الجزائر (وكالات) أفادت أمس صحيفة «لوكوتيديان دورون» الجزائرية المقربة من دوائر صناعة القرار في الجزائر أن الرئيس عبد العزيز أقال شقيقه السعيد من منصب مستشار لدى رئاسة الجمهورية , مضيفة استنادا إلى مصادر مؤكدة، أن «سبب الإقالة مرده خلافات شخصية ولا علاقة لها بأي ملف من ملفات الفساد قد يكون تورط فيه شقيق الرئيس». وكانت صحف جزائرية قد تساءلت عن احتمال تورط السعيد بوتفليقة، الأستاذ الجامعي والنقابي السابق، في قضايا فساد في قطاع الطاقة والكهرباء. وأشارت صحيفة «الوطن» الجزائرية مؤخرا إلى صفقات إنجاز محطات لتوليد الكهرباء تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار فازت بها شركتان بفضل علاقات شخصية مع شقيق الرئيس ومستشاره. كما سبق وأن اشارت تقارير صحفية الى أن رائحة الفساد المالي والسياسي التي عمت الجزائر في أعقاب تفجير سلسلة من الفضائح في الأسابيع الأخيرة، اقتربت من المحيط الأقرب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة واتجهت الإشارات إلى مستشاره وشقيقه سعيد، الذي اتهمته صحيفة محلية ناطقة بالفرنسية بالضلوع في عدد من الفضائح، وبالوقوف وراء عدم مثول المتهم الأول في فضائح شركة «سوناتراك» النفطية، الوزير السابق، شكيب خليل أمام القضاء. واعتبرت الصحيفة أن شكيب خليل يمثل الشجرة التي تخفي الغابة، وامتثاله أمام القضاء سيكشف عن حقائق مثيرة وخطيرة عن تورط من أسمتهم الصحيفة ب«محيط الرئيس» وبشخصيات نافذة في السلطة في تلك الفضائح.وقال مراقبون إن التعرض للمحيط الضيق لبوتفليقة والزج به في مثل هذه الملفات سابقة أولى منذ توليه الرئاسة سنة 1999، حيث ظل طيلة 14 سنة من الحكم محصنا في وجه الانتقادات، معززا بنصوص قانونية تعاقب التعرض لشخصه، وتمنع إحالته على القضاء حتى بعد مغادرته الحكم.لكن المراقبين يقولون إن توقيت إشهار سيف الاتهام في وجه أقرب شخصية لبوتفليقة (شقيقه سعيد)، يعد فصلا جديدا من حرب خفية لا يمكن قراءتها بمعزل عن الاستحقاق الرئاسي المقبل.