لم تفض سلسلة الجلسات التفاوضية التي خاضها الطرفان النقابي والوزاري منذ تولي السيد سالم الأبيض مقاليد وزارة التربية بخصوص مطالب أساتذة التعليم الثانوي الى اتفاق يذكر. وعلى الرغم من أن وزارة التربية أعلنت في أكثر من مناسبة أن باب التفاوض مع النقابات مفتوح الا أن الحوار على أرض الواقع لم يثمر ترفيعا في قيمة المنح أو تخفيضا في ساعات العمل بالنسبة لمدرسي التعليم الثانوي الذين يدخلون اليوم في إضراب انذاري حضوري كانت نقابة التعليم الثانوي قد دعت اليه في بيانها الذي أصدرته مؤخرا وضبطت تراتيبه. وأكد السيد لسعد اليعقوبي كاتب عام نقابة التعليم الثانوي ل «التونسية» أن «70 ألف مدرس بين إعدادي وثانوي يدخلون اليوم في إضراب عن العمل على خلفية تنكر وزارة التربية للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وعدم الاستجابة للنقاط المضمنة باللائحة المهنية»، حسب تعبيره. وقال اليعقوبي: «باستثناء الزيادة في عدد المنح الجامعية المخصصة لابناء رجال التعليم لم يتم التقدم في أية نقطة خلال الجلسة التفاوضية التي تمت أول أمس». وأشار اليعقوبي الى أن الاضراب سيشمل كافة المدرسين العامليون بالمدارس الاعدادية والاعدادية التقنية والنموذجية والمعاهد الثانوية والنموذجية وكافة مدرسي التربية البدنية بما في ذلك العاملون بالمدارس الابتدائية وكذلك الأساتذة المكلفون بخطة مدير مؤسسة تربوية أو بخطة ناظر دراسات والأساتذة المكلفون بعمل إداري أو تربوي بإحدى المؤسسات التربوية أو المصالح الادارية الجهوية للتربية والشباب والرياضة والادارات المركزية لوزارتي التربية والشباب والرياضة. كما أفاد اليعقوبي أن الأساتذة سيلتحقون اليوم على الساعة منتصف النهار بالتجمع العام الذي سينعقد ببطحاء محمد علي بالعاصمة. في حين يدعى المدرسون بالجهات الداخلية الى حضور تجمعات بدور الاتحادات الجهوية والمحلية. وكانت نقابة التعليم الثانوي قد دعت في اللائحة المهنية التي أصدرتها بعد عقد هيئتها الادارية الأخيرة الى الاصدار الفوري للأوامر المتعلقة بجميع محاضر الاتفاق الممضاة بينها وبين وزارتي التربية والشباب والرياضة وتفعيل محضر اتفاق 21 أكتوبر 2011 في بنده الخاص بتصنيف مهنة مدرسي التعليم الثانوي والاعدادي بجميع رتبهم ضمن المهن الشاقة وتمكين المدرسين من التمتع اختياريا بالتقاعد في سن 55 سنة مع 30 سنة أقدمية وتنفيلهم ب 5 سنوات. كما طالبت بمراجعة القيمة المالية للترقيات المهنية في جميع الرتب تنفيذا لما نص عليه اتفاق 14 سبتمبر 2011 واتفاق 18 أفريل 2012 وتمتيع المدرسين بمنحة مشقة المهنة وفقا للمقترح الذي تقدمت به النقابة العامة في جلسة المفاوضات بتاريخ 3 ديسمبر 2012 والترفيع في منحة مستلزمات العودة المدرسية ومنحة الامتحانات الوطنية مراقبة وإصلاحا. من جهتها أكدت وزارة التربية أنها راسلت عشية أمس نقابة التعليم الثانوي وطلبت منها عقد اجتماع اخير يتم خلاله إعادة النظر في المطالب المذكورة وأشارت الى أن النقابة تغيبت عن الاجتماع المفترض عقده بمقر وزارة التربية وهو ما يعني حسب رأيها تمسك الطرف النقابي بتنفيذ الاضراب.