في الوقت الذي يتجه اهتمام الأسر التونسية نحو امتحانات الثلاثي الأخير طرح عدد من أولياء تلامذة المدرسة الإعدادية بالمنزه السادس في اتصال ب«التونسية» اشكالية كبرى تكاد تكون مطروحة في كل مؤسسات التعليم الثانوي وهي تسريح التلاميذ خارج أسوار الاعداديات خلال ساعات الفراغ ممّا يجعلهم عرضة لكل أشكال الانحراف أو الاستقطاب المتربص بهم خارج المؤسسة التعليمة. الأولياء الذين استنكروا تواجد أبنائهم في تلك السن الحرجة (بين 12 و15 سنة) في الشارع عوض الزامهم بالمكوث في الاعدادية قالوا إن إدارة الإعدادية برّرت هذا التصرف بعدم توفر القاعات والإطار البشري للإحاطة بالتلاميذ خارج أوقات الدراسة. كما عبروا عن قلقهم من إمكانية استهداف أبنائهم من قبل شبكات ترويج المخدرات التي تنشط قرب المعاهد وكذلك من قبل التيارات المتشددة التي قد تزج بهم في متاهات التعصب الديني... والحال أنه كان بالإمكان تفادي كل هذه المخاطر بالعودة إلى النظام المعمول به سابقا والإبقاء على التلاميذ داخل أسوار المؤسسة التربوية خلال ساعات الفراغ مع استغلال هذه الأوقات للمراجعة أو الأنشطة داخل النوادي . وفي سياق متصل قال الأولياء أن هذه الفترة من السنة تشهد عادة انفلاتا في انضباط بعض الأساتذة وهو ما يضطر الاطار التربوي إلى اخراج التلاميذ من قاعة الدرس كنوع من أنواع العقاب والحال أن التلاميذ أصبحوا يأخذون هذا العقاب على محمل الهزل ويستغلونه لاستفزاز الأساتذة حتى يتولوا طردهم وتسريحهم إلى الشارع ضمن مجموعات . أولياء تلاميذ اعدادية المنزه السادس وان عبروا على خوفهم على أبنائهم من مخاطر الشارع خاصة أنه يسهل توجيه وغسل أدمغة التلاميذ في مثل هذه المرحلة التي تتكون فيها شخصية المراهق فإنهم أكدوا على ضرورة أخذ كل المؤسسات التربوية والوزارة هذه المسائل على محمل الجد وذلك بتسخير كل الوسائل اللوجستية والبشرية لتأمين حسن سير الدروس والفترة المقضاة بالمؤسسات التربوية والتصدّي لكل أنواع المخاطر التي يمكن أن تتهدد الناشئة .