سلم صباح اليوم المحامي الخاص لدى الأممالمتحدة المكلف باسترداد الأموال المنهوبة من دول الربيع العربي «علي بن فطيس المري» صكا بقيمة 28،818 مليون دولار إلى «منصف المرزوقي» رئيس الجمهورية بقصر قرطاج, وتعد هذه الأموال التي نجحت تونس في استرجاعها من حساب زوجة الرئيس السابق «ليلى بن علي» في لبنان، الدفعة الأولى من الأموال المنهوبة. وقد قام رئيس الجمهورية خلال موكب رسمي انتظم بقصر قرطاج بتسليم الصك الى وزير العدل منذر بن عمو الذي تولى بدوره تسليمه الى وزير المالية الياس الفخفاخ . وألقى المرزوقي كلمة بالمناسبة، بعد التقاط صور تذكارية مع المحامي، وجه فيها دعوة الى كل من نهب وسرق اموال الشعب التونسي لاعادة هذه المبالغ في اطار قانون العدالة الانتقالية، قائلا: «اذا وجد هناك اناس عقلاء يريدون المصالحة مع اوطانهم ومع شعوبهم، بارجاع جزء هام وكبير من الاموال التي سرقوها فنحن من انصار العدالة الانتقالية ولسنا من انصار العدالة الانتقامية ...». و استغل المرزوقي الفرصة لتوضيح لبس علق باذهان الكثيرين على خلفية تصريح له في احدى القنوات التلفزية، مضيفا :» اذكر انني لم اقل في يوم من الايام ان تونس يجب ان تكون فيها مشانق بل قلت إن تونس بلد لن ترفع فيه المشانق ونحن نجدد، اننا مع العدالة الانتقالية لا مع العدالة الانتقامية ويجب ألاّ تحذف الكلمات من مواضعها ...». وتعهد المرزوقي في كلمته بملاحقة كل من سولت له نفسه اختلاس ثروات واموال الشعب التونسي في كل اصقاع الارض، داعيا اياهم الى استغلال الفرصة ومدّ يد المصالحة مع الشعب واستطرد: «نحن سنتابع الاشخاص الذين سرقوا اموال الشعب وسنسترجعها، وإن أرادوا المصالحة مع اوطانهم وضمائرهم فلهم ذلك ...». وثمّن رئيس الجمهورية المجهودات التي بذلتها الاممالمتحدة ودولة قطر التي تكبدت مبالغ حتى يعود الحق الى اصحابه، قائلا : «اريد ان أؤكد في هذا الزمن المتبقي لدينا لاسترجاع الاموال اننا فخورون بالدعم الذي قدمته الاممالمتحدة ... ونعتبر ان هذا الشاب العربي (المحامي علي بن فطيس) يشرّف العرب لانه رجل يعمل ليلا نهارا لدعم الثورة التونسية واريد ان اقول ان وراء الاممالمتحدة ووراء هذا الرجل هناك دولة شقيقة صديقة اسمها قطر دفعت جزءا من الاموال لاسترجاع هذه الاموال ...». واعتبر المرزوقي أنّ كل مَنْ يتطاول على دولة قطر أو يهينها يتحمل مسؤوليته امام القانون قائلا: «إنني أعتبر كتونسي وعربي ان الناس الذين يتطاولون على هذه الدولة الشقيقة بالسب والشتم هم اناس يجب ان يتحملوا مسؤوليتهم امام ضمائرهم قبل ان يتحملوها امام القانون». عليكم أن ترتعشوا في كل مكان وأبرز المرزوقي ان عهد الافلات من العقاب ومن التتبع ولّى وانتهى، مشيرا الى ان تسلم الدفعة الأولى من الأموال المنهوبة هي صافرة البداية لجب ما تبقى من الأموال المختلسة، قائلا: «نعم هذه عملية رمزية واقول للتونسيين اننا لم نتخل عن وعدنا في متابعة هذه الاموال ونقول للصوص مهما كانوا ان عهد عدم المحاسبة قد انتهى وان عليكم ان ترتعشوا في كل مكان فلن تتمتعوا بهذه الاموال ان بقي لكم ضمير، لاننا سوف نلاحقكم وان أشخاصا مثل الدكتور علي (المحامي) سيلاحقكم أينما كنتم... انتهت كل محاولات التمويه وان كل انسان سيكون مسؤولا عن اعماله وافعاله خاصة عندما يسرق اموال الشعب الفقير مثل شعبنا...». وبعث الرئيس برسالة طمأنة الى فقراء الشعب أكد فيها أنه سيقع اجتثاث الفساد من جذوره حتى تكون تونس للجميع، مضيفا: «نقول لهؤلاء الفقراء الذين سرقت اموالهم نحن في هذه الدولة قررنا وقف نزيف الفساد والسرقات، لن تسرق أموالكم بعد اليوم وسنحارب الفساد في كل مستوياته... سنضخ هذه الاموال، ومنها هذا الصك، التي يتمتع بها بعض الناس على حساب من يموتون جوعا في تمويل الاعمال والمؤسسات الصغرى لاعطاء الحق في الشغل والكرامة لكل المواطنين ...». وناشد الرئيس الشعب التونسي تعليق آماله وتجديد ثقته في الحكومة الحالية التي ستواصل هذا المشوار الصعب الطويل ( اي استعادة الاموال المنهوبة) حتى يتمتع الكل بخيرات هذا الوطن، وختم قائلا: «أنتم ملاّكة ولست كراية». سنلاحق أموال تونس من جانبه أكد المحامي علي بن فطيس أنه سيلاحق أموال تونس المهربة لإعادتها الى الشعب، مضيفا انها لن تكون مكسبا أو مغنما لأي كان ، مطالبا الدول الأوروبية بالاستجابة لمطالب شعوب الربيع العربي الطامحة لاعادة حقوقها المنهوبة والمهضومة على مر عقود من الزمن، قائلا: «على الدول الأوروبية احترام القانون خاصة وأنها موقعة على اتفاقيات لمكافحة الفساد في إطار الأممالمتحدة...».