فوزان متتاليان ضمن مرحلة البلاي أوف هي حصيلة فريق باب سويقة إلى حد الآن في المرحلة الحاسمة من بطولة هذا الموسم الشيء الذي أهله إلى الإنفراد مبكرا بطليعة الترتيب بالعلامة الكاملة بست نقاط وهذه ميزة الأندية الكبرى التي تتعامل جيدا مع المقابلات المصيرية والمناسبات المؤهلة للألقاب. فالترجي الرياضي أثبت أنه قادر على اجتياز مختلف الصعوبات وصنع الفارق بتحدّي كل العراقيل التي يمكن أن تعترضه وهنا يكمن السر الذي يجعله صاحب الأرقام القياسية في البطولات والكؤوس والتفوق الواضح الذي حققه على بقية النوادي من هذه الناحية . انتصارات في مختلف الوضعيات الإنتصار الذي خرج به الترجي الرياضي في لقاء الأجوار أمس الأول بملعب رادس يحمل في الحقيقة معاني عديدة أضحت تميّز هذا الفريق عن البقية ... هذه الميزات التي تكشف الأسرار الكامنة وراء جني الأحمر والأصفر البطولات والكؤوس باستمرار وتربعه على عرش الكرة التونسية و هي التي تصنع الفارق لفائدته في كل مرة وخاصة في المناسبات الحاسمة التي يتحدد على ضوئها مصير التتويج... لقد أكد الترجي الرياضي مرة أخرى أنه بامتياز فريق المناسبات الكبرى الذي يعرف كيف يحسم مصير المواجهات الهامة مهما كان مستوى الآداء الذي يقدمه، ففي اللقاء الأول من مرحلة البلاي أوف ضد النادي الصفاقسي كان الفوز مستحقا حيث قدم أبناء ماهر الكنزاري عرض كروي محترم وفرطوا في انتصار عريض بسبب التراخي في الآداء بعد التقدم بثلاثية نظيفة والإطمئنان على نتيجة المقابلة، أما في الدربي فقد كان المردود متوسطا لا غير لكن ذلك لم يمنع الترجي الرياضي من حسم مصير المباراة وخطف انتصار في غاية من الأهمية ليجد الفريق نفسه متصدرا لطليعة البلاي أوف بمفرده بعد جولتين كسب خلالها ست نقاط بفضل انتصارين متتاليين. تعامل جيد مع الضغوطات والغيابات بطولة هذا الموسم خاصة جدا فمرحلة البلاي أوف تتميز بتتالي المقابلات الحاسمة والمصيرية في وقت وجيز وهذا ما يجعل الضغوطات مسلطة على كل النوادي بشكل كبير ورهيب إضافة إلى الإرهاق الناجم عن تتالي المواعيد مما قد يتسبب في عديد الغيابات وخاصة في التشكيلة الأساسية وهي تتعلق أساسا بالإصابات والعقوبات... الترجي الرياضي يملك قدرة خاصة جدا على تخطي مثل هذه العراقيل فهو متعود على الضغوطات والإنتفاض كلما كان في مواقف صعبة وحرجة ويحسن التعامل مع الغيابات والحلول الموجودة لديه، أما فيما يتعلق بالنسق الماراطوني فإن الأحمر والأصفر هو الفريق الوحيد الذي لم يتظلم من هذا الجانب لسبب بسيط جدا وهو أنه يعيش هذا الماراطون منذ عقود وأضحى الخبز اليومي للمجموعة بفعل تعدد الإلتزامات لسنوات طويلة. لا غرابة في السيطرة المطلقة على الألقاب إذن وطبقا لكل هذه الميزات التي تصنع الفارق في المقابلات والمسابقات فإن سيطرة شيخ الأندية التونسية على كرة القدم المحلية طبيعية جدا ومنطقية إلى أبعد الحدود فهو يبرهن في كل المناسبات الكبرى على قدرة خارقة للعادة على اجتياز الصعوبات وحسن التعامل مع مختلف الظروف وتحويل نقاط الضعف إلى عناصر قوة يحدث بفضلها الفارق والأسبقية، لا يفرط في نتائج اللقاءات حين يكون في أفضل مستواه ويعرف كيف يختطف الإنتصارات حتى في أسوإ فتراته وعند تراجع مردوده وهذا هو العامل الذي جعله حاضرا في كل سنة على منصة التتويج يحصد اللقب تلو الآخر. ثلاثي الإرتكاز غائب لم يمر دربي العاصمة دون مخلفات بالنسبة لفريق باب سويقة رغم الفوز الثمين الذي حققه على جاره الإفريقي وانفرد بفضله بطليعة الترتيب حيث خسر الترجي الرياضي كامل خط وسط الميدان الذي سيغيب عن لقاء غد في سوسة ونعني هنا الثلاثي حسين الراقد وخالد المولهي ومجدي تراوي ... الأول جمع إنذاره الثالث والثاني تعرض إلى إصابة عضلية تستوجب أياما للراحة والثالث بسبب إقصائه ... غياب جماعي مؤثر جدا لأنه يمس خطا واحدا حيث سيضع الإطار الفني أمام مشاكل عديدة لاختيار تركيبة وسط الميدان في تحول صعب ومحفوف بالمخاطر إلى سوسة. هل يستنجد «الكنزاري» ب«الزواغي»؟ هذا السؤال يطرح نفسه في ظل الغيابات الجماعية دفعة واحدة في خط وسط الميدان فعلى الرغم من ابتعاده عن المقابلات الرسمية لمدة طويلة وبالتالي افتقاده للنسق الضروري فإن شاكر الزواغي يمثل إحدى الورقات التي سيضطر المدرب إلى إقحامها في مواجهة النجم غدا لغياب الحلول البديلة في خط الوسط... الزواغي يتدرب بانتظام مع المجموعة وشارك في بعض اللقاءات الودية وهذا ما يجعله مؤهلا لتعزيز صفوف الأحمر والأصفر. الشاب «النغموشي» مع المجموعة إلى جانب شاكر الزواغي سيكون متوسط ميدان المنتخب الوطني أصاغر النغموشي إحدى الورقات التي قد يستنجد بها ماهر الكنزاري غدا لتأليف تركيبة هذا الخط خصوصا وأنه وجه منذ الأسبوع المنقضي الدعوة لهذا الشاب للتدرب مع الأكابر وبالتالي الإستعداد لقادم الإلتزامات... صحيح أن لقاءات البلاي أوف تتطلب خبرة كبيرة لتحقيق النجاح لكن مؤهلات النغموشي العالية تجعله في حسابات الإطار الفني لسد الفراغ الكبير الذي يتطلبه خط الوسط. منذ أمس في سوسة مباشرة بعد الحصة التدريبية التي أجراها الفريق بحديقة الرياضة «ب» تحولت مجموعة المدرب ماهر الكنزاري أمس إلى سوسة حيث دخلت في تربص مغلق استعدادا لمباراة الجولة الثالثة للبلاي أوف التي تجمعها ظهر يوم غد بالنجم بالملعب الأولمبي بسوسة... الإطار الفني اختار التحول إلى جوهرة الساحل قبل 48 ساعة من موعد اللقاء لتفادي المزيد من الإرهاق وتحضير لاعبيه كأفضل ما يكون لهذه المواجهة.