اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    فاطمة المسدي: ''هناك مخطط ..وتجار يتمعشوا من الإتجار في أفارقة جنوب الصحراء''    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    توقّف نشاط بطاحات جزيرة جربة والاقتصار على رحلة واحدة لتأمين عودة التلاميذ    هذه الولاية الأمريكيّة تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة!    جبل الجلود: الإطاحة بمروج مخدرات بمحيط المؤسسات التربوية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    الكاف: ظهور الجليد الربيعي اضرّ بالأشجار المثمرة في بعض المناطق    خلال 24 ساعة فقط.. وفاة 21 شخصًا    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    قرار قضائي بتجميد أموال شركة بيكيه لهذا السبب    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    حرفاء يصعدون الميترو عبر فتحة البلّور: شركة نقل تونس توضّح    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    كانت متّجهة من العاصمة الى هذه الجهة: حجز مبلغ مالي على متن سيارة اجنبية    اليوم النظر في شرعية القائمات الثلاث المترشحة لإنتخابات جامعة كرة القدم    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواصل التحضيرات بجنوب إفريقيا    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة بقطاع غزة..    تحول جذري في حياة أثقل رجل في العالم    الاتحاد الأوروبي يمنح هؤلاء ''فيزا شنغن'' عند أول طلب    جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة    باجة: وفاة كهل في حادث مرور    اختناق عائلة متكونة من 6 أفراد بغاز المنزلي..    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    التمديد في مدة ايقاف وديع الجريء    توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة التشغيل وبرامج ابتكار الأعمال النرويجي    %39 زيادة رصيد الخزينة العامة.. دعم مكثف للموارد الذاتية    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    لطفي الرياحي: "الحل الغاء شراء أضاحي العيد.."    الحماية المدنية: 21 حالة وفاة و513 إصابة خلال 24 ساعة.    أمام وزارة التربية: معلمون نواب يحتجون حاليا ويطالبون بالتسوية العاجلة لوضعيتهم.    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    بطولة كرة السلة: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الأخيرة لمرحلة البلاي أوف    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الطقس اليوم: أمطار رعديّة اليوم الأربعاء..    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    الاتحاد الجزائري يصدر بيانا رسميا بشأن مباراة نهضة بركان    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    الألعاب الأولمبية في باريس: برنامج ترويجي للسياحة بمناسبة المشاركة التونسية    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    توزر.. يوم مفتوح احتفاء باليوم العالمي للكتاب    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعوب العربية والثورة الليبية: «حماسة، تردّد، برود فجمود... لماذا؟
نشر في الشروق يوم 03 - 06 - 2011

٭ تونس «الشروق»:
برود... تردّد.... حيرة... صمت... كلها مفردات تصلح لوصف الحالة التي اتسم بها موقف الشعوب العربية حيال ما يجري في ليبيا... موقف سرعان ما «انطفأت» فيه تلك الحماسة والنشوة التي غمرت الشارع العربي مع «انفجار» الثورة الليبية... هذه الثورة التي رافق بدايتها تأبيد شعبي واسع اهتزّ على وقع دعوات الثوار الليبيين الى إسقاط نظام القذافي لكن هذه التحرّكات السلمية دخلت اثر ذلك انعطافات أخرى انتهت بوضع الملف الليبي في فخ التدويل...
... وهذه المتغيّرات انعكست بصورة جلية على موقف الشعوب العربية مما يجري... حيث فترت تلك الحماسة وبدا الشارع العربي وكأنه غير مدرك وغير فاهم أصلا لما يحصل في ليبيا...والواضح هنا ان دخول «الأطلسي» على خط الأزمة الليبية أدى الى التباس موقف الشارع الذي وجد نفسه أمام معادلة مقيتة وبين خيارين أحلاهما مرّ... إما مباركة الثورة الليبية ومعنى ذلك مباركة اي تحرّك دولي... يدعم هذه الثورة بما في ذلك تدخل الأطلسي الذي أصبح يقدّم نفسه بمرور الوقت على أنه «قائد» الثورة الليبية... وإما معارضة التدخل الدولي ومعنى ذلك انك تقف في الخندق المناوئ للثورة... وسط هذا المشهد ازدادت الصورة ضبابية... وارتبكت ذهنية المواطن العربي البسيط وضاعت «بوصلته» التي ساهمت بعض الفضائيات العربية في التشويش عليها من خلال ما تبثّه من مادة إعلامية حول جرائم القذافي وممارساته الفظيعة وتتناسى في الوقت نفسه ما يرتكبه الأطلسي من جرائم لا تقل فظاعة بحقّ المدنيين الليبيين... قد يكون هذا سببا مهمّا يرى مراقبون كثر أنه وراء حالة «البرود» التي اتسمت بها مواقف الشعوب العربية إزاء ليبيا لكن قد تكون الاوضاع الداخلية لمختلف البلدان العربية في مثل هذا الظرف من بين العوامل التي «فرملت» إلى حد ما المدّ الشعبي الثوري بين ليبيا ودول أخرى..
