ملعب رادس – طقس مغيم – دون حضور الجمهور تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي معز بن شريفية – سامح الدربالي – خليل شمام – شمس الدين الذوادي – عنتر يحيى ( محمد بن منصور ) – حسين الراقد ( كريم العواضي ) – خالد المولهي – مجدي تراوي – هاريسون آفول – هيثم الجويني ( أحمد العكايشي ) – يوسف البلايلي النادي الإفريقي عاطف الدخيلي – خالد السويسي – أسامة الحدادي – محمد علي اليعقوبي – بلال العيفة – هتان البراطلي – بادي مبانزا – مراد الهذلي ( سيف الدين الجزيري ) – سلامة القصداوي ( وجدي المشرقي ) – زهير الذوادي ( كريم النفطي) – عبد المومن جابو. تحكيم يوسف السرايري بمساعدة محسن بن سالم وماجد رحومة. الحكم الرابع ماهر الحرابي مراقب المباراة عبد الرزاق الزديري الأهداف : آفول في الدقيقة 9 والذوادي في الدقيقة 40 والبلايلي في الدقيقة 49 لفائدة الترجي الرياضي والعيفة في الدقيقة 17 بواسطة ضربة جزاء لصالح الإفريقي الإنذارات : الدربالي وشمام ويحيى والمولهي وتراوي والعواضي من جانب الترجي الرياضي واليعقوبي والعيفة والهذلي والبراطلي من جانب الإفريقي دربي مصيري الفوز فيه ضروري للترجي والهزيمة ممنوعة للأفارقة سيناريوان متشابهان تقريبا فرضا على الترجي الرياضي والإفريقي قبل هذا الدربي المصير ذي العواقب الوخيمة على المنهزم بحكم وضعية الفريقين في الترتيب العام والمنافسة الجدية والشرسة على التأهل إلى البلاي أوف التي أضفىعليها النادي البنزرتي تشويقا كبيرا في كوكبة الطليعة في نهاية هذه المرحلة الأولى من بطولة الموسم الحالي... من جانب أبناء باب سويقة كان الشعار « لا خيار سوى الإنتصار» ومن جانب أبناء باب الجديد كانت « الهزيمة ممنوعة» الشيء الذي سلط ضغوطات كبيرة جدا على الطرفين وجعل كل منهما أمام حتمية تحقيق هدفه وشعاره. على مستوى التشكيلة كان كل من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي محروما من خدمات صانع ألعابه، إيهاب المساكني بالنسبة للأحمر والأًصفر وماهر الحداد بالنسبة للأحمر والأبيض ولئن توفرت الحلول البديلة لنبيل الكوكي بوجود الذوادي وجابو والهذلي فإن ماهر الكنزاري أجبر على التعويل على ثلاثي دفاعي في وسط الميدان يتألف من الراقد والمولهي وتراوي. المباراة عرفت قبل انطلاقها صورة جماعية للفريقين نادرا ما عهدناها قبل الدربيات الحاسمة والمصيرية كالتي كان عليها لقاء أمس وهذا مؤشر طيب على الروح الرياضية التي يمكن أن تدور فيها المواجهة لكن العكس هو الذي حصل والسبب الحكم يوسف السرايري الذي فشل في التحكم في اللقاء وأخطأ في قرارات حاسمة احتج عليها الترجيون كثيرا على غرار ضربة الجزاء التي منحها للإفريقي وعدل بها العيفة النتيجة. الشوط الأول : الترجي أفضل والإفريقي بفضل ضربة الجزاء الفترة الأولى من المباراة كانت ترجية لا من حيث النتيجة فقط وإنما خاصة من جانب خلق الهجومات الخطيرة وتهديد مرمى الحارس الدخيلي ليتمكن في أقل من عشر دقائق من افتتاح النتيجة عن طريق هاريسون آفول بعد توغل ممتاز وتمهيد دقيق من يوسف البلايلي ... هذا الهدف