نظم صباح أمس أنصار حزب «العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية» مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مقر وكالة سبر الآراء «Signa» بالعاصمة وصولا الى مقر التلفزة الوطنية التونسية احتجاجا على ما اعتبروه تماديا من قبل وكالات سبر الآراء في تجاهل حزب «العريضة» رغم حصوله على المركز الثاني في الانتخابات وتنديدا باقصاء ممثليه من البرامج الحوارية في القناة الوطنية الأولى والثانية. وحمل المحتجون شعارات مندّدة بما وصفوه بأكبر «مظلمة اعلامية في الساحة السياسية التونسية» مثل: «من حزب العريضة الشعبية الى إدارة التلفزة: عاملونا مثل بقية الأحزاب و«يزي» من سياسة الاقصاء والحقرة» و«فرق بين مراكز استطلاع الرأي ومحاولات توجيه الرأي العام لصالح بعض الأحزاب» و«مراكز استطلاع الرأي تجاهلت حزب العريضة ونطالبها بعدم تكرار هذه المظلمة»، هاتفين بصوت واحد «الشعب يريد العريضة من جديد». نريد اعلاما محايدا وأكد السبوعي الجديدي، عضو بالمكتب التنفيذي لحزب «العريضة» أن حضور أنصار الحزب من كافة الجهات هو سعي لتبليغ رسالة للمؤسسة الاعلامية أنهم موجودون سيّما وأنهم المحرزون على المركز الثاني في الانتخابات. وقال في هذا الغرض: «كل ما نريده هو اعلام محايد وغير موجه خاصة في ما يتعلق بالاعلام الوطني المموّل من قبل الشعب التونسي، زد على ذلك فهناك قوانين تنظم حضور الأحزاب في وسائل الاعلام وهذه القوانين المنظمة وجب اتباعها واحترامها». وأضاف الجديدي أن الاعلام مطالب بعدم خدمة أحزاب معينة وأن أنصار «العريضة الشعبية»، رغم التهميش المقصود لقياداته ورغم ما يتعرضون له من اقصاء متعمد، سيواصلون الدفاع عن حرية الاعلام وعلى أن تبقى السلطة الرابعة حرة طليقة من كافة القيود «لأن ذلك واجب حتى تخرج البلاد من الضيق والأزمات التي تعيشها في المرحلة الحالية» على حد تعبيره، وختم محدثنا قائلا أنهم لا يريدون سوى «الاهتمام» لا غير. لا عذر لهم اليوم من جهته، أقرّ محمد الحامدي، نائب الأمين العام لحزب «العريضة الشعبية» وعضو بالمجلس الوطني التأسيسي أن وكالة سبر الآراء «Sigma» تتعمد تجاهلهم قبل الانتخابات الى حدّ يومنا هذا، وقال: «اذا عذرناهم قبل الانتخابات الفارطة فلم يبق عذر لهم بعد ظهور النتائج التي كانت مدوّية ومهمة، لقد كان من المفروض أن تتماشى دراساتهم حسب النتائج فنحن في المركز الثاني من حيث عدد الأصوات وفي المركز الثالث من حيث المقاعد إلا أننا وجدنا أنفسنا بعيدين دائما على «قراءات Sigma». ووجه محمد الحامدي رسالة الى المؤسسة المذكورة قائلا: «نحن موجودون ويهديكم ربي راجعوا حساباتكم، لا نريد «مزية» بل نريد أن نعامل دائما في اطار ما نستحقه». ولم يخف الحامدي غضبه وامتعاضه من العاملين في مؤسسة التلفزة الوطنية، التي اعتبر أنها لا تلتزم بأبسط قوانين التعامل مع الأحزاب، قائلا: «حسب القوانين المتعامل بها دوليا يكون حضور الأحزاب في التلفزة حسب نتائجها في الانتخابات إلا أن تلفزتنا الوطنية قامت بكسر هذه القاعدة وسنّت لنفسها قانونا مخجلا يعتمد المحاباة المفضوحة والحسابات السياسية الضيقة». ودعا الحامدي التلفزة الى ألاّ تعاملهم مثل أحزاب «الترويكا» المهيمنة على المشهد الاعلامي، بل أن تعاملهم على قدر المساواة مع أحزاب المعارضة، وأضاف في هذا الصدد: «عاملونا كالجمهوري أو الجبهة أو كأي حزب تشاؤون» من حزب المعارضة، ونحن ملتزمون بلغة المنطق ولا نطلب أن «ندلّل» بل نريد شيئا من العدل في الحوارات التلفزية، وأنا أقول أن «العريضة الشعبية» رقم صاعد والدكتور محمد الهاشمي الحامدي رقم صاعد وصعب أيضا، زد على ذلك فبرنامج «العريضة» هو وحده الكفيل بانقاض البلاد مما تتخبط فيه الآن». أدعوكم الى مناظرة وفي سياق متصل، دعا نائب الأمين العام للعريضة، التلفزة الوطنية الى اقامة مناظرة تجمع الدكتور محمد الهاشمي الحامدي وكل السياسيين الذين قامت «الوطنية» باستدعائهم في وقت سابق مجتمعين معا، قائلا: «سيكون هذا التحدي في كنف الحرية والثقافة والأدب ولنترك للشعب التونسي الحكم في النهاية».