«الشروق» تبحث في هذا العدد الجديد من الملف السياسي في هذه الأسباب والمبررات من خلال لقاءات مع عدد من الشخصيات العربية..
منسّق هيئة التعبئة الشعبية العربية: العبث العربي وراء الأزمة الليبية
تونس (الشروق) :
وصف الاستاذ عبد العظيم المغربي، المنسّق العام لهيئة التعبئة الشعبية العربية ونائب رئيس اتحاد المحامين العرب في لقاء مع «الشروق» الموقف العربي تجاه المحنة الليبية ب«العبث» مؤكدا ان الجامعة العربية مورطة في هذه المأساة الاستاذ عبد العظيم المغربي حذّر في هذا الصدد من أن التدخل الخارجي في ليبيا تحركه مصالح استعمارية لا اعتبارات انسانية.
وفي ما يلي هذا الحوار :
كيف ترصد أستاذ الموقف العربي من الأزمة الليبية... على مستوى النظام وعلى مستوى الرأي العام.. ثم لم تحرّك هذه الازمة سواكن الشعوب بالشكل الذي لاحظناه في أزمات أخرى سابقة لا تقل خطورة؟
الانهيار المتزايد الذي أصاب النظام الرسمي العربي انعكس على الجامعة العربية في الوقت الذي كان فيه من المفروض في القانون الدولي أن المنظمات الاقليمية هي الموكول اليها مواجهة الازمات التي تحدث في الدول المنضمة اليها ومعالجتها... فإذا عجزت تلجأ بعد ذلك الى الأمم المتحدة لكنها بدلا من أن تؤدي هذا الدور لاحظنا أن الجامعة العربية فاجأتنا بقرار طلب مجلس الأمن التدخل العسكري بتحايل أصبح مألوفا في العمل الدولي بعد سيادة أساليب النصب والاحتيال والعدوان على الشرعية الدولية ومواثيقها من طرف الولايات المتحدة اثر هيمنتها على القرار الدولي بعد نهاية الحرب الباردة في أوائل العقد الاخير من القرن الماضي وأصبح الكونغرس الامريكي بديلا لهيمنة الأمم المتحدة وأصبح مجلس الامن الدولي هو مجلس الامن القومي الأمريكي... وعليه في مثل هذه الظروف وفي الحالة التي نحن بصددها كان ينبغي على الجامعة العربية ان تشكّل لجنة لتقصي الحقائق وللتدخل السلمي من أجل حل النزاع بين أطرافه في ليبيا لكنها في الواقع لم تفعل شيئا من ذلك... فالشيء الغريب الجديد الذي مارسه مجلس التعاون الخليجي هو تقديم مبادرة للتدخل العسكري من قبل مجلس الامن في ليبيا... ومثل هذا الموقف المطابق لموقف الجامعة العربية في الشكل والمضمون يقطع بأن القرار لم يكن خليجيا أو عربيا بل كان قرارا أمريكيا.
