دون شك كان الترجيون يمنون النفس بانتصار في بجاية مثلما كان الأمر بالنسبة للدور الفارط حين فاز فريقهم في لواندا على فريق غرة أوت في الذهاب وكانت هذه النتيجة أحد عوامل تسهيل اللقاء الثاني وضمنت بنسبة كبيرة حظوظ التأهل إلى الدور الثاني ... وحتى في صورة العجز عن الفوز في بجاية فإن أبناء باب سويقة كانوا على أقدر تقدير يأملون في التهديف خارج الديار والعودة من الجزائر بتعادل إيجابي يقيهم من أي مفاجأة في الإياب في ملعب رادس... كل هذا لم يحصل أمس بمدينة بجاية في إطار مباراة الذهاب لحساب الدور الثاني لكأس رابطة الأبطال الإفريقية حيث انتهى اللقاء على تعادل سلبي لم يرجح كفة أي فريق على حساب الآخر باعتبار خاصية الدربيات بين الأندية المغاربية وقدرتها على تحقيق الإنتصارات خارج الديار ... النتيجة الإيجابية المأمولة بالنسبة للترجيين لم تحصل إذن بل أكثر من ذلك بما أن آداء الفريق على المستوى الهجومي خاصة لم يرتق إلى الدرجة المطلوبة والمنتظرة والمتوقعة وقد تكون أرضية الميدان ذات العشب الإصطناعي سببا في ذلك لكن لا ننسى أيضا غياب الفورمة عند بعض اللاعبين ومروهم بفترة فراغ على مستوى التهديف والإضافة في الخط الأمامي الشيء الذي حد من خطورة هجوم فريق باب سويقة ومنعهم من تسجيل هدفا يغير مباراة الإياب رأسا على عقب... نبقى مع الجانب الفني ومردود الترجي الرياضي في لقاء بجاية لنؤكد أننا شاهدنا خلال الشوط الثاني تحسنا واضحا مقارنة مع الفترة الأولى لكن عموما وبكل أمانة لم يظهر الترجي الرياضي بالمستوى الذي كان يسمح له بهزم الفريق الجزائري فوق أرضه وأمام جماهيره... صحيح أن نتيجة التعادل السلبي ليست سيئة فالترجي الرياضي بإمكانه في حالة الفوز بأي فارق اجتياز هذه العقبة وضمان مكانا في دور المجموعات وهذا ما هو قادر على تحقيقه بعد أقل من أسبوعين في ملعب رادس لكن يجب أن ينس أبناء باب سويقة مباراة السبت بنتيجتها وآدائه المتوسط حتى لا نقول المتواضع وأن يركزوا على لقاء العودة ويعدوا له العدة على كل المستويات وخاصة الإنضباط والجدية وإعطاء المقابلة ما تستحقه من أهمية لأن المنافس حقق نفس نتيجة التعادل السلبي على أرضه في الدور السابق ثم تحول إلى غانا ليفتك ورقة التأهل من الفريق العتيد آشانتي كوتوكو أمام جماهيره من خلال التعادل معه إيجابيا ( 1 – 1 ) ... هذا الإنجاز الذي حققه أبناء شبيبة بجاية في الدور الأخير لا بد أن يقرأ له الترجيون ألف حساب ويعدوا العدة لتفادي إعادته من طرف ممثل الكرة الجزائرية وأكيد أن ماهر الكنزاري سيعدّ لاعبيه من كل النواحي وسيقدم لهم التعليمات اللازمة التي تفتح أمامهم أبواب الفوز وبالتالي التأهل على مصراعيها.
قالا: «ماهر الكنزاري» مدرب الترجي الرياضي: نتيجة إيجابية وألف حساب للإياب التعادل في أرض المنافس يعد دائما نتيجة إيجابية تدعم من الحظوظ لكسب ورقة التأهل لكن شريطة قراءة ألف حساب لمباراة العودة وإعداد العدة كما يجب للنجاح فيها وتفادي كل المفاجآت التي يمكن أن تصعب مهمتنا... هذا على مستوى النتيجة ، أما على مستوى اللعب وآدائنا في هذه المواجهة الأولى مع بجاية فإن مردودنا كان أفضل في الشوط الثاني حيث احتاج اللاعبون إلى بعض الوقت للتعود على أرضية الميدان وقدمنا بالتالي فترة ثانية أحسن كنا خلالها قريبين من اختطاف هدف الفوز ولو أنني علمت بعد نهاية اللقاء أن هدف البلايلي شرعي وأخطأ المساعد الثاني في رفع راية التسلل... على كل كان دربي متعادل مثل كل المقابلات بين الأندية التونسيةوالجزائرية والمهم أننا نملك كل المؤهلات التي تسمح لنا بهزم منافسنا في الإياب والمرور إلى دور المجموعات مع ضرورة تحضير اللقاء من كل النواحي. «سوليناس» المدرب الإيطالي لبجاية: قادرون على إعادة سيناريو غانا أردنا الإنتصار وبحثنا عن ذلك لكننا لم نحسن التصرف في الفرص التي توفرت لنا وهذا مشكل نعاني منه كلما نلعب على أرضنا في المسابقات الإفريقية وعلى أية حال فإن نتيجة التعادل السلبي ليست سيئة لأننا لم نقبل هدفا في بجاية على غرار الدور السابق الذي قلبنا خلاله المعطيات في غانا بعد تعادل صفر لصفر في الجزائر وهذا ما سنعمل جاهدين على إعادته مع الترجي الرياضي ونحن قادرون على ذلك خصوصا وأننا سنلعب دون ضغوطات مما يسمح لنا بالظهور بأفضل مستوانا وخاصة استغلال الفرص التي ستتاح لنا... مباراة الذهاب لم تبلغ مستوى فني رفيع نظرا لقيمة الرهان ولتفكير كل فريق في النتيجة قبل كل شيء وأعتقد أننا فرطنا في الإنتصار حيث كنا أفضل من الترجي الرياضي خلال كل ردهات المقابلة... هذا شوط في بجاية وسيكون لنا شوط ثان في تونس ينطلق فيه الفريقان بنفس الحظوظ ولا يمكن التكهن مسبقا بالنتيجة وبإسم المتأهل.