مثل آفاق وتحديات التهيئة العمرانية والتنمية الحضرية بمدينة المنستير محور ملتقى دراسي نظمته بلدية المنستير بمقرّها صباح أول أمس بحضور ممثلين عن مختلف مكونات المجتمع المدني وأهالي مدينة المنستير وممثلي مختلف الادارات الجهوية ذات الصلة من تجهيز وسياحة وتراث. وأوضح علي مزالي رئيس النيابة الخصوصية لبلدية المنستير ان هذا الملتقى الدراسي يندرج في اطار التمهيد لمراجعات جزئية لمثال التهيئة العمرانية لمدينة المنستير الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا وكذلك في إطار تكريس مبدإ التشاور والتشارك في مثل هذه الدراسات الهامة في بناء تاريخ المدينة. وأضاف مزالي ان مثال التهيئة العمرانية لمدينة المنستير سيساعد على الحد من ظاهرة البناء الفوضوي وسينظم عملية إسناد رخص البناء بالاضافة الى تمكين المواطنين والمستثمرين من استغلال بعض العقارات والعقارات التي كانت خارج مثال التهيئة. وأكد رئيس النيابة الخصوصية لبلدية المنستير ان المراجعة الجديدة لمثال التهيئة العمرانية تنص على امكانية بلوغ البناءات ستة طوابق علوية وطابقا سفلي في مناطق البناء المكثف عوضا على اربعة طوابق فقط سابقا. وكذلك من مزايا مثال التهيئة الجديد تنصيصه على الطرق الحزامية لمدينة المنستير الرابطة بين المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي الذي من شأنه تنظيم الحركة والحدّ من الاختناق المروري بالمدينة. وقد شمل برنامج اليوم الدراسي تقديم ثلاث مداخلات حول المجال الحضري لمدينة المنستير لسنية عياد معماري أول ببلدية المنستير حيث تطرقت الى الميزات التي من شأنه أن يحققها مثال التهيئة العمرانية الجديد لمدينة المنستير في مجال التنمية الحضرية باعتبار المنستير قطبا سياحيا وجامعيا وصناعيا. وقدمت نجوى بن ضياء رئيس مصلحة التهيئة العمرانية بالادارة الجهوية للتجهيز مداخلة حول توجهات المثال المديري للتهيئة بالنسبة لمدينة المنستير اكدت خلالها على اهمية هذا المثال في دراسة وبرمجة الطرقات والمحولات بالنسبة لادارة التجهيز ومد شبكات الماء الصالح للشرب والتطهير وشبكات النور الكهربائي والاتصالات داخل مدينة المنستير. وتمحورت المداخلة الثالثة حول مراجعة مثال التهيئة العمرانية لبلدية المنستير والتي قدمتها ريم زعبار مهندس معماري بإدارة التعمير بوزارة التجهيز حيث اكدت ان مثال التهيئة لمدينة المنستير هو المثال الوحيد الذي تمت المصادقة عليه على مستوى الجمهورية بعد الثورة. وبيّنت زعبار ان مثال التهيئة العمرانية يُعتبر وثيقة من وثائق التعمير الترتيبي ويمكّن الجماعة المحلية من تنفيذ التوجهات والخيارات التي تضبطها أدوات تخطيط المجال الترابي وتخطيط نمو التجمعات العمرانية وتنظيم المجال العمراني وإحكام التصرف فيه والمحافظة على استدامة التنمية الحضرية والمحافظة على المشهد العمراني والجمالية المعمارية من خلال ضمان تناسق البناء بالتجمعات السكنية والمحافظة على خصوصياتها المعمارية والعمرانية وتنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير مواطن الشغل والتشجيع على الاستثمار. وأضافت أن مثال التهيئة التفصيلي يضبط مواقع البنايات والمنشآت والتجهيزات العمومية وقواعد استعمال الأراضي وشبكة الطرقات والشبكات المختلفة والإرفاقات الواجب احترامها، بالاضافة الى انه إطار قانوني يحدد حقوق وواجبات المالكين. وبالمناسبة تم خلال هذا الملتقى الدراسي تنظيم ورشتي عمل حول تنوع العرض السياحي بالمنستير واهم الاشكاليات والصعوبات بالقطاع وورشة ثانية حول مشاكل التنقلات الحضرية انطلاقا من تشخيص المشاكل المرورية في مدينة المنستير في اطار إعداد مثال مديري للمرور. وفي هذا الشأن تمت إثارة معضلة الاختناق المروري الذي أصبحت تعيشه مدينة المنستير في غياب مدخرات عقارية ومساحات خضراء كمتنفس للمدينة. كما تمت الاشارة خلال النقاش الى المعالم الاثرية بمدينة المنستير ودورها في التنمية الحضرية للمدينة باعتبار وجودها ضمن المسلك السياحي بالجهة وباعتبار المنستير مدينة سياحية بامتياز منفتحة للسياحة الاجنبية والسياحة الداخلية ووجهة محبذة للزوار والمصطافين خاصة خلال الصيف. ولم يغفل المتدخلون خلال هذا الملتقى في إطار احتفائهم بالمصادقة الاخيرة على مثال التهيئة العمرانية لبلدية المنستير الاشارة الى المشاكل البيئية بالمنستير وخاصة بخليجها البحري مما قد يؤثر سلبا على التنمية الحضرية بالمدينة وعلى مردودية القطاع السياحي ونفور المستثمر التونسي والاجنبي.