إذا كان هذا جرى كما ذكرتم نتاج العبث العربي.. فنحن أيضا ازاء عبث آخر دولي اتخذ من حماية المدنيين مطيّة.. لتحقيق «أهداف عدوانية»... سؤالي هنا... هل انطلت هذه اللعبة على الشعوب العربية التي وصل الامر ببعضها الى حد مباركة تدخل الأطلسي؟
العبث الدولي الذي مارسه مجلس الأمن ذاته الذي لم يحترم ميثاقه الذي يلزمه أولا إما بإرسال مبعوث خاص او بلجنة لتقصّي الحقائق او بلجنة للتحقيق والحل السلمي او بتوجيه انذار قبل ان يلجأ الى الخيار العسكري وإنما فاجأنا أيضا بقراره المعروف 1970 و1973 دون مقدمات بل الأغرب من ذلك أن القرار 1973 الذي خوّل لمجلس الأمن استخدام الأسلوب العسكري في فرض مظلة حظر جوي في ليبيا نفّذ مباشرة بعدوان عسكري أمريكي أطلسي دون ان تشكّل هذه القوة بقرار أممي لتؤدي عكس ما كلفت به حيث كان المقصود حماية المدنيين من الغارات الجوية التي يمارسها النظام الليبي ضد المدنيين فإذا بنا نجد القوات الاطلسية هي التي تقصف وتقتل المدنيين في ليبيا... هذا هو مجال العبث الذي دعمته حملة اعلامية لا سابق لها... وللأسف فقد شاركت في الحملة أجهزة اعلام عربية خرجت عن مضمون ما كان يأمله الشارع العربي... وقد أربك هذا الذهن العربي فعاد بالشلل على موقف الشارع العربي مما يحدث في ليبيا.
لكن أين دوركم في هيئة التعبئة الشعبية في هذا الصدد... لماذا فشلتم في مهمتكم هذه بتعبئة الشارع العربي ازاء ما يحدث من جرائم في ليبيا؟
لقد عقدنا اجتماعا طارئا وحذّرنا الجامعة العربية من مغبة اتخاذ قرار بتأييد التدخل الدولي في ليبيا وطالبناه بأن يضطلع بمهامه وفقا لنظامه الأساسي لكن رأينا هذا ذهب أدراج الرياح... الامر الآخر أننا إذ قرأنا المخطط الامبريالي الصهيوني منذ بداية العدوان فإننا أصدرنا بيانا أكّدنا فيه على الثوابت التالية.
1) حق الشعوب في تحقيق مطالبها المشروعة.
2) ان الحوار بين الحاكم والمحكوم من أجل الوصول الى حلول سلمية هو الأولى بالاتباع.
3) أنه في كل الحالات فإنه من المحظور بأي شكل من الأشكال السماح بالتدخل الخارجي أخذا في الاعتبار ان الغرب لم يكن ولن يكون في يوم من الأيام صديقا ولا محايدا... وانما هو محكوم بمصالحه التي تتلخص في نهب ثرواتنا والهيمنة على مقدراتنا واستلاب استقلالية قرارنا والحفاظ على الدولة السرطانية المزروعة في قلب أمتنا... وإدراكا منا لخطورة المخطط قمنا بمبادرة تتلخص في ما يلي:
1) نعرض على القائد معمر القذافي:
أن يعلن قبوله للوقف الفوري إطلاق النار.
الموافقة على أن تصبح ليبيا دولة مدنية عصرية بدستورها ورئيسها وبرلمانها وحكومتها وأحزبها ومؤسسات مجتمعها المدني.
أن يصدر بذلك قرار من المؤتمر الشعبي العام.
في حال الموافقة على هذه المبادرة فإن هيئة التعبئة الشعبية مستعدة لإرسال وفد لكي يتقدم للقذافي بهذه المبادرة.
أنت أثرت أستاذ عبد العظيم هنا البعد السياسي في حلّ الازمة الليبية لكن استراتيجيا ألا ترى أن ما يحدث ينطوي على مخاطر محدقة بوحدة ليبيا؟
نحن ننظر اليوم الى ليبيا على أنها معرضة بأن يجري فيها ما حصل في العراق خاصة بعد أن أصبحت قوات الأطلسي على الحدود الغربية للثورة المصرية... وهو ما نرى أنه يستهدف قطع التواصل بين الثورتين المصرية والتونسية عبر الجسر الليبي.
إعلامي وباحث عربي:
وسائل إعلام مورّطة في «التحريض» وفي مغالطة الرأي العام
تونس الشروق :
اعتبر الأستاذ عدنان برجي، الإعلامي اللبناني البارز ومدير مركز الدراسات ببيروت في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف أن بعض وسائل الإعلام العربية ساهمت بقسط كبير في التباس الصورة في ذهن المواطن العربي.
