نظمت امس «الجبهة الشعبيّة» بإشراف أمنائها العامين وناطقها الرسمي «حمة الهمامي» أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تظاهرة «وينو حقّي-2» تحت شعار «ما نسيناش»، وهي تظاهرة حاولت من خلالها «الجبهة الشعبية» ان تشدد على حجم إصرار انصارها ومناضليها على معرفة حقيقة اغتيال الشهيد «شكري بلعيد» كاملة، كما جددت «الجبهة» بهذه المناسبة دعوتها الى التعجيل بحلّ رابطات حماية الثورة التي تم وصف اعضائها ب«الميليشيات» بالإضافة إلى المطالبة بضرورة إصلاح المنظومة الأمنية. وقد رفع المتظاهرون اثناء تجمعهم امام المسرح البلدي شعارات عدة من قبيل: «الشعب يريد شكون قتل بلعيد؟»، و«ثوار ثوار والجبهة الشعبية حتكمل المشوار»، و«شعب تونس شعب حر لا «النهضة» لا «المؤتمر»»... ولعلّ الجدير بالملاحظة هو غياب الأعلام المميزة للاحزاب المنضوية تحت لواء الجبهة (حزب العمال،الوطد الموحد،الشعب...) حيث اقتصر الحضور على رفع العلم الوطني وراية «الجبهة الشعبية» الموحدة. «التونسية» التقت عددا من الامناء العامين للاحزاب المنضوية تحت لواء «الجبهة» وحصلت منهم على التصريحات التالية: «زياد لخضر» (امين عام الوطد الموحد): «طفح الكيل وفاض الكأس» أدرج «زياد لخضر» الأمين العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، تظاهرة «وينو حقي2» في إطار بذل الجهود القصوى من قبل «الجبهة الشعبية» للتصدي لظاهرة العنف المستشري «و هو ما اوجب انعقاد مؤتمر وطني لمناهضته» -حسب قوله-، مضيفا: «لقد طفح الكيل وفاض الكأس من الاعتداءات المتعددة والمتكررة والتي لم تصدر بشأنها أية قرارات جدية واضحة إلى حد اللحظة، هذا من جانب ومن ناحية اخرى فقد سئمنا المراوغات ولم نعد نشعر بالثقة في اللجان التي تم تشكيلها للتحقيق في احداث العنف التي بلغت ذروتها مع ظهور اشخاص يرتدون قمصانا مميزة خُط عليها «رابطات حماية الثورة».. وهذا ما خرجنا لنعبر عنه في الشارع». كما وصف «لخضر» الجريمة التي اقترفت في حق الشهيد «شكري بلعيد» يوم 6 فيفري الماضي بالاغتيال السياسي واضح المعالم،مستنكرا «الغموض الذي يلف هذه القضية، متسائلا عن اسباب التأخيرات والتعطيلات التي تلاقيها عملية التحقيق في هذا الملف شأنه شأن ملفات احداث عنف أخرى»-على حد تعبيره دائما-. واعتبر «الاخضر» التصريحات الاخيرة التي ادلى بها رئيس الحكومة الجديد ووزير الداخلية القديم بخصوص قضية بلعيد بالتصريحات الهادفة الى التنصل من المسؤولية، محملا اياه كل المسؤولية في ما وصل إليه الوضع الامني بالبلاد من تدهور، متوجها له بالقول: «انت مسؤول والاجابات التي تطلقها بين الحين والآخر هي إجابات لا تسمن ولا تغني من جوع كما انها مردودة على صاحبها.. ومهما فعلتم فلن نتراجع عن طلبنا في معرفة الحقيقة كاملة». أحمد الصديق (أمين عام حزب الطليعة): «من سيحكم البلاد؟» بدوره، شدد «أحمد الصديق» امين عام حزب الطليعة على ضرورة الاستجابة الحكومية لطلب الكشف عن حقيقة اغتيال «شكري بلعيد» والذي اعتبره مطلبا شعبيا مشدّدا على ضرورة الكشف عن حقيقة حادثة اغتيال شكري بلعيد كاملة والكشف عن حقيقة كل احداث العنف التي اجتاحت البلاد في الفترة الاخيرة، مضيفا: «من دون الكشف عن حقيقة احداث العنف لا يمكن المرور الى انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة ونزيهة،فمن سيحكم البلاد اذا ما تواصل الحال على ما هو عليه اليوم؟». وأضاف الصديق: «لقد خرجنا إلى الشارع لنقول وبالصوت العالي: لسنا خائفين ولن نهدأ إلا اذا عرفنا حقيقة اغتيال الشهيد «بلعيد» كاملة وإذا ما توفرت الاهداف التي قامت من أجلها ثورة الحرية والكرامة». «محمد براهمي» (أمين عام حركة الشعب): «لا يمكن ان ترعبونا.. نحن قادمون» وفي سياق متصل، قال «محمد براهمي»: «خرجنا اليوم الى الشارع من منطلق غيرتنا على الوطن ومن عمق احساسنا بخيوط التفاف رهيب يحاك حول الثورة بالاضافة الى اننا لم ننس ان دم الشهيد امانة في رقابنا وان من واجبنا كشف حقيقة اغتيال شكري بلعيد.. لقد خرجنا واجتمعنا في هذه التظاهرة وفي غيرها من التظاهرات السابقة لنقول للقتلة: لا يمكن ان ترعبونا فمهما فعلتم نحن قادمون». وعن التحاق «حركة الشعب» بالجبهة قال «البراهمي» نتمنى ان يكون التحاقنا بالجبهة طالع خير عليها وان نتوفق في تقديم الاضافة النوعية».