هو النجم المشع على ولاية سليانة والمتنفس الوحيد لعشاق كرة القدم هناك، كان نتاج جهود كبيرة بذلت منذ زمن الاستعمار ولاتزال الى يومنا هذا تبحث عن خيط توصل به الفريق الى الرابطة الثانية ولما لا الأولى مثل ما حدث مع باقي الفرق المجاورة للجهة. هو الاتحاد الرياضي بسليانة الذي أنجب عديد الأسماء فمن هناك مر جيل مختار الحسني وشاكر البرقاوي ولايزال الى حدّ الآن منبعا للعطاء بفضل الطاقات الشابة واليانعة التي تعزّز صفوفه والتي وضعت هدفا وحيدا نصب أعينها هو الصعود بالفريق في المواسم القادمة الى أعلى المراتب رغم الصعاب والعراقيل التي تقف في وجه حلم اتحاد سليانة. «التونسية» زارت الاتحاد الرياضي بسليانة وعادت بالتحقيق التالي: اصرار كبير على بعث الفريق رغم القمع الاستعماري أسست النواة الأولى لفريق الاتحاد الرياضي بسليانة سنة 1948 في زمن كان فيه الوطن بكامله يعيش تحت وطأة الاستعمار الذي كان الحجر الذي لا بدّ من ازاحته لتحقيق الأمنيات وبعث فريق رياضي بالجهة، هدف تحقق بفضل اصرار شباب منطقة سليانة على ممارسة كرة القدم رغم رفض السلطات الاستعمارية منحهم التأشيرة القانونية لانشاء الفريق. وضع تواصل طيلة ثماني سنوات كان فيها نضال شباب الاتحاد أقوى من قيد المستعمر حتى سنة 1955 تاريخ الميلاد الرسمي للفريق الأول في ولاية سليانة الذي أطلق عليه في البداية اسم النجم الرياضي العوني نسبة الى أولاد عون القاطنين في ربوع سليانة. مع بداية السبعينات أصبح الفريق يحمل اسم اتحاد سليانة برئاسة أول رئيس مصطفى بن منصور الجلاصي الذي ظل على رأسه طيلة اثنتا عشرة سنة الى حدود 1967 موعد تسليم المشعل الى ابنه عادل الجلاصي الذي خلفه منصف الورفلي مع بداية هذا الموسم. عدّة أسماء عزّزت أبرز الفرق في تونس العديد من المواهب التي سطع نجمها في صفوف الفرق الكبرى كانت أولى خطواتها مع اتحاد سليانة أمثال مختار الحسني الذي تحول الى المهدية وكان ضمن بعثة المنتخب الى الأرجنتين ومحمد الطاهر الفرجاوي الذي حاز على لقب الكأس مع مستقبل المرسى بالاضافة الى عادل ساسي الذي عزّز صفوف النادي الافريقي وهمامي باحة وصولا الى حسام الحمزاوي الذي التحق بصوف الشبيبة القيروانية وشاكر البرقاوي الذي ذاع سيطه مع النادي الصفاقسي وحاليا النادي البنزرتي. هيئة مديرة متكاملة ما يحسب لاتحاد سليانة هو وجود هيئة مديرة متكاملة باشراف الرئيس الجديد للفريق منصف الورفلي الذي يتولى ادارة الفريق بمعية المدير الفني رياض البوراوي. كما خصصت الهيئة المديرة مدربا لكل صنف، حيث يدرب الأكابر عامر دربال بمساعدة ياسر الوافي فيما يشرف نادر الوافي على فريق الأواسط ويدرب جمال الماجري الأصاغر ويشرف أنور جلال على تدريب فريق الأداني بينما يدرب فريق المدارس فيصل الكحيلي. هذا بالاضافة الى مدرب الحراس رضا بوراوي وطبيب الفريق جلال عبدة. فريق يزخر بالمواهب يضم فريق اتحاد سليانة مائة وستة وأربعون شابا موزعون على مختلف الأصناف الموجودة في الفريق بدأ بالأكابر ووصولا الى المدارس جلّهم من أبناء الولاية، عامل ايجابي يحسب للفريق الذي قدم منذ تأسيسه مستوى طيبا وكان في عدة مواسم قريبا جدا من الصعود الى الرابطة الثانية خاصة في المواسم الثلاث الأخيرة. بعد المركب عن وسط المدينة مشكل يؤرق الهيئة يبعد المركب الرياضي