الأستاذ عدنان برجي أكّد في هذا الصدد أن التردّد الشعبي العربي في مناصرة ليبيا غير مبرّر على الاطلاق معربا عن أمله في تحرك شعبي واسع لمواجهة ما تتعرّض له ليبيا منذ أشهر.
وفي ما يلي هذا الحوار..
كيف تقيّم أستاذ عدنان الاهتمام الشعبي العربي حيال الأزمة الليبية... الى أي مدى ارتقى هذا الاهتمام الى حجم ما يحدث في ليبيا برأيك؟
بداية، هناك ثورتان شكلتا محورا أساسيا في تقييم الانسان لمدى نجاح الثورة العربية... المقصود هنا الثورة المصرية والتونسية... هاتان الثورتان حدّدتا معايير الثورة في الوطن العربي حيث تبيّن أنه لا يمكن لثورة أن تنجح ما لم تتمتع بوحدة وطنية شعبية واسعة بمعنىأنها تحتوي غالبية الشعب.
المعيار الثاني هنا أن سلمية الثورة تبقى أمرا أساسيا... ودون سلمية الثورة تتحوّل الثورة الى فوضى تفتح المجال أمام دخول الخارج على خطّها... المعيار الثالث هو أن تتقوى الثورة بشعبها وليس بالخارج... بمعنى أنه على الثورة أن ترفض أي تدخل خارجي في شؤونها... هذا في الحقيقة ما حصل في تونس وأيضا في مصر... وبالتالي أدّى ذلك الى نجاح هذه الثورة على الأقل في المرحلة الاولى أما في حالة ليبيا فإنه منذ اليوم الأول لبدء الحراك الشعبي ارتفعت الأصوات بدخول الاجنبي على الخط ساندها إعلام يخدم الاطلسي في مخططاته... ويبدو أن هذا الاعلام كان يتحيّن الفرص للاصطياد في الماء العكر...
الشعب العربي لا يريد القذافي... لذلك حين ذهب الثوار الى ملعب القذافي باستخدامهم القوّة من جهة وبطلب العامل الخارجي من جهة ثانية وقع ما لا يحمد عقباه... وكان ذلك ذريعة لكي يدخل الاطلسي لتقسيم كيان بدل انهاء نظام فليبيا اليوم مهدّدة بالتقسيم والاستباحة وربما كان ما جرى في ليبيا يهدف الى تطويق ثورتي تونس ومصر لأن الانفلات الأمني والتدخل الخارجي الذي يتمدّد من الأرض والجو يوما بعد يوم لا يستهدف فقط ليبيا بل أيضا تونس ومصر وكل دول افريقيا... وأوباما كان واضحا حين قال ان الشرق الاوسط وشمال افريقيا أمريكا معنية بالوجود فيهما وليس فقط في تحقيق مصالحها هناك... هذا السبب دفع الشعب العربي رغم تحذيراته الكثيرة منذ البداية الى مخاطر استغلال أي حراك شعبي عربي.
... الشعب متألم لما يجري في ليبيا لكنه في نفس الوقت يشعر أنه فاقد لزمام المبادرة.
لكن ما تشهده دول المنطقة من ثورات شعبية يفترض أنه أعاد الى الشعوب القدرة على الامساك بالمبادرة وليس العكس وأنه وفّر «زخما» هائلا للمد الشعبي بين مختلف هذه الدول... وهذا ما لاحظناه حتى في بداية الثورة الليبية لكن مع دخول «الأطلسي» على الخط حصلت هذه الانكفاءة... ألا ترى أن المشكل يكمن هنا بالذات؟
ما يجري في ليبيا يجري في وقت تشهد فيه أحداث في العالم العربي... وانهماك الشعوب العربية في قضاياها الداخلية فرمل التحركات الشعبية الواسعة... كذلك حين يلتقي الهم الوطني والهم القومي عادة ما ينحاز الناس الى الهم الوطني... في مصر صحيح ان الشعب تحرر... لكن لا تزال هناك تحديات... في تونس كذلك هناك تحديات وانتظارات الاستحقاقات الجارية... لكن مع ذلك فإن هذا الامر ليس مبرّرا كافيا لعدم التحرّك الشعبي العربي ازاء ما يحدث في ليبيا... فنحن اليوم نطمح الى أن يتحرّك الشعب العربي بكل أطيافه لمواجهة الهجمة العدوانية على ليبيا.
