افتتح امس «اسماعيل السحباني» الامين العام لاتحاد عمال تونس اشغال المؤتمر الوطني للاتحاد الذي تدور فعاليته على امتداد ثلاثة ايام بأحد نزل ولاية سوسة، بكلمة اكد فيها ان الغاية من عقد هذا المؤتمر هو اثبات جدارة قيادات الاتحاد في كسب ثقة ما يعادل المائة وثلاثين الف منخرط التحقوا بالاتحاد في مدة لا تزيد عن السنتين. كما قال «السحباني» ان محاربة التعددية يدخل في باب المغالطة والنفاق وان «المتمسكين بالوحدة النقابية هم اولائك الراغبون في التمسك بالمناصب والامتيازات، متسائلا: «ما معنى ان نقبل بالتعددية في تسيير الشان العام ولا نقبل بها داخل المؤسسات»؟، مطالبا الحكومة بتطبيق القانون وباحترام حق اتحاد عمال تونس في التواجد القانوني ومتوجها بالدعوة ايضا الى الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وكنفدرالية المؤسسات والاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري وكافة منظمات ارباب العمل الى التعجيل بفتح حوار مع اتحاد عمال تونس للتعجيل بوضع خطة لانقاذ الاقتصاد الوطني. وأشار «السحباني» خلال اول مؤتمر وطني يعقده الاتحاد وتميّز بحضور نحو 500 ممثل للنقابات المنضوية تحت لوائه وبحضور بعض الضيوف وعلى رأسهم «رجب معتوق» الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.. ان فكرة تاسيس الاتحاد ولدت من عمق الاحساس بضرورة توفير مناخ نقابي رحب يختار فيه العامل من يمثله بكل اريحية، مشيرا الى حجم النضالات التي خاضها الاتحاد وما تعرض له من مظالم في مطلع العشرية الماضية. وشدد «السحباني» في كلمته ايضا على ان الاتحاد «الفتي» بات رقما هاما في المشهد النقابي والاجتماعي التونسي، مضيفا: «ان التعددية النقابية وخلافا للاراء والافكار البالية اضافة ايجابية ودافع للارتقاء بالاداء النقابي، ومن هذا المنطلق فان الادعاء بالدفاع عن الحرية الفكرية والسياسية والثقافية وحق الاختلاف وغير ذلك من مظاهر التسامح ومحاربة التعددية النقابية يعد من باب المغالطة والنفاق». وأضاف «السحباني»: «ان المتمسكين بالوحدة النقابية هم اولائك الراغبون في التمسك بالمناصب والامتيازات،فما معنى ان نقبل بالتعددية في تسيير الشان العام والا نقبل بها داخل المؤسسات»، موضحا ان رفض التعددية النقابية ومعاداتها هو في جوهره رفض للحق النقابي، متسائلا: «فكيف لنا ان نقنع الاعراف بحقنا في التنظم النقابي ما دُمنا نحرم منه غيرنا من النقابيين المختلفين عنا؟» واصفا ذلك ب«المهزلة». وطالب «السحباني» بهذه المناسبة الحكومة بضرورة تطبيق القانون وباحترام حق الاتحاد في التواجد القانوني والتعامل معه على قدم المساواة مثل بقية المنظمات النقابية الاخرى. «خطة لانقاذ الاقتصاد الوطني» اما بخصوص الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فقال «السحباني» ان الوضع الاقتصادي في غاية الصعوبة وان المشهد الاجتماعي المتميز بالاحتقان لا يبشر بخير «و السياسات المتبعة إلى حدّ الآن لم تعط نتائج ايجابية ولم تسمح بتحسن الاوضاع» -على حد تعبيره- داعيا في ذات الاطار الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والكنفدرالية الوطنية للمؤسسات والاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري ونقابة الفلاحين وكافة منظمات ارباب العمل في قطاعات السياحة والبنوك والتامين الى فتح حوار مع اتحاد عمال تونس للتعجيل بوضع خطة لانقاذ الاقتصاد الوطني. وختم «السحباني مداخلته بالتعبير عن تفاؤله بان الروح الوطنية ستتغلب في اخر المطاف على المصالح الضيقة وعلى الحسابات الفئوية. من كواليس المؤتمر تحدثت «التونسية» الى عدد من المؤتمرين (نواب النقابات) ومن الامناء العامين المساعدين للاتحاد قبل ان يدخلوا في اشغال المؤتمر الفعلية فخرجت بالانطباعات والأراء التالية: اكد اغلب المؤتمرين ان تولّي «إسماعيل السحباني» لمنصب اول امين عام للاتحاد قد يرجح الكفة لصالح هذا الاخير «خاصة مشيرين إلى ان السحباني تتوفر فيه كل صفات القائد وهو الذي ساهم في بلوغ الاتحاد الى ما هو عليه اليوم علاوة على العلاقات التي تربط «السحباني» بعدد من رفاق النضال في الاتحادات النقابية الدولية» -على حد تعبير الاغلبية-. وعن علاقة اتحاد «عمال تونس» بالاتحاد العام التونسي للشغل،اكد اغلب الذين حاورتهم «التونسية» ان «مواقف قياديي الاتحاد العام التونسي للشغل المناهضة لاتحاد عمال تونس والرافضة لتواجده على الساحة النقابية تعود الى عمق الاحساس بأن اتحاد عمال تونس ليس بالمنافس الهين أو السهل بل لأنهم يدركون انه قدر على تحقيق ما عجز عنه الاتحاد العام التونسي للشغل، كيف لا واتحاد عمال تونس تمكن من جمع ما يزيد عن 130 ألف منخرط في اقل من عامين.. وأشار محدثونا إلى أنه رغم ذلك لا يمكن ان يقولوا أن العلاقة التي تجمعهم باتحاد الشغل علاقة كره وحقد أو ضغينة بل هي علاقة منافسة وأن الغلبة ستؤول للأجدر». تغطية: فؤاد فراحتية وناجح بن عافية