لاتحاد سليانة قرابة أربعة كيلومترات عن وسط المدينة، اشكال أرق الهيئة المديرة وزاد في تعقيد وضعية تنقل اللاعبين الى هناك لاجراء التمارين وكبد الهيئة مصاريف باهضة هي في غنى عنها قدرت بستمائة دينار شهريا وأجبرها على كراء حافلة للتنقل طيلة الموسم هذا بالاضافة الى تكاليف تنقل مختلف الأصناف خارج الولاية لاجراء مختلف المباريات التابعة لها. الاستغلال المفرط من العامة يهدد الملعب الفرعي أمام الوضعية الصعبة التي أصبحت عليها أرضية المركب يعاني اتحاد سليانة من عدة صعوبات في التمارين خاصة في ظل غياب الحراسة اللازمة للملعب الفرعي الذي أصبح يتوافد عليه العامة للترفيه عن النفس. مشكل قد يزيد الطين بلة بالنسبة للفريق الذي يضم مائة وستة وأربعون لاعبا حول ايجاد المساحة الكافية للقيام بتدريبات ترقى الى تطلعات الفريق. ولاتزال الهيئة التي تحادثث في ثلاث مناسبات مع والي الجهة والادارة الجهوية للتجهيز والاسكان تنتظر حلاّ جذريا لهذه المسألة المهمشة منذ مدة. غياب التغطية الاعلامية للجهة همّش الفريق تعتبر ولاية سليانة من الولايات الأقل حظا على مستوى التغطية الاعلامية رغم الزخر الثقافي والاقتصادي للجهة، هذا المشكل جعل اتحاد سليانة مغيبا في المشهد الاعلامي الرياضي وجعل مواكبة نشاط الفريق مقتصرا على النتائج فقط رغم المستوى الجيّد للفريق سواء على المستوى الفني أو على مستوى النتائج. عزوف الأحباء زاد في الأزمة المالية للفريق مجهودات كبيرة تبذلها الهيئة المديرة لاتحاد سليانة بقيادة رئيس الفريق منصف الورفلي من أجل توفير الموارد المالية اللازمة للفريق خاصة في ظل الظروف الراهنة لكرة القدم التونسية بعد فرض الويكلو وعزوف الأحباء عن مد يد المساعدة للفريق الذي ظل القليل منهم فقط بجواره. وضعية جعلت رئيس الفريق ينفق من ماله الخاص لتأمين حاجيات الفريق الذي يضم مائة وستة وأربعون لاعبا الى جانب أجور المدربين وبقية الاطار الفني للفريق، وضعية أثقلت كاهل الهيئة خاصة وأن منحة البلدية لا تتجاوز خمسون ألف دينار تحصل منها الفريق على ثلاثين ألف دينار الى حدّ الآن بالاضافة الى منحة الولاية والمقدرة بعشرة آلاف دينار هذا الى جانب منحة الوزارة والبالغة خمسة وعشرون ألف دينار. ومازاد الطين بلة هو عزوف الجماهير عن اقتناء الاشتراكات التي لا يتعدى ثمنها دينارين والتي ظلت مكدسة تنتظر التفافة منهم حول الفريق الذي قدم موسما متميزا الى حدّ الآن وهو القادر على أن يكون ضمن فرق النخبة في المواسم القادمة. انتدابات قيمة عزّز اتحاد سليانة هذا الموسم رصيده بخمس انتدابات تمثلت في انتداب اللاعب المحوري ياسين الرحماني من النفيضة الرياضية والمدافع أيمن الرويني وبلال المقدولي من قوافل قفصة وأيمن بن نيران من الأولمبي الباجي بالاضافة الى انتداب حارس المرمى محمد أمين بالخوجة من سبورتينغ المكنين. الفريق لا يعرف الهزيمة طيلة ثلاثة عشرة جولة قدم اتحاد سليانة خلال هذا الموسم مردودا متميزا بعد أن حقق سبع انتصارات وستة تعادلات خلال الثلاثة عشرة جولة الأخيرة والتي لم يقبل خلالها الفريق في شباكه سوى خمسة أهداف. في انتظار اكتمال أشغال دار الشباب تنتظر الهيئة المديرة لاتحاد سليانة بفارغ الصبر اكتمال الأشغال الموجودة بدار الشباب حتى يتسنى لها القيام بتدريبات الشبان هناك