لأن للشعر عرشا وللقصيدة أمراء وللكلمة فرسانا... انطلقت مساء أمس فعاليات مسابقة «أمير الشعراء» في موسمها الخامس والتي تبث على الهواء مباشرة عبر قناة أبو ظبي - الإمارات بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبو ظبي. ويتنافس على إمارة الشعر في هذا الموسم 300 شاعر من 22 دولة عربية بما في ذلك بلادنا التي يمثلها الشاعر الشاب سامي الذيبي. «أمير الشعراء» هو لقب ينعم به كل من كان سيّدا للكلمات, مطوعا للمفردات ليقول في النهاية ما لا يقول الآخرون. وهذا اللقب هو ثمرة المسابقة الشعرية التي أطلقتها هيئة أبو ظبي للثقافة والفنون في عام 2007، ويتنافس فيها شعراء القصيدة الفصحى العمودية والمقفاة، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «أمير الشعراء» وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة «بردة الإمارة» التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، و«خاتم الإمارة» الذي يرمز للقب الإمارة. حفيد أبي القاسم الشابي... في أبو ظبي شارك عدد من الشعراء التونسيين في مسابقة «أمير الشعراء» في مواسمها الفارطة لكن لم يبتسم الحظ لأي منهم في القبض على اللقب. وفي هذا الموسم أيضا لم يتخلف شعراء الخضراء عن الموعد ,حيث تمكن الشاعر سامي الذيبي من حصد قبول أعضاء لجنة التحكيم ليكون واحدا من بين 300 متنافس على لقب «أمير الشعراء». وسامي الذيبي ليس اسما نكرة في الوسط الشعري التونسي باعتبار أنه صاحب أكثر من مائة جائزة أولى وعديد التكريمات في تونس وفي الوطن العربي. هو شاعر ومناضل نقابي وناشط سياسي ولد بقرية «حاسّي الفريد» من مدينة القصرين في 30 ماي 1982 في عائلة تتكوّن من عشرة أفراد. درس الإبتدائي والأساسي بمسقط رأسه ثم انتقل إلى مدينة القصرين أين تحصّل على شهادة باكالوريا آداب سنة 2004 وواصل تعلّمه الجامعي حيث حصل خلال السنة الدراسية 2008 على شهادة الأستاذية في التّنشيط الشّبابي والثّقافي بالمعهد العالي للتّنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي بتونس العاصمة. ويشتغل حاليا بدار بحمام الشط. وهو عضو الموسوعة الكبرى للشعراء العرب. وسامي الذيبي ذات شعرية ثائرة, محملة بشواغل الإنسان, حبلى بقضايا الأمة... في سطور شعرها شجون وأحزان وثورة ووعد بالأجمل. ومن المعروف عن الذيبي تلك القدرة الفائقة على الإلقاء والتلاعب العجيب بالإيقاع والموهبة في توليد الصور الشعرية الطريفة... وهكذا كان ينثر كلماته في قصائد لا تخلو من الغنائية لتخاطب الفرد في العمق. وقد اختار سامي الذيبي الالتزام بقضايا واقعه فنظم قصائده عن معاناة خريجي الجامعة في اقتفاء حلم التشغيل المضني, عن نضال الكادحين, عن خواء جيله... فصدح بشعره عاليا في الجامعات واتحادات الشغل لذلك عاداه النظام السابق وضايقه بوليسه وتمّ منعه من السفر للمشاركة في مسابقة شعرية سنة 2008 في أبو ظبي. وهاهي اليوم «بركات الثورة» تمنحه تأشيرة الدخول إلى أبو ظبي من الباب الواسع, فهل يوفق حفيد أبي القاسم الشابي في افتكاك لقب أمير الشعراء ورفع راية الخضراء؟ شكرا... يا أمير الشعراء! منذ دورتها الأولى سنة 2007, نجحت مسابقة أمير الشعراء في إدارة الأعناق نحوها وكسب الإقبال الجماهيري وصارت تحتل صدارة المسابقات الثقافية والأدبية المحتفية بالشعر الفصيح. وتهدف في أبعادها المختلفة إلى النهوض بالشعر العربي وإعادة الاعتبار له والتذكير بعصوره الذهبية منذ ديوان العرب في الجاهلية ووصولا إلى دور القصيدة في العصر الحديث. ولأن تظاهرة «أمير الشعراء» أعادت الشعر إلى منصة التكريم وإلى عرش التتويج تستحق أن نقول لها: شكرا... يا أمير الشعراء !