تحدثت أستاذ هنا عن الاعتبارات السياسية والمجتمعية والوجدانية لكن ألا ترى في هذه الحالة أن هناك عنصرا آخر لا يمكن اغفاله عند الحديث عن هذا الموضوع... أقصد هنا الجانب الاعلامي؟
في الجانب الاعلامي واضح أن بعض وسائل الاعلام هي جزء من مخطط يستهدف سرقة الثورات العربية وصرفها عن مسارها الطبيعي... وهذا ما وقع من خلال تحريض بعض القنوات على ما يجري في بلدان عربية معيّنة وتعتيم على ما يجري في بلاد عربية أخرى... أعتقد أن الدور الاساسي للاعلام العربي في هذه المرحلة أن يقف مع الاصلاح في الوطن العربي... ومع التغيير الذي يحفظ وحدة كل كيان عربي ويؤدي في نفس الوقت الى تعزيز المشاركة الاجتماعية أما أن يكون الاعلام أداة بيد الخارج لتنفيذ مخططاته بما يعمّق العصبيات الطائفية وبما يثير الفتن داخل كل مجتمع عربي فذلك هو ما يريده مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يستهدف تقسيم ما لا يقلّ عن 7 دول عربية... وحتى الآن نجح في تقسيم السودان ويكاد ينجح في تقسيم ليبيا ويهدد اليمن ويثير النعرات في سوريا... وهو الذي كان قد وضع لبنان في دائرة التقسيم باسم الفدرالية في العراق من خلال دستور بريمر الذي منع قيام دولة مركزية في العراق... إذ أن بعض الاعلام العربي هو في خدمة المستعمر الخارجي وليس فقط ضد المستبد الداخلي... وللاسف فإن بعض القنوات حاولت خلال السنوات الماضية أن تعطي لنفسها مصداقية معينة حتى تستطيع لعب الدور المرسوم لها حين يأتي وقت تنفيذ مخططات التقسيم للاقطار العربية...
لكن هذا الدور المتواطئ لم «تتورّط» فيه فقط بعض وسائل الاعلام العربية... هناك أيضا الجامعة العربية التي يوجه إليها كثيرون «التهمة ذاتها»...فكيف تقيّم أداء الجامعة في التعاطي مع هذا الملف؟
الجامعة العربية هي انعكاس للنظام العربي... وهي امتداد للأنظمة التي كانت قائمة في الوطن العربي قبل قيام الثورات... وهذه الجامعة كانت منحازة الى دول الاعتدال العربي التي تسير في الفلك الامريكي... لذلك كان مستغربا أن يقف الأمين العام للجامعة العربية ويطالب بالتدخل الاجنبي في ليبيا... وهذا ليس له مبرّر على الاطلاق... لكن دعني أقول لك بأن هناك اليوم آمالا بعد الثورات الشعبية التي حصلت، بأن تتغيّر الأمور لكن في جميع الأحوال ينبغي على الشعوب العربية أن تلتفت الى قضاياها القومية.
التونسيون و«المحنة الليبية» : بين مطرقة آلة الحرب «القذافية» وسندان المخططات «الأطلسية»
٭ تونس «الشروق» أمين بن مسعود :
لم يستمر وهج التأييد الشعبي في تونس للثورة الليبية طويلا , ذلك أن زخم التأييد والتنويه والمناصرة تلاشى شيئا فشيئا بالتوازي مع تعقد الحالة الليبية ودخولها في خندق المواجهة المسلحة التي أفضت إلى دخول الأجنبي على الخط وتدويل الملف الليبي برمته .
لم يستمر حجم المباركة والإشادة بذات الحجم الذي استقبلت به جموع التونسيين اندلاع الشرارة الأولى لهبة شعبية كانت إذانا بالقطع مع عقود من الانغلاق والفساد والدكتاتورية وعنوانا لانعتاق من ربقة الاستبداد وامتدادا لانتفاضات شعبية أثبتت أنها أقوى من رصاص الأمن وسلاح الداخلية وبارود ميليشيات وعصابات الأنظمة المتهاوية .