باعتبار وأن ذلك سيجنبها مصاريف تنقلهم الى المركب ويمكن فريق الأكابر من اجراء التمارين دون ضغوطات خاصة بعد الحالة التي أصبح عليها المركب والاستغلال المفرط من العامة للملعب الفرعي. عناصر شابة تألقت مع الفريق يضم فريق اتحاد سليانة في صفوفه عدّة لاعبين ممتازين فشباك الفريق يتداول على حراستها المنتدب الجديد محمد أمين بالخوجة والحارس المتألق والذي يتجاوز سنه سبعة عشرة سنة والذي سيكون بشهادة الكل الحارس الأول للفريق في الأيام القادمة. أما أحسن هداف فهو شرف الدين عمر الذي سجل الى حدّ الآن ثمانية أهداف بالاضافة الى تألق كل من حمدي دبش ومروان الجلاصي وعزيز الجمعاوي صاحب الثمانية عشرة سنة، عناصر قد نشاهدها في المستقبل في أكبر الفرق التونسية. القائمة الكاملة للاعبي اتحاد سليانة في حراسة المرمى: محمد أمين بالخوجة وحمدي سعد ومحمد الرزيني. في الدفاع: تميم العبيدي وأمين الزكراوي وياسين الرحماني وأيمن الرويني وأيمن بن نيران وزهير المديوني وحسين بوسلامة وعبد الرحمان الميري. في وسط الميدان: مراد العبيدلي وجهاد بدر وحبيب السمراني وعزيز جمعاوي ومروان الجلاصي وأسامة السلامي ومحمد أمين النيري. في الهجوم: شرف الدين عمر وبلال مقدولي وحمدي دبيش وأحمد صبري وحمدي النمري وأنور الحميدي. «منصف الورفلي» (رئيس اتحاد سليانة): التكوين القاعدي والصعود الى أعلى المراتب هدفنا. نحن بصدد رسم مخطط واضح للفريق بالنسبة للخمس سنوات القادمة وستكون من أولوياتنا ايلاء التكوين القاعدي الأهمية التي يستحقها وقد بدأنا في تطبيق ذلك رغم التحاقنا بصفة متأخرة بالفريق. الموارد البشرية متوفرة وسنحاول دعمها قدر الامكان بعناصر أخرى تكون قاطنة بالولاية حتى نحقق اكتفاءنا الذاتي من المواهب التي تكون قادرة على تقديم الاضافة في أي وقت والتي سنبني من خلالها مستقبل الفريق في الأيام القادمة وهذا العمل يتطلب مجهودات جبارة خاصة وأن الفرق المجاورة ترفض انتقال لاعبيها الى اتحاد سليانة. أما بخصوص وضعية المركب، فإننا سنواصل محادثاتنا مع السلط المعنية هنا وسيكون لنا اجتماع مع وزير الرياضة في الأيام القادمة من أجل دعم الفريق القادر على الذهاب بعيدا خاصة بعد المردود المتميز الذي قدمه في المواسم الثلاث الأخيرة والتي كان خلالها قريبا من الصعود الى الوطني «ب» لولا سوء الحظ وهذا ما سنعمل على تحقيقه ما دمنا على رأس الفريق فالصعود بالاتحاد الى أعلى المراتب من أولوياتنا وبالعمل الجاد والمثابرة سنصل بالفريق الى ما نريد عبر القيام بدراسة كاملة ومشتركة مع الاطار الفني بقيادة المدرب عامر دربال للوقوف على نقائص الفريق ومحاولة تفاديها في الموسم القادم خاصة منها المالية لأن المشاكل المالية إن لم يقع حلّها جذريا، فإنها ستكون أولى الصعاب التي ستقف أمام البرنامج المستقبلي للفريق الذي لا يملك لا ميزانية ولا مصادر تمويل قارة. «صلاح الدين الفرجاوي» (الكاتب العام للفريق): شراء حافلة سيخفف عبىء الفريق هناك تمش واضح بالنسبة لهذا الموسم والمواسم القادمة والذي سيكون في مقدمته التأسيس لفريق في المستقبل يقوم أساسا على موارد بشرية ذاتية قادرة أن تجنبنا تكاليف الانتدابات التي تثقل كاهل الفريق خاصة في ظل غياب تظافر الجهود بين أبناء الاتحاد وعزوفهم عن دعم الفريق ماديا. سيكون في برنامجنا