عرفت منذ أمس الأول جل ولايات الجمهورية تقريبا (جنوبا، شمالا، وسطا وغربا)أجواء غائمة و طقسا مضطربا مرفوقا بهبوب رياح رملية مع تسجيل انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة... اضطراب جوي دعت بموجبه أمس الإدارة العامة للحرس الوطني مستعملي الطريق إلى توخّي الحذر وتخفيض السرعة بسبب تواتر زوابع رملية قوية تحجب الرؤية بالطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين صفاقس ومدنين والطريق الوطنية رقم 15 الرابطة بين قفصة وقابس والطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين تونس وقبلي. و تسببت الرياح القوية بالعاصمة في تهشيم الواجهة البلورية لمغازة «زان» بشارع «جون جوراس» مخلفة اضرارا في صفوف السيارات الرابضة بالقرب من مكان الحادثة، كما اسفرت الرياح «العاتية» عن سقوط الأشجار العملاقة بعدد من المناطق و الطرقات السيارة و هو ما تسبب في تعطيل حركة المرور. كما شهدت المناطق الوسطى والغربية للوطن تساقط زخات من الأمطار، محملة بحبيبات من الرمال. وفي تفسير للوضعية الجوية الاستثنائية التي سادت اغلب المناطق، اكد مهندس مختص في الرصد الجوي ل«التونسية» ان الاسباب «راجعة لتواجد تيارات جنوبية غربية على مختلف مستويات الغلاف الجوي التي قد تتسبّب، في عواصف رملية، خاصة في الجنوب الغربي، وهي وضعية جوية عادية، باعتبار أن شهر ماي تكثر فيه الرياح الرملية في المناطق الجنوبية، وفي بعض الأحيان الوضعية الجوية تكون ملائمة لصعود تلك الرياح حتى إلى المناطق الساحلية، بينما تساقط الأمطار سوف يسمح بتنظيف الغلاف الجوي، إلا أن القطرات الأولى سوف تكون محملة بحبيبات الرمال. «رياح عاتية بأغلب المناطق» من جانبه أكد المعهد الوطني للرصد الجوي أن الوضع الجوي تميّز كامل ليلة البارحة بهبوب رياح من القطاع الغربي قوية تتراوح سرعتها بين 50 و70 كلم/س وتتجاوز 100 كلم/س قرب السواحل وبظهور سحب رعدية ساهمت في ظهور دواوير رملية بالجنوب ومحليا بالوسط والشمال مما أدّى إلى انخفاض الرؤية. ومن المفروض أن تكون سرعة هذه الرياح داخل البلاد قد تقلّصت بداية من ليلة البارحة. «100 كلم في الساعة» وفي ذات السياق، قال المهندس أول بالمعهد الوطني للرصد الجوي «عبد الرزاق الرحال» ان سرعة العاصفة الرملية التي ضربت صباح أمس الجنوب التونسي قد وصلت الى 100 كلم في الساعة، مؤكدا ان هذه العاصفة اتجهت نحو الجنوب التونسي مما تسبب في سحب رعدية كثيفة.