ومع سرعة وتيرة الأحداث المتتالية في القطر الليبي وانفتاحها على أكثر من سيناريو وطريق ,ومع تمسك كل طرف ليبي بإسقاط الاخر وتشبث كل جهة بشرط إخراج الاخر من الخارطة الليبية و«كنسه» من الحاضر والمستقبل الليبيين , ومع تحول موقف الغرب من الإدانة إلى العقاب ومنه إلى فرض حصار جوي على ليبيا مكنه من شن حرب ضروس على البلاد استعملت فيها كافة الأسلحة ومع ظهور الانعكاسات السلبية تترا على تونس بدأ الانجذاب نحو الثورة الليبية يفتر شيئا فشيئا ويقل نسبيا لا سيما وقد تكون هذه من دروس التاريخ المؤلمة أن «المحنة» الليبية دعتنا من حيث لا ندري إلى استحضار المشهد العراقي ونهاياته المؤلمة .
الوضع في ليبيا أثّر وسيؤثّر على تونس سلبا أكثر من ليبيا , هكذا بدأ السيد محمد ( موظف ) حديثه إلى «الشروق» معتبرا أنه ستفتح علينا مشاكل عديدة تبدأ من الأمن والإرهاب ولا تنتهي عند الاقتصاد الذي يشكل عمق العلاقات الثنائية بين تونس وليبيا لا سيما وأن حجم المبادلات التجارية بين القطرين كبير جدا .
محمد يرى أن الأزمة الليبية لن تحل إلا بسقوط العقيد معمر القذافي قائلا : ليس من المعقول أن يبقى رئيس في سدة الحكم 40 سنة وأن يوهم شعبه بأنه الخيار الوحيد وأن بعده الطوفان , ويؤكد « محمد» أنه ضد التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية ولكن للضرورة أحكام طالما أن القذافي رفض قبول قرار الغالبية من شعبه .
ذات التوجس من التدخل الخارجي ,وجدناه لدى السيد «فوزي» مدير فني الذي أكد أن الغرب يريد من العالم العربي أن يبقى دائما تحت إمرته متوسلا منه القروض والإعانات فالأطلسي لا يفكر فينا ولا بمشاكلنا وقضايانا أو حتى مطالبنا والذي دفع بالغرب لضرب القذافي متمثلا حسب رأي فوزي في شطب الديون التي قدمها النظام الليبي لهذه البلدان .
وأشار محدثنا إلى أن ليبيا دولة غنية جدا وتستطيع بالتأكيد تجاوز الأزمة على كافة المستويات في حالة ما اختار العقيد التنحي عن كرسي السلطة مؤكدا أن الحرب على وشك النهاية .
من جهته , رأى «منذر» موظف في مكتبة خاصة أن ما يجري حاليا في ليبيا كارثة كبرى ستكون لها تداعيات سلبية جدا على تونس خاصّة وعلى العلاقات التونسية الليبية عامّة معتبرا أن الأطلسي تدخل على الخط في المحنة الليبية من أجل الموارد النفطية والطاقية الموجودة في ليبيا وفي سبيل أيضا الحيلولة دون نجاح الثورتين التونسية والمصرية فأن يكون موجودا بين هاتين الدولتين يمكنه من قدرة على الرصد والتجسس والاطلاع على كافة المستجدات في تونس ومصر .
وتطرق «منذر» إلى حمام الدم في ليبيا قائلا إن القذافي ارتكب ما يعجز عنه اللسان عن وصفه ولذا فإن الحل يكمن في سقوطه او في إسقاطه وكلاهما يعنيان حتمية المغادرة .
ذات الموقف ,أعلنه السيد نبيل «بائع» مشيرا إلى أن دخول الأطلسي على الخط « شرّ لا بد منه» مع حاكم يعرض شعبه للقتل والتنكيل ويرى في نفسه «ملك الملوك» ومضيفا أن النظام الليبي لم ينجح طيلة 40 سنة حسب نبيل في الرقي بحياة الليبيين وتحقيق مطامحهم على كافة المستويات.