المبكر أعطى أكثر حماسا للمباراة وكاد البلايلي بواسطة مخالفة مباشرة مضاعفة النتيجة لكن حارس المرمى الدخيلي كان في المكان المناسب لتكثر في هذه الفترة التدخلات القوية التي لم يتعامل معها الحكم السرايري بالكيفية اللازمة على مستوى الورقات وذلك قبل أن يعلن في الدقيقة 17 عن ضربة جزاء لفائدة أبناء باب الجديد احتج عليها الترجيون كثيرا عدل بفضلها الإفريقي النتيجة وهي الفرصة الحقيقية الوحيدة التي توفرت لزملاء جابو في الشوط الأول... في المقابل كان الترجي الرياضي أكثر حرصا على تهديد مرمى منافسه والوصول إلى شباك حارسه بفضل توغلات آفول على الجهة اليمنى والتي طالب في إحداها أبناء باب سويقة بضربة جزاء والبلايلي على الجهة اليسرى والتي أحدثت خطرا واضحا على مرمى الدخيلي ابرزها في الدقيقة 28 بعد تمديد من تراوي لكن الجزائري أخطأ المرمى رغم موقعه الممتاز وفوت فرصة أخذ الفارق من جديد على فريقه لكن ذلك لم يحط من معنويات وعزيمة الترجيين الذين أصروا على إنهاء هذه الفترة الأولى متقدمين في النتيجة وكان لهم ذلك في الدقيقة 40 عن طريق المدافع المتقدم شمس الذين الذوادي الذي تلقى كرة ممتازة من آفول داخل منطقة الجزاء وسدد بقوة في الزاوية المعاكسة مغالطا الحارس الدخيلي وهي النتيجة التي انتهت عليها هذه الفترة الأولى رغم الدقائق الثلاث التي أضافها الحكم يوسف السرايري النقطة السلبية رقم واحد في هذا الشوط. الشوط الثاني : الترجي يؤكد تفوقه ويحسم الدربي مبكرا عودة الترجي الرياضي بأسبقية هدف إلى حجرات الملابس في نهاية الشوط الأول أعطت ثقة كبيرة للاعبين الذين دخلوا الفترة الثانية بقوة وإصرار كبيرين على تأكيد التفوق ومنذ الدقيقة الأولى كاد الدربالي أن يمهد الهدف الثالث للجويني لكن حارس المرمى تدخل بصعوبة وأنقذ الموقف وذلك قبل أن يتمكن البلايلي في الدقيقة 49 وبعملية جميلة من إضافة الهدف الثالث وحسم المصير بصفة مبكرة خصوصا وأن هذا الهدف الثالث قضى على أحلام الأفارقة وحط من معنوياتهم ولو أن جابو مهد فرصة سانحة للتهديف للقصداوي في الدقيقة 63 لكن مهاجم فريق باب الجديد أخطأ المرمى وسدد بجانب المرمى رغم موقعه المناسب... وعلى غرار ضربة الجزاء في الفترة الأولى كانت هذه الفرصة الوحيدة للإفريقي في الشوط الثاني الذي انحصرت في معظم فتراته الكرة في وسط الميدان مع بعض الفرص للترجي الرياضي عن طريق البلايلي الذي كان رجل الدربي بلا منازع لمساهمته الفعالة في انتصار فريقه حيث كان نقطة قوة هجوم الأحمر والأصفر بامتياز وأحدث مشاكل بالجملة لدفاع الترجي الرياضي بما في ذلك في الكرات الثابتة... وبمرور الوقت ازداد عزم فريق باب سويقة على المحافظة على تفوقه في حين بدا الإفريقي عاجزا عن العودة في النتيجة وحتى تذليل الفارق ولم يقدر على فك رموز المنظومة الدفاعية التي وضعها المدرب ماهر الكنزاري . في كلمة حقق الترجي الرياضي انتصارا مستحقا وعن جدارة بالنظر للمستوى الذي قدمه وأفضليته على منافسه على جميع المستويات.
