ابرز اليوم "حسين العباسي" الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ان العقد الاجتماعي الممضى من طرف الحكومة و اتحادي الشغل و الاعراف هو لبنة اولى على درب التاسيس لمقاربة تشاركية لانجاح المرحلة الانتقالية و لمجابهة مختلف تحدياتها و في مقدمتها تحقيق اهداف الثورة من تشغيل و حرية و التاسيس لجمهورية ديمقراطية ... و اوضح العباسي ان الاتحاد طالب منذ البداية بضرورة ماسسة الحوار الاجتماعي عبر احداث المجلس الوطني للحوار الاجتماعي , و بدسترته , مع وجوب احترام الحقوق النقابية للاطراف الاجتماعية بما فيها حق الاضراب و الصد عن العمل , مضيفا :" لقد فوجئنا و بعد صدور مسودة الدستور الاخيرة بضعف الفصول القانونية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية ..." , منتقدا ما اسماه تجاهل المجلس الاقتصادي و الاجتماعي للحوار , قائلا :" لعل خيبة الامل الكبرى تتعلق بحق الاضراب بعد ان تضمن الدستور تضييقا على الحق النقابي و تقييدا لحق الاضراب ." و اعتبر الامين العام لاتحاد الشغل ان التضييق على الحق النقابي و حق الاضراب و عدم التنصيص عليه في الدستور , خطوة الى الوراء و ضربة في عمق العقد الاجتماعي , و استطرد :" ان ضرب الحق النقابي هو في حقيقة الامر ضربة لحرية التعبير و التنظم و تقويض للاسس العملية و الديمقراطية لبناء تونس الحديثة ... مما يدفعنا الى التساؤل مجددا عن مدى جدية سلطة الاشراف في تامين الانتقال الديمقراطي و في الايفاء بالتزاماتها التي نص عليها العقد الاجتماعي و التي امضاها رئيس الحكومة الى جانب الشركاء الاجتماعيين في رحاب المجلس التاسيسي بحضور رئيسه و نوابه و باشراف منظمة العمل الدولية ..." مجهودات الحكومة ضعيفة و في سياق اخر اشار العباسي الى ان الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها بلادنا تبعث على القلق و الانشغال خصوصا مع تراجع العديد من القطاعات الحيوية على غرار السياحة و المناجم , و اعتبر ان المجهودات التي تقوم بها الحكومة في دعم الاستثمار و خلق مواطن الشغل خاصة بالجهات الداخلية , ضعيفة و تتطلب مزيدا من التحرك , و عدم ادخار اي جهد للابحار ببلادنا الى بر الامان , مضيفا :" اننا على قناعة بان الاستقرار الاقتصادي يمر عبر الاستقرار الاجتماعي و عبر دعم الامن و التصدي لمختلف التجاوزات و كل اشكال العنف و التطرف التي باتت تهدد امن التونسيين و ترهب المستثمرين ..." ناشد العباسي المستثمرين الوطنيين و الاجانب الانتصاب ببلادنا و الاستثمار في الجهات الداخلية الاقل حظا في التنمية . متمسكون بحق الاضراب و وجه العباسي دعوة الى اعضاء المجلس التاسيسي يطالبهم فيها بمراجعة فصول الدستور الجديد في اتجاه دعم الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية , و حماية الحق النقابي و حق الاضراب دون قيد او شرط و دسترة المجلس الوطني للحوار الاجتماعي , داعيا كل الاطراف الى تحمل مسؤولياتها و الالتزام بتعهداتها , قائلا :" اننا في الاتحاد العام التونسي للشغل متمسكون بالحق النقابي و بحق الاضراب بقدر تمسكنا بالحوار الاجتماعي كخيار استراتيجي لا محيد عنه لبناء تونس الحديثة ... تحقيق التنمية يمر حتما عبر تفعيل التشاركية و تثمين دور الاطراف الاجتماعية في مسار الانتقال الديمقراطي و في تحقيق اهداف الثورة ... تونس اولا , تونس دائما ..." منتصر الاسودي تصوير : سامية القيطني