على خلفية معلومات امنية بلغت وزارة الداخلية مفادها ان عددا من عناصر رابطات حماية الثورة ينوون الهجوم على المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل في يوم عطلة نهاية الاسبوع (الاحد) وتفاديا لتكرار ذات سيناريو العنف واراقة الدماء الذي عرفته ساحة «محمد علي» يوم 4 ديسمبر الماضي بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال الزعيم النقابي «فرحات حشاد»، طوقت امس وحدات أمنية مكثفة المقر المركزي للمنظمة الشغيلة واغلقت جميع المنافذ والمداخل المؤدية إليه تحسبا لأية محاولة اعتداء قد تطاله او تطال النقابيين العاملين داخله، كما تجمع بساحة «محمد علي» عدد من الموظفين والنقابيين من الذين ابدوا رغبة ملحة في المشاركة ومد يد العون للعناصر الامنية في مهمة الدفاع عن منظمتهم وحمايتها. وبتحول «التونسية» الى ساحة «محمد علي»، التقينا بالسيد «بوعلي المباركي» الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل الذي افادنا بأن القيادة النقابية تلقت في الليلة قبل الماضية معلومة من وزارة الداخلية تؤكد فيها نية عدد من عناصر رابطات حماية الثورة مهاجمة مقر الاتحاد واقتحامه، مضيفا «لقد اعلمتنا وزارة الداخلية بأنها ستقوم بحماية مداخل المقر استعدادا لأي طارئ.. وعلى ضوء هذه المعطيات توجهنا بالدعوة الى كل النقابيين حتى يلتحقوا بالساحة ويساهموا في الدفاع عن منظمتهم والتصدي لمجموعات العنف هذه». وشدد «بو علي المباركي» على ان اثارة موضوع امكانية الهجوم على مقر الاتحاد في هذا الوقت بالذات «يعكس نية حقيقية من بعض الاطراف في توجيه الرأي العام بعيدا عن الاهتمام بملف الارهاب الذي طرحته احداث جبل الشعانبي بالقصرين، والعمل على تشتيت الجهود الأمنية الواجب تسخيرها للتصدي للارهاب» حسب قوله . وأضاف «بوعلي المباركي» ان الدعوات الى مهاجمة مقر الاتحاد في هذا الوقت «قد تتنزل ايضا في اطار التشويش على الحوار الوطني في شوطه الثاني الذي يلعب فيه الاتحاد العام التونسي للشغل دورا رئيسيا». كما جدد «بوعلي المباركي» دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل لحلّ رابطات حماية الثورة التي وصفها ب«ميليشيات الثورة ومجموعات العنف»، مؤكدا ان استمرارية عمل هذه الرابطات برأيه بات يهدد الامن والسلم الاجتماعيين اكثر من ذي قبل وانه من الواجب التسريع لحلها والتفرغ لحل بقية الملفات الحارقة. وأعرب «بوعلي» عن شديد امله في ان تكون المعلومات التي بلغت وزارة الداخلية معلومات خاطئة «حتى نتجنب دوامة من العنف نحن في غنى عنها وحتى نتوفق في التصدي للارهاب والارهابيين والوصول بالبلاد الى بر الامان بأسلوب ديمقراطي نغلب فيه منطق الحكمة ولغة التوافق عن منطق التشدد ولغة العنف».