قالا: ماهر الكنزاري: كنا أكثر تنظيما وحرصا على الفوز الظروف التي سبقت الدربي كانت صعبة على الفريقين إذ كانت النتيجة هامة جدا بالنسبة إليهما وكان اللقاء مصيريا على الطرفين على عكس السنوات السابقة التي كان فيها الترجي الرياضي فقط معنيا بالنتيجة وعلى هذا الأساس أعددنا مباراتنا كما يجب خصوصا من الناحية النفسية حتى يكون اللاعبون جاهزين للدفاع عن حظوظنا ببسالة وهذا ما قاموا به فعلا وأنا أشكرهم على المردود الذي قدموه... الترجي الرياضي كان أكثر تنظيما فوق الميدان وكذلك حرصا على الفوز وأكد اللاعبون مرة أخرى قدرتهم على كل التحديات كلما احتاجهم الفريق في مناسبات هامة كهذه... انتصار مهم جدا لكن التأهل لن يحصل إلا بعد مباراة المرسى التي سنسعى خلالها إلى تأكيد فوزنا في الدربي. نبيل الكوكي : لا نستحق الإنتصار بكل صراحة لا نستحق الإنتصار في لقاء اليوم ولم نظهر بالوجه المطلوب الذي يضمن لنا تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة هامة مثل الدربي ... عملية إخراج الكرة من الوراء لم تكن ناجحة والفرص السانحة للتهديف قليلة وجاءت هزيمتنا الأولى في هذا الموسم ضد الترجي الرياضي وهذا صعب علينا وعلى جماهيرنا التي نعتذر منها كثيرا .... أقحمت نفس الدفاع الذي تألق في الجولات الفارطة وأعطينا تعليمات للسويسي بعدم التقدم خوفا من البلايلي السريع والذي كان مصدر إزعاج على دفاعنا وهذا ما توقعناه... علينا أن ننسى هذه الهزيمة بسرعة ونعود مباشرة إلى العمل لتدارك الوضع في الجولة المقبلة. فيصل يوسف البلايلي رجل الدربي وصانع انتصار الترجي الرياضي الفوز في مباراة هامة وصعبة مثل الدربي لا يمكن أن يكون سوى جماعي وهكذا كان انتصار الترجي الرياضي يوم أمس على جاره لكن هناك لاعبون يبرزون في مثل هذه المناسبات ويساهمون أكثر من زملائهم في تحقيق التفوق ... يوم أمس كان الجزائري يوسق البلايلي أفضل لاعب على الميدان ورجل الدربي بلا منازع حيث قدم الإضافة المطلوبة من كل لاعب أجنبي وأحدث الفارق بامتياز صانعا بالتالي فوز فريقه على الإفريقي حيث كان صاحب العملية التي جاء على إثرها الهدف الأول بتوغل رائع وتمهيد على طبق من ذهب لآفول ثم صنع الهدف الثالث الذي «قتل» الدربي بمحاولة فردية بناء ونجاعة... هذا اللاعب أكد مرة أخرى أنه قيمة ثابتة وأنه من أفضل اللاعبين الأجانب الموجودين في بطولتنا وصغر سنه يؤهله إلى التطور أكثر فأكثر وتقديم إضافة أكبر باكتساب التجربة تدريجيا. فيصل الفزاني أمام ملعب رادس الأنصار يحتفلون مع اللاعبين بالإنتصار على الجار فوجئنا عند خروجنا من ملعب رادس بعد نهاية الدربي بوجود المئات من أحباء الترجي الرياضي الذين توافدوا على درة المتوسط للإحتفال مع اللاعبين بالإنتصار الغالي في دربي مصيري وحاسم جدا ... الشماريخ كانت حاضرة والهتافات بكل اللاعبين الذين حملوا على الأعناق والرايات الحمراء والصفراء رفرفت عاليا أمام باب خروج الترجيين الذين لم يمنعهم « الويكلو » من مشاركة عناصرهم الفرحة بعد أيام حرجة تلت المباراة مع النادي البنزرتي والهزيمة الصعبة التي تكبدها الفريق في الوقت بدل الضائع ووضعته أمام حتمية التدارك في لقاء الأجوار .