وأضاف ان القذافي محاصر حاليا فهو دون موارد مالية أو تموينية والقبائل بدات تنفض عنه تدريجيا وحتى كبار ضباطه اختاروا الانشقاق عنه ... وهي نهاية كل طاغية .
وبالرغم من المسافة النسبية التي أخذها عدد من التونسيين وفي مقدمتهم القوميين من الأحداث في ليبيا بعد تدخل الاطلسي فإن المدّ الشعبي بين البلدين ازداد رسوخا وعمقا بمرور ايام المحنة الليبية الدامية وهو ما تجسّم خصوصا في استمرار احتضان التونسيين لأشقائهم الليبيين الهاربين من نيران «الأطلسي» وبطش القذافي على حدّ سواء.
الأستاذ منصف ونّاس: «عدم الفهم» و«الانشغال الداخلي» وراء «البرود» تجاه ما يجري في ليبيا
تونس «الشروق»:
شرح السيد منصف ونّاس، الأستاذ الجامعي والباحث بجامعة تونس في لقاء مع «الشروق» أسباب «البرود» الذي اتسمت به ردود الشارع العربي إزاء ما يجري في ليبيا معتبرا ان الأمر يعود الى الانشغال بالشأن المحلي وانتظار لنجاح الثورة في المجتمعات العربية لكنه لم يستبعد ايضا ان يكون «عدم الفهم» أحد هذه الأسباب أيضا.
السيد منصف ونّاس الذي في رصيده عدد من المؤلفات حول المجتمع الليبي الراهن دعا الليبيين الى العمل على إنقاذ وطنهم مؤكدا أن الحاكم يمضي ولكن الوطن يبقى وأن الحاكم يزول ولكن الوطن لا يزول..
وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ بداية، كيف ترصدون ردة فعل الشارع العربي إزاء ما يحدث في ليبيا... ألا يوحي الأمر بأن هناك حالة من «البرود» في الموقف الشعبي حيال الأوضاع بهذا البلد؟
تعيش المجتمعات العربية اليوم حالة من الفرحة العارمة بنجاح الثورات وبانتظار بقية النجاحات... وهناك مجتمعات أخرى لم تعرف هذه الثورات... وهي تنتظر انفجار الاحتجاجات لتكون معيّنة...
إذن نحن إما إزاء حالة فرح بالنجاح مثل تونس ومصر وإما حالة ترقّب وانتظار... وهذا مفهوم وطبيعي... وأما إذا تحدّثنا عن تونس فثمّة فرحة عارمة بنجاح الثورة التونسية المجيدة... هي من الشنوة الجماعية وحالة من الحرص على انجاح بقية مراحل هذه الثورة وتحقيق بقية الانتقال الديمقراطي وهذا أمر طبيعي ومحمود الى أبعد الحدود فمن حق التونسيين الحرص على ثورتهم والعمل على نجاحها ونجاح كل مراحل الانتقال الديمقراطي القادمة.
ولكن يبدو لنا ان ثمة أيضا نوعا من عدم ادراك طبيعة الانتفاضة المسلحة في ليبيا ومدى علاقتها بالاوضاع الجيوستراتيجية في المنطقة العربية.
ولهذا يجدر بنا في هذا السياق بالذات أن نشير الى توجهين اثنين يساعدان في فهم الأزمة الليبية:
1 إما استعمال القوة في مواجهة الاحتجاجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو أمر مرفوض دون اي تردد أو مواربة.
فقد كان من الأجدر العمل بلا تردد لتلبية الاحتياجات والانتظارات بأسلوب سلمي وحضاري وديمقراطي.
2 وأما التوجه الثاني الذي يتوجب ان نشير اليه فهو يتمثل في القبول بالتدويل.
ولذلك يجب ان نكون صادقين مع أنفسنا حين نقول إن التدويل خطر فعلي على ليبيا خاصة إذا ما تأكدنا اليوم من وجود تنافس أمريكي فرنسي شرس على الثروات الليبية وعلى الهيمنة على مشروع إعادة إعمار ليبيا الذي نقدره بأكثر من 200 مليار دولار.
ولذلك لا يمكن فهم الازمة الليبية الراهنة دون وضعها في السياق الجيو استراتيجي العربي والدولي لأنه ثمة رغبة أمريكية فرنسية في عزل الثورات عن بعضها والتحكم في مآلاتها ونتائجها واستبعاد اي تأثير مباشر في واقع اسرائيل وأمنها.
