التعاون التونسي الليبي ينتظر تفعيل الاتفاقيات القذافي يعاقب الليبيين حيّا وميّتا ولا مكان ل "القاعدة" في بلادنا «الشعبان التونسي والليبي محتاجان لبعضهما البعض». هكذا وصف مختار سالم دريره القائم بأعمال السفارة الليبية في تونس العلاقات التونسية - الليبية داعيا السياسيين ورجال الأعمال في البلدين الى تفعيل الاتفاقيات دون تحفظ والتعاون بأكثر جدية. وقال دريره في حديث ل «التونسية» أن هناك العديد من الاتفاقيات ومحاضر التعاون في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو الزراعية أو الثقافية بين البلدين لكنها بقيت حبرا على ورق داعيا التونسيين الى التوجه الى ليبيا للعمل بها قائلا « تجمعنا علاقات مصاهرة وجوار ...لا ننسى فضل تونس في احتضانها حركة الجهاد وضد المستعمر الايطالي وتونس كانت حاضنة لكل من ينشد الحرية». وأضاف القائم بأعمال السفارة الليبية أن «التونسي أولى من الإفريقي والبنغالي والأسيوي ونحن نرحب باليد العاملة التونسية في كافة المجالات ولكن على أرض الواقع التعاون بين البلدين بعيد عن هذه الاتفاقيات ، ما أتمناه هو تفعيل هذه الاتفاقيات لأنّ التنفيذ متعثر من زمان وكان ينبغي التعاون». واعتبر دريره أن «ليبيا مجال حيوي مهم لتونس وتونس مجال حيوي مهم لليبيا» مؤكدا أن «مشاكل البطالة في تونس لن تحل إلا عبر ليبيا ومن العيب جدا وجود يد عاملة أجنبية (بنغلاديش وإفريقيا ) ولا نجد العامل التونسي في ليبيا..الاسياويون والأفارقة يعملون في كافة القطاعات بليبيا في حين يعاني التونسي من البطالة. أيهما أولى ابن عمي وجاري أم الأجنبي؟». وندد دريره بهجرة الشباب التونسي غير الشرعية الى الدول الغربية قائلا «التونسي يشترك مع الليبي في اللغة والدين والثقافة والدم وهناك ترابط تاريخي وثقافي وهو أقرب إلى الليبي من غيره فلماذا يخاطر التونسيون بالذهاب الى أوروبا في حين أن السوق الليبية مفتوحة لهم ...ليبيا هي الحل الوحيد لمشاكل البطالة في تونس». واستغرب دريره غياب تونس ومصر في المشاركة بمعرض طرابلس الدولي للبناء حيث شاركت فيه دول أوروبية وأمريكية قائلا تتهاتف الشركات الالمانية والاسبانية والايطالية والفرنسية على أكبر معرض للبناء لكن الشريكين التونسي والمصري غائبان». ودعا دريره المسؤولين في البلدين الى تفعيل اتفاقية التعاون والشراكة دون تحفظ لكنه استبعد وجود مشكلة سياسية وراء تعثر تفعيل هذه الاتفاقيات قائلا «هناك ارادة سياسية للتعاون ولكن للاسف الشديد هناك مسعى تونسي لإرضاء فرنسا في التعاون الاقتصادي والمتوسطي مقابل سعي ليبي الى توطيد العلاقات التجارية مع بريطانيا وفرنسا وغيرهما وكان الأولى بهما تعزيز التعاون وتفعيل الاتفاقيات» مضيفا ان السياسيين في البلدين صادقون في التعاون لكن هناك غيابا للمتابعة والتفعيل نافيا ان يكون الوضع الامني سببا أو عائقا أمام التعاون وتنفيذ الاتفاقيات. وحول مشروع المنطقة الحرة في رأس جدير، قال دريره أن الاتفاق موقع منذ زمن لكن المشكلة تبقى دائما في التفعيل فالجانب الليبي لديه رغبة كبيرة في تنفيذ هذا الاتفاق لانه سيعود بالنفع على الجانبين ويحل مشكلة المناطق المهمشة من الجانبين لكنه استدرك قائلا «اتمنى لو يباشروا حتى في تنفيذ اتفاقيات بسيطة في مجالات التربية والثقافة (توأمة)». وتطرق دريره الى المشاكل التي تواجه الليبيين في تونس مشيرا الى أن السلطات التونسية تعرقل المواطنين الليبيين القادمين من أوروبا في بواخر عبر تونس متسائلا عن سبب هذه المضايقات قائلا « لماذا تعرقل السلطات التونسية مرور السيارات الليبية القادمة بحريا من أوروبا عبر التراب التونسي بتعلة أن عمر السيارة فوق الخمس سنوات معتبرا أن هذه المسألة تهم السلطات الليبية مؤكدا أن أغلب المواطنين الليبيين يشتكون من هذه التصرفات والإجراءات المتشددة. وعن مخاوف التونسي من الوضع الأمني بليبيا، قال القائم بأعمال السفارة الليبية ان الأوضاع في ليبيا مستقرة وان التصرفات التي تحدث من حين الى آخر تصرفات فردية محدودة لا تحسب على الدولة مؤكدا أن ليبيا الآن تتمتع بالأمن قائلا «نحن نرحب دائما باخوتنا التونسيين والسوق الليبية مفتوحة لهم». ونفى مختار سالم دريره التقارير الاوروبية حول الوضع الامني في ليبيا مؤكدا أن هذه التقارير تدخل في باب التضخيم والتهويل وانها صنيعة الخيال الأمني والهاجس لدى الإعلام الغربي معتبرا أن ليبيا تتمتع بالأمن موضحا أن ما يحدث من انفلاتات أمنية وغيرها «هي نتاج تراكمات 42 عاما من الظلم وهذه الاعتداءات من حين الى آخر طبيعية لأن الخروج من المستنقع يتطلب وقتا ..والقذافي يعاقب الليبيين حيا وميتا». وعن اتباع القذافي المقيمين بتونس، قال دريره انه « يمكنهم العودة الى ليبيا وسنوفر لهم ضمانات قضائية ومن يثبت تورطه او تلوثت يداه بدماء الليبيين يحاسب والقانون يكفل له حقوقه». مؤكدا ان «قانون العزل السياسي صدر وسيأخذ فترة زمنية للتنفيذ وكل السياسيين راضون به ولا يمثل مشكلة.» وكذب دريره التقارير الاعلامية التي تتحدث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية بليبيا لمنفذي الهجوم على السفارة الأمريكية واغتيال القنصل الامريكي، قائلا إن قرار الحرب ليس سهلا وان كل ما يقال في هذا الموضوع هو مجرد دعاية إعلامية ومجرد أكاذيب افتعلها الإعلام الغربي المقصود بها تشويه ليبيا، و نفى دريره ايضا استيلاء «القاعدة» على جزء من ليبيا مؤكدا أن السيادة الليبية تحت سيطرة السلطات الليبية ولا مكان ل «القاعدة» في ليبيا الجديدة. وتحدث دريره بكثير من التأثر عن علاقة الصداقة التي كانت تجمعه بالسفير الأمريكي الذي قتل اثر الهجوم على السفارة الأمريكية في ليبيا قائلا « السفير الامريكي كان محبا للحياة في ليبيا يجلس في المقاهي الشعبية ويتناول الأكلات الليبية...لقد تأسفت كثيرا على مقتله والسلطات الليبية منزعجة جدا من هذا الاعتداء».