لم تسجل القيروان خلال النصف الاول من نهار اليوم الا حركة عادية وظروفا أمنية طبيعية باستثناء الاجراءات وعمليات المراقبة المتواصلة التي كانت تقوم بها وحدات الأمن والجيش المتمركزة في مداخل المدينة, حيث دبت الحركة مع بزوغ الشمس شيئا فشيئا الى حدود بداية النصف الثاني من اليوم. كانت كل الأوضاع التنظيمية واللوجيستية تسير بصفة طبيعية في القيروان الى ان حصل المنعرج مع بداية النصف الثاني ليوم امس حين انقلبت الأوضاع رأسا على عقب انطلاقا من ساحة الشهداء (باب الجلادين) وصولا الى القاعة المغطاة. وأصل الحكاية ان اعوان الأمن أرادوا ايقاف احد السلفيين الذي يقطن في النزل القريب من الساحة لكن العملية لم تعجب بعض المواطنين الذين اخذتهم الحمية فقاموا باستفزاز اعوان الامن قبل ان تنطلق المواجهة مباشرة مع المواطنين الذين بدأ عددهم يكثر الى ان تجاوز المئات فتجمهروا امام قوافل سيارات الامن التي حلت بالمكان للتعزيز. غير ان هتافات المواطنين «الله اكبر.. الله اكبر» قبل ان يشعلوا العجلات المطاطية مقابل بداية تراجع الامن الى الوراء جعل المشهد يتواصل الى حين الوصول الى القاعة المغطاة وقتها استعمل الامن الغاز المسيل للدموع مع اطلاق النار في الهواء لتفريق الجموع الغفيرة الذين غص بهم الشارع الرئيسي. المواجهة والتوتر استمرّا الى المساء خاصة بعد أن دخل العديد من الشبان الى المدينة العتيقة هربا من رجال الأمن, كما حصلت مواجهة ثانية بين بعض المحتجين واعضاء من حركة «النهضة» على خلفية اعتزامهم حرق مقر «النهضة» الذي يوجد بالقرب من ساحة الشهداء. من دفع بهؤلاء؟ تساءل العديد ممن بقي يراقب الوضع والتطورات عمن يقف وراء انفلات الأوضاع الأمنية بشكل يوحي ان خيوط خفية تدفع الى المواجهة رغم ان احد الكوادر الامنية التي تقود التهدئة قدّم اعتذارا لكل أهالي القيروان عما صدر من رجال الأمن عندما اطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع. كما شاهدنا عضو المجلس التأسيسي عن حركة النهضة محمود قويعة في مقدمة الاشخاص الذين يدعون لضبط النفس. غلق المحلات والفضاءات التجارية و قد كانت لهذه الزوبعة الاثر السلبي لدى أصحاب المحلات والفضاءات التجارية والمقاهي الموجودة بالقرب من خط المواجهة التي أغلقت ابوابها تاركة الحجارة متناثرة هنا وهناك في الطريق العام في مشهد يوحي ب «حرب» في مدينة لم تعرف الا الهدوء منذ الثورة. ايقاف أمينة «فيمن» حلت يوم امس الناشطة أمينة «فيمن» بمدينة القيروان والتحقت بالموكب الاعلامي الذي رابط امام جامع عقبة بن نافع منذ الصباح الباكر وقبل الوصول اليهم قامت بكتابة كلمة «فيمن» على سور مقبرة «أولاد فرحان» المحاذي للجامع الكبير وهي حركة اثارت استفزاز الحاضرين باعتبار أن القيروان تعيش يوما غير عادي, فتدخل الأمن وقام بإيقافها بناء على قرار حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان للتحقيق معها في ملابسات قدومها الى القيروان. وفي نفس الإطار اعتبر السيد عبد الغني صبري،كاتب عام الجمعية التونسية لأئمة المساجد ان قدوم أمينة الى القيروان وفي هذا اليوم بالذات (الاحد) يعتبر حركة استفزازية, وأكد على محاكمتها هي ومن يقف وراءها مطالبا الشباب السلفي بألا ينساق وراء هذه الاستفزازات. ايقافات بالجملة ميدانيا تمكنت الوحدات الامنية التي أشرفت على تمشيط المدينة ومداخلها من ايقاف العديد من «أنصار الشريعة» محمّلين بأقمصة وشعارات واسلحة بيضاء على حد تعبير مصدر امني وهم على متن شاحنات كبيرة. كما تبين ان هناك من هو مفتش عنه في عدة قضايا عدلية حسب مصدر أمني. هذا وقد عادت أفواج عديدة من السلفيين القادمين من كل الجهات أدراجها بعد ان تفهمت وتحدثت الى رجال الأمن. ايقاف تحفظي للناطق الرسمي رجحت مصادر امنية ان عملية الايقاف التي تعرض لها يوم امس الناطق الرسمي باسم «أنصار الشريعة» سيف الدين الرايس ستكون تحفظية لا غير. حضور اعلامي مكثف عديدة هي وسائل الاعلام بمختلف انواعها التي دخلت مدينة القيروان وقامت بتحقيقات ميدانية في غياب النشاط السلفي خاصة مع اهالي المدينة الذين تحدثوا عن مواقفهم من منع ملتقى الشريعة في القيروان وأكدوا أنهم مع القانون ومتسائلين: ما ضرّ لو تقدم هذا التيار بطلب الترخيص مثله مثل سائر الاحزاب والحركات والمنظمات والجمعيات؟ تأجيل الملتقى أجّل تيار «أنصار الشريعة» مؤتمره السنوي الثالث الذي كان مقررا عقده يوم أمس الأحد 19 ماي 2013 في القيروان بعد تلقيهم وعودا من بعض الجهات شبه الرسمية بالوصول إلى حل توافقي بين كل الأطراف من أجل تنظيم المؤتمرالأحد القادم أو الذي يليه. مطالبة بتسهيل خروج السلفيين طالب محمد خليف رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالقرآن والسنّة بالقيروان السلط الجهوية بتسهيل عملية خروج السلفيين المرابطين في المدينة دون التعرض للاستفزاز أو الاعتقال في الحواجز الأمنية الموجودة في مداخل المدينة. وتم التنسيق مع والي القيروان ورئيس منطقة الأمن بالقيروان لتيسير خروج عناصر هذا التيار. مع الاشارة الى ان قيادة أنصار الشريعة دعت في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي القادمين من جميع الولايات وخاصة من حي التضامن وحي الانطلاقة بتونس العاصمة إلى إلغاء جميع الرحلات باتجاه القيروان.