ستوكهولم (وكالات) انخفض مستوى أعمال العنف والشغب التي شهدتها ضواحي العاصمة السويدية على مدى أسبوع كامل فيما يخشى المسؤولون من امتدادها الى مناطق أخرى حيث تشير التقديرات الى أن تلك الأحداث الدامية التي بدأت في حي «هسباي» بستوكهولم عقب قتل الشرطة لمهاجر برتغالي بالرصاص لم تعد مجرد ردة فعل على ما اعتبرته جاليات المهاجرين في الحي عنصرية، بل أصبحت تعبيرا عن غضب وتململ بين أوساط المهاجرين واللاجئين الذين يواجهون تغييرا في سياسات الرفاه الاجتماعي التي تمتعوا بها من قبل في السويد. وحسب منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي فإن السويد تشهد أسرع نمو لعدم المساواة في المجتمع بين الدول المتقدمة في العقد الأخير. وتبرر المنظمة ذلك بخفض مخصصات الضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية لسد الفجوة في المالية الحكومية الناجمة عن خفض الضرائب. يقول الدكتور جمال عبد الجواد، الذي يعمل ويعيش في السويد منذ سنوات طويلة وهو طبيب سويدي من أصل مصري: «بدأ في الآونة الأخيرة تضييق الخناق على الناس خاصة الأجانب، ولم تعد السويد كما يسمع عنها الناس: ما إن تأتي يتوفر لك كل شئ. فالإعانات الإجتماعية لم تعد سهلة وتزداد الشروط للحصول عليها. وهناك اتجاه لأن لا تصرف الإعانات والضمان ماليا بل عينيا عن طريق قصاصات للسكن والأكل». ويفسر البعض الاضطرابات الأخيرة على أنها نتاج للوضع الاقتصادي العام للسويد، لكنها تظل من بين أفضل الدول الأوروبية من حيث شبكة الأمان الاجتماعي للسكان. مع ذلك، وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن نسبة البطالة بين سكان حي هسباي بالعاصمة ستوكهولم من الفئة العمرية 25 55 تصل إلى 10 بالمائة، بينما النسبة في ستوكهولم كلها لا تتجاوز 3.5 بالمائة. وعلى مدى السنوات العشر الأخيرة، رحل أكثر من ثلث السويديين البالغ عددهم 2500 من حي هسباي، ولم يبق إلا القليل منهم بينما الأغلبية من المهاجرين، وربما هذا ما أدى إلى ما يوصف الآن في الإعلام السويدي بأنه «عقلية الغيتو». و اليوم وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها منطقة «الأورو» أثيرت مخاوف من أن تتحول السويد البلد الأوروبي الأكثر سهولة من حيث اجراءات الهجرة والموصوف بأنه «جنة المهاجرين», الى جنة تأكلها نيران العنف وأعمال التخريب خاصة مع امتداد اعمال الشغب من حي «هسباي» الى مناطق أخرى وقد دخلت «انتفاضة» الضواحي يومها السابع مخلفة خسائر مادية بعد حرق المتظاهرين لمئات السيارات واضرام النيران في عدد من المنشآت والمرافق العامة.