المستقبلي العناية بالأصناف الصغرى التي هي مستقبل أي فريق و هذا سيكون من أولويات الهيئة المديرة في الموسم القادم. هناك تفكير جاد من رئيس الفريق لاقتناء حافلة بالتعاون مع السلط الجهوية حتى نتفادى المصاريف الباهضة للتنقل سواء للتدريبات أو لخوض المباريات. «عامر دربال» (مدرب أكابر اتحاد سليانة: البرنامج الذي وضعناه نجاحه فاق التوقعات والقادم سيكون أفضل) اتحاد سليانة مرّ بأوضاع صعبة مع بداية الموسم بعد أن وجد نفسه بعد مرور ست جولات في المركز قبل الأخير، وضعية أتعبتهم نفسيا وجعلت اللاعبين يفقدون الثقة في ذواتهم ومع قدومي للفريق في شهر ديسمبر الماضي حاولت ترميم هذا الجانب وتدارس النقائص الموجودة عبر الانتدابات المدروسة التي قمنا بها والتي كانت ناجحة وساهمت في اثراء الرصيد البشري للمجموعة ممّا جعلنا نقدم آداء متميزا حققنا بفضله رقما قياسيا ببقائنا دون هزيمة طيلة ثلاثة عشرة جولة جعلتنا نقفز الى المركز الخامس في الترتيب رغم أنه كانت لنا القدرة على أن نكون في مستوى أفضل وكسب ثماني أو ست نقاط في بعض المباريات التي كنا فيها متقدمين على مستوى النتيجة مثل مباراة القلعة ونادي الحمامات والأهلي الحجري ونهضة جمال. وهذا جعل حظوظنا تتقلص في ا لصعود ولكننا في المقابل بصدد تكوين فريق للمستقبل يراهن حاليا على لقب كأس الرابطة. البرنامج الذي وضعناه منذ قدومنا الى هنا نجاحه فاق كل التوقعات سواء على مستوى الآداء الفردي أو على مستوى المجموعة ولو تواصلت التجربة مع الفريق في الموسم القادم فإن العمل سيكون أكبر وسنقوم بانتدابات تحقق الاضافة وتمكن الفريق من الصعود الى الرابطة الثانية. «ياسر الوافي» (مساعد مدرب): الفريق يسير في الطريق الصحيحة الأجواء داخل الفريق طيبة للغاية وتشجع على العمل خاصة في ظل المجهود الكبير الذي تبذله الهيئة المديرة لتوفير كل المستلزمات رغم الصعوبات المالية. الفريق يسير في الطريق الصحيحة وهو قادر على أن يكون في مستوى أفضل في الموسم القادم ولكن تنقصه بعض العناصر القادرة على الذهاب بالفريق بعيدا وهذا ما سنعمل على تحقيقه مستقبلا خاصة بعد النتائج الطيبة التي حققناها طيله الثلاثة عشرة جولة الأخيرة بفوزنا في سبع مباريات وتعادلنا في ستة منها وهذا مؤشر ايجابي لفريق جلّ عناصره شابة ومن جانبي سأحاول بذل قصارى جهدي تجاه الفريق فأنا مدرب درجة ثالثة وبحوزتي شهادة درجة أولى مدرب حراس وهذا سيساعدني على تقديم الاضافة اللازمة للوصول بالفريق الى المراتب المتقدمة. «محمد أمين بالخوجة» (حارس مرمى الفريق): هناك مشكل نتائج أنا هنا في اتحاد سليانة منذ ديسمبر الماضي، وقد جئت من أجل تقديم الاضافة المرجوة وهذا ما سأعمل على تحقيقه خاصة في ظل الأجواء الممتازة التي تسود الفريق واللحمة الموجودة بين كافة الأطراف المسؤولة به. الفريق قدم الى حدّ الآن المطلوب ويتوفر على عدّة عناصر شابة سيكون لها شأن في المستقبل وقادرة على أن تعزز صفوف أكبر الفرق في تونس ولكن المشكل يكمن في النتائج. فبعد ست تعادلات كاملة كان بالامكان الخروج خلالها بانتصارات تمكننا من الاقتراب من المراتب المتقدمة في المجموعة ولما لا المراهنة على الصعود بالنسبة لهذا الموسم. المراجعة ستكون جذرية لتلافي نقائص هذا الموسم في الأيام القادمة من أجل مستقبل الاتحاد.