يبدو أن الاختلافات السياسية والأيديولوجية اكتسحت المعاهد الثانوية واصبح مدار الصراع السياسي المدرسة حيث كشفت مصادر نقابية في قطاع التعليم أن عدة مظاهر غريبة أصبحت متفشية داخل المدارس بشكل قد يؤثر مستقبلا على هوية المدرسة التونسية وعلى شخصية أبنائنا نتيجة توجه عديد التيارات الدينية المتشددة نحو تنظيم خيمات أمام المعاهد للقيام بالنشاط الدعوي الصرف . وكشفت تقارير نقابية وبيانات لنقابات في التعليم الثانوي أن عدة أساتذة من المتمتعين بالعفو التشريعي العام يدرّسون باللباس الأفغاني وأن العديد منهم يقوم بتقسيم القسم بين صف للذكور وآخر للإناث ووصلت الظاهرة إلى معاهد معروفة على غرار مدرسة الصادقية وهو أمر بدأ يستفحل دون إجابة واضحة من وزارة التربية أو من بقية الجهات المعنية بالشأن التربوي وهو ما أثر على الدروس وعلى التكوين داخل المدرسة التونسية حتى أن أحد الأساتذة بجهة قرطاج عوض أن يدّرس مادته العلوم الطبيعية أصبح يدرّس التلاميذ الترتيل القرآني . وأكدت مصادر نقابية أن هذا الموضوع سيكون محل نقاش مع وزير التربية الذي عبر عن استعداد سلطة الإشراف للحديث عن كافة الملفات دون إشكال وهو ما سيتم خلال هذا الأسبوع مع بقية النقابات بعد أن كانت له جلسة تفاوضية مع نقابة موظفي التربية .