضت عنه القمة العربية المنعقدة بالدوحة مؤخرا من قرارات تعتبر خطيرة جدا تلحق اضرارا فادحة بالحقوق الوطنية الفلسطينية ومنها القرار المتعلق بدعوة أمير قطر الى عقد قمة عربية تحت عنوان «المصالحة الفلسطينية» مطالبا الرئاسات الثلاث بعدم المشاركة فيها مشددا على ان هذا الاقتراح يشرّع لفرض الوصاية والتدخل الاجنبي في الشأن الفلسطيني الداخلي وأن ذلك أمر مرفوض بصفة قاطعة على حد تعبيره مضيفا انه طالب ايضا الرؤساء الثلاثة بالعمل على تدعيم قرار الاممالمتحدة رقم 194 الذي سيشكل ارضية ايجابية لتحقيق المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني. لا نظام عربي سينجو وعن فاعلية مشروع المقاومة في فلسطين والمنطقة العربية قال حواتمة في تصريح خص به «التونسية» ان حكام بلدان الوطن العربي هم من يعطلون ولا يسمحون ببناء مقاومة قوية ضد العدو الاسرائيلي التوسعي مضيفا ان مستوى الدعم العربي للمقاومة يقف عند حدود التظاهرات والاعتصامات مما يستدعي تدخل كل الاطياف السياسية والمدنية والنقابية والشعبية لتطوير مستوى المقاومة وانجاز اهداف الثورات العربية ملاحظا انه لا نظام عربي سينجو من رياح الثورة على حد تعبيره. واهمون أما بخصوص المشهد السوري فأكد حواتمة ان كل من يراهن على الحسم العسكري في سوريا واهم مضيفا ان العنف يتزايد مشيرا الى ضرورة فتح حوار سوري وطني غير مشروط بين النظام والمعارضة املا ان يفتح التقرير الامريكي الروسي المرتقب آفاقا ايجابية لوقف الحرب في سوريا حسب ما جاء على لسانه.