عقد صباح أمس «الحزب الجمهوري» اجتماعا شعبيا بدار الثقافة شكري بلعيد بجبل جلود من ولاية بن عروس، بحضور العديد من قياداته يتقدمهم أحمد نجيب الشابي وعصام الشابي وماهر حنين وياسين ابراهيم وأفراد من عائلة الشهيد شكري بلعيد. ووسط أجواء احتفالية رفعت خلالها الأعلام الوطنية ورايات الحزب، تعالت هتافات أبناء المنطقة الذين حضروا بكثافة، مطالبين بالكشف عن قاتل شكري بلعيد مرددين سوية «يا شهيد أرتاح أرتاح سنواصل الكفاح» و«لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب» و«أوفياء أوفياء لدماء الشهداء»، وبعض الشعارات الأخرى المناهضة لحركة «النهضة». ولم تخل وجوه المواطنين من الحماسة حيث أنشدوا سوية أغاني ثورية مثل «منتصب القامة أمشي» لمارسيل خليفة، وأغنية «ميحانة» لناظم الغزالي اهداء لروح الشهيد شكري بلعيد. معا لإنقاذ البلاد وأكد محمد الأخضر عضو اللجنة المركزية للحزب أنهم في سعي دائم لايجاد الحلول الكفيلة بإخراج البلاد من الدوامة التي حلت بها على حدّ تعبيره. وقال: «ان السلطة الحالية لم تكن في مستوى تطلعات شعبنا ولم تستجب لطلباته في حين أن كل ما نريده هو العيش الكريم والقضاء على جل المشاكل الاجتماعية مثل الفقر والبطالة وغيرها، أما نحن فسنقدم برامج واضحة لإيصال البلاد الى بر الأمان. كما دعا محمد الأخضر الى تكاتف جميع الجهود حتى نرقى بتونس وحتى نضمن عيشا كريما، مشيرا الى أن هدف «الجمهوري» هو جعل تونس بلدا مزدهرا يعيش فيه مواطنوه بكل حرية في كنف احترام الهوية العربية الاسلامية وفي اطار دولة القانون الديمقراطية. «فدّينا من الحقرة» أما محمد مرابط، شاب من منطقة جبل جلود وأحد أعضاء الحزب الجمهوري بالمنطقة فقد أقر أن شباب منطقته قد «مل وكلّ» من الفقر وقلة ذات اليد حتى أنه أصبح «يا حارق يا محروق» على حد تعبيره، وأضاف في هذا الصدد: «لقد مللنا من «الحقرة»» ونريد حقنا في التشغيل كبقية الجهات، نحن نفتقر لكافة مقومات الحياة حتى أن الأضواء التي تنير الشارع لا نرى نورها الا في المناسبات والأعياد». ولم يخف محمّد مرابط انفعاله وامتعاضه من الحالة التي تعاني منها منطقة جبل جلود وأشار الى تواصل وجود المحاباة والرشوة قائلا: «شباب جبل جلود محقور، فالمصانع توجد على أراضينا في حين أنهم يرفضون تمكيننا من «لقمة عيش حلال» أهكذا يعامل أهل هذه المنطقة؟ هذه المنطقة التي قدمت العديد من الشهداء في السابق وبالأمس غير البعيد قدمت شهيد الوطن شكري بلعيد..». ارفعوا رؤوسكم.. من جهته، أشاد «لطفي بلعيد» شقيق الشهيد شكري بلعيد بنضالات قياديي الحزب الجمهوري قائلا «إرفعوا رؤوسكم أنتم في حضرة الشهيد شكري» مستنكرا في الآن ذاته ما صدر في تصريحات رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي». وأضاف بلعيد: «على هذه الحكومة أن ترحل فتونس لها رجالها ومناضلوها...». أما آمنة بن عثمان، عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري فقد تحدثت عن الظروف القاسية التي تعيشها المرأة مؤكدة أن «الحزب الجمهوري» يعتبر قضية المرأة من أولوياته سواء في هياكله أو برامجه لأن تقدم المجتمع رهين امرأة فاعلة فيه على حدّ تعبيرها». أيادينا نظيفة من جهته، أكد أحمد نجيب الشابي أن السياسة هي حب تونس أو لا تكون وأن حلم حزبهم هو أن تبنى تونس الحرية والكرامة وأضاف قائلا: «نحن لا نريد المناصب كما لا تستهوينا الوزارات بعد الثورة، نريد من تونس أن تكون مستقلة فخورة بدينها وبأصالتها ومنفتحة على التيارات العلمية، أيادينا نظيفة ونضالاتنا تشهد بذلك». وأشار نجيب الشابي الى أن الحزب يحمل مشاريع كبرى لبناء المستقبل ومنها انشاء صندوق تنمية في كل جهة من شأنه أن يضمن تمويل المشاريع المحلية ذات الاشعاع الاجتماعي والاقتصادي وتركيز مشاريع جهوية تؤمن طاقة استيعاب فعالة لكفاءات الجهة. أما عصام الشابي الناطق الرسمي باسم الحزب فقد بين أن حضورهم بالمنطقة يهدف الى تقديم تصورات الحزب قبل انطلاق الحوار التوافقي بين الأحزاب السياسية ورئيس الجمهورية اليوم الاثنين. «الزوّالي يبقى زوالي» كان من بين الحضور مجموعة هامة من النسوة جئن رغبة في الاكتشاف ولايصال أصواتهن الى قيادات الحزب الجمهوري علّهن يجدن العزاء أو الحلول حتى أننا لمسنا نظرة الضياع في عيون العديد منهن، كما لم تخل الأحاديث الجانبية بينهن، فتلك تقول أن حزبها هو «حزب الخضرة والقفة» وأخرى أكدت أنها نسيت طعم اللحم قبل ان تختم قائلة: «الزوالي يقعد زوالي يكذب عليك». ورشات وتكريم للشابي وكان اللقاء فرصة للصغار لابراز مواهبهم في الرسم حيث نصبت في بهو القاعة ورشات في الرسم قاموا في ختام الاجتماع بتقديمها لأحمد نجيب الشابي. «انطلاق حملة وقتاش» هذا وقد أطلق الحزب «حملة وقتاش!!» تساءل من خلالها أعضاء وأنصار الحزب عن حقيقة الاغتيال الغادر الذي تعرض له شكري بلعيد و«وقتاش نخدم؟» ووقتاش تتوافق الأحزاب على مصلحة البلاد؟ ووقتاش تحل رابطات حماية الثورة؟..