٭ هل نفهم من كلامك هذا أستاذ أنك تفسّر الأمر على أنه «عدم فهم» لما يحدث في ليبيا؟
يبدو لي ان الأمر كذلك حيث لا أكاد ألمس في الخطاب السياسي والفكري لدى الأحزاب والجمعيات انتباها الى خطورة البعد الجيو استراتيجي في قراءة الازمة الليبية.
ولكن مهما اختلفت القراءات وتباينت المقاربات في الشأن الليبي وهذا أمر مشروع جدّا ولكن أتمنى أن لا نكتشف بعد فوات الأوان ان حماية المدنيين كانت مجرّد تعلة للسيطرة على ثروات ليبيا... وعلى سوق إعادة إعمارها الذي يغري الأمريكيين والفرنسيين على حد سواء..
وبناء عليه لا يجب ان نقف عند الاحتجاجات وهي ظاهرة مشروعة ومقبولة ولا يمكن إنكارها ولكن ثمة حاجة الى عدم إقصاء التفسيرات الاستراتيجية الدولية في فهم الازمة الليبية.
الآن وقد دخلت الأزمة الليبية شهرها الرابع من المواجهات وشهرها الثالث من القصف الأطلسي المكثف على البنية التحتية والمدنيين ثمة حاجة الى موقف ثالث يعدّل الموقفين السابقين.
وينبني هذا الموقف على رفض صريح ومباشر لقمع الاحتجاجات ولكن على رفض متكامل معه لعملية تدويل الازمة الليبية بكل ما يترتب عن ذلك.
وينبني الموقف الثالث على ضرورة قبول الاحتجاجات السلمية والحضارية ولكن أيضا على تفويت الفرصة على إعادة استعمار ليبيا حتى وإن كان استعمارا مباشرا ولا شك انه بعد انتهاء الحرب الأهلية سيقدّم الفرنسيون والأمريكيون فاتورة كلفة الحرب الأهلية التي لن تقل، في تقديرنا، عن 100 مليار دولار فيتكفل البترول الليبي على مدى 20 سنة بسدادها للطرفين المشار اليهما سابقا.
كما ينبني التصوّر الثالث على الدعوة الى ضرورة ان يأخذ الليبيون مصيرهم بأيديهم وأن يحيطوا ليبيا بكل حرص وعناية وأن يستحضروا روح واقعة القرضابية التي حصلت سنة 1915 حتى يفوّتوا الفرصة على سفك الدماء وعلى المتربصين بثروات ليبيا. فالتاريخ الحديث والمعاصر يعلمنا درسا مهما وهو انه لا يمكن إعطاء الأمريكيين أية ثقة فهم أحرص ما يكونون على مصالحهم الضيقة وأما الشعوب فهي تستخدم أداة للوصول الى المصالح ولا يمثل بالنسبة اليهم أية قيمة أخلاقية وسياسية فلا يعقل ان تعود ليبيا الى الاستعمار بعد 60 سنة من الاستقلال.
٭ لكن السؤال هنا أستاذ أنه إذا كنا في حالة ليبيا بصدد مخطط استعماري كما تفضلتم، لماذا لم نلحظ في المقابل مظاهرة واحدة منددة في الشارع العربي والاسلامي بما يحدث ولم نر جهة اعتبارية تدين هذا العمل؟
هناك انشغال بالشأن المحلي وانتظار لنجاح الثورة في كل مجتمع عربي..
والبرود يعود اساسا الى ان النخب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني منشغلة بالشأن المحلي ونجاح الثورة والشأن الانتخابي.
وهذا طبيعي مثل تونس التي لم تعرف انتخابات ديمقراطية على امتداد 55 سنة ولذلك هذه المسألة استحوذت على كل الاهتمام وشغلت كل القوى واحتكرت التركيز والتخطيط ولهذا تم تناسي الشأن الليبي ولا نكاد نلمس في تونس باستثناء بعض الأصوات التي تدين هذا الاعتداء الوحشي.
٭ إذن هو تناس للشأن الليبي وليس نسيانا؟
لا... هناك تناس واضح ولهذا أقول انