على إثر قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم القاضي بمنح بطاقة التأهل لمرحلة «البلاي أوف» لفائدة النادي الافريقي على حساب النادي الرياضي البنزرتي سرعان ما تواترت الأحداث في مدينة بنزرت وما رافقها من احتجاجات وحرق بعض المرافق العمومية والخاصة وكذلك إنزال الراية الوطنية ليستقر موقف هيئة مهدي بن غربية على تجميد مختلف الأنشطة الرياضية في النادي الى أجل غير مسمى والإعلان أيضا عن عدم إجراء مباراة كأس رابطة الأبطال المنتظرة ضد الأهلي المصري. هذا القرار أثار العديد من التساؤلات والحيرة ليس في صفوف «البنزرتية» فقط بل في الشارع الرياضي التونسي برمته. لمعرفة وقع هذا القرار على تحضيرات النادي البنزرتي الذي تنتظره مباراة هامة ضد الأهلي المصري وكذلك أجل هذا التجميد قامت «التونسية» بالتحقيق التالي: مهدي بن غربية (رئيس النادي الرياضي البنزرتي): المساعي متواصلة مع السلط لدراسة تداعيات القرار «اتخذنا هذا القرار بتجميد كل الأنشطة الرياضية لأننا أحسسنا بالظلم إزاء القرار الجائر الذي اتخذته الرابطة الوطنية لكرة القدم وأؤكد أنه ليس قرار مهدي بن غربية لوحده وإنما جميع أعضاء الهيئة المديرة ارتأوا ضرورة تجميد نشاط النادي البنزرتي الذي ظلّ يتعرض من موسم الى آخر الى الظلم وما أقدمت عليه الرابطة الوطنية لكرة القدم لم يراع أبدا مصلحة النادي البنزرتي فكان ردّة فعل طبيعية للدفاع عن مصالحنا أو مغادرة المسابقات الرياضية. بالنسبة لتجميد جميع فروع النادي البنزرتي مازلنا لم نقرّر مدته لكن الهيئة المديرة سوف تجتمع وستتخذ القرار المناسب». وقال بن غربية أيضا «إن المساعي والمحادثات متواصلة مع السلطات حول تداعيات هذا القرار وهناك إمكانية كبرى للتراجع عنه». وفي ما يتعلق بقرار عدم خوض المباراة المزمع إجراؤها في إطار كأس رابطة الأبطال الافريقية أكد بن غربية أن الظروف الحالية والأحداث المتسارعة لا تجعلهم يتخذون موقفا رسميا من إجراء المباراة من عدمه. وحول تحضيرات النادي لهذه المقابلة المرتقبة أكد أن النادي البنزرتي سيواصل سلسلة تدريباته والراحة اقتصرت على يوم أمس فقط. منذر كبيّر (مدرب النادي البنزرتي): توقف التدريبات ليس في صالحنا «حقيقة لا أستطيع الحديث عن قرار التجميد لأنه من مشمولات الهيئة المديرة لوحدها فما يخصني هو الفريق ورغم أن هذا القرار ليس من مشمولاتي إلا أني أؤكد أن الكرة التونسية أصبحت تعاني كثيرا من غياب المصداقية والنزاهة فالنادي البنزرتي من أفضل وأقوى الفرق التي تقدم كرة جميلة رافقتها النتائج الايجابية إلا أن الهياكل الرياضية تريد عرقلة هذا النادي الذي عرف نقلة نوعية منذ موسمين تقريبا ولذلك وجب على القائمين على شؤون كرتنا ضرورة مراجعة أمورهم لأنه لم يعد هناك أي مجال للحديث عن الاستحقاق الرياضي». أحمد الحرّان (لاعب النادي البنزرتي): نحن جاهزون رغم التجميد باتصالنا باللاعب أحمد الحرّان أكد لنا في البداية «أن هيئة النادي البنزرتي قد اتخذت قرارا يرمي الى عدم إدلاء أي لاعب بالتصريحات لكن الحرّان تحدى قائلا: ««قلبي معبّي». فهذا القرار الجائر الذي اتخذته الرابطة الوطنية لكرة القدم غير منطقي وغير نزيه وأودّ أن أسألهم كيف استطاعوا أن يتخذوه في ظرف أربع ساعات فقط في حين أن المسألة تتطلب مزيد التروّي لأن النادي البنزرتي هو المترشح ل«البلاي أوف» وليس الافريقي، فقد كنّا نعتقد أن أقل الأشياء التي ترضينا في النادي البنزرتي يكمن في إقامة مباراة فاصلة يتبارى فيها الفريقان والذي يثبت جدارته هو الذي يمر الى «البلاي أوف» لكن حتى هذا القرار رمته الرابطة الوطنية لكرة القدم عرض الحائط وهنا دعني أقول على الدنيا السلام «كيفاش ولات كرتنا». وبخصوص قرار هيئة النادي تجميد نشاط كل فروعها يبقى سديد نظر الإدارة وما أستطيع أن أقوله أن النادي البنزرتي «أقوى جمعية في تونس» ولذلك أصبح الكل يهابه بما في ذلك الهياكل الرياضية التي تريد تعطيلنا فرغم قرار التجميد وتوقف التدريبات سأطمئن «البنزرتية» كل اللاعبين جاهزون لأي موعد لأننا نعرف أن سمعة النادي البنزرتي في عهدتنا كلاعبين. أما بخصوص عدم إجرائنا مباراة كأس رابطة الأبطال ضد الأهلي المصري فيبقى القرار النهائي بيد الهيئة المديرة وفي صورة تعليق أو حلّ تجميد النشاط فنحن جاهزون للموعد ضد الأهلي رغم تعطل تحضيراتنا ونحن قادرون على الفوز ضد أي فريق». محمود الورتاني: التجميد ردة فعل ظرفية... «أعتقد أن القرار الذي أقدمت عليه إدارة النادي البنزرتي والرامي الى تجميد جميع الأنشطة الرياضية صلب النادي هوردة فعل ظرفية على قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم ولا أتصور أن الهيئة ستواصل في هذا القرار لأن النادي البنزرتي له تاريخ كبير في صلب المشهد الرياضي في تونس لكن يبقى «أهل مكّة أدرى بشعابها» لأن النادي البنزرتي تسهر على تسييره هيئة منتخبة وهي الوحيدة القادرة على اتخاذ القرارات. أما في ما يتعلق بإمكانية عدم إجراء المباراة المنتظرة في نهاية الأسبوع فإن هذه الخطوة خطيرة إن حصلت لأنها ستتسبب في عقوبات وخيمة ستصدرها الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم وقد تصل العقوبة الى حرمانه موسمين من المشاركة في المسابقات القارية ولذلك لا أعتقد أن عدم إجراء اللقاء ضد الأهلي الحلّ المناسب. أما عن تداعيات قرار التجميد فمن الطبيعي والبديهي أن يؤثر ذلك فنيّا على تحضيرات النادي خصوصا وأنه سيلخبط البرنامج الذي يعده المدرب كما أنه قد يؤثر نفسانيا على اللاعبين. وهناك نقطة مهمة جلبت انتباهي بعد صدور قرار الرابطة وتتعلق أساسا بضرورة عقد «مؤتمر وطني لإصلاح كرة القدم التونسية» وأنا أساند مثل هذا النداء لأن واقع كرتنا بات ينحدر في كل موسم الى الأسوإ على جميع المستويات الرياضية والقانونية. فالعيب الذي أرهقنا هذا الموسم تتحمله الهياكل الرياضية التي لم تحدّد بطولة واضحة بقوانين خاصة كانت ستجنبنا ما وصلنا إليه في آخر جولة من مرحلة «البلاي أوف» إذ لم نتعرف على المتأهلين إلا بعد قرار الرابطة الذي رافقته العديد من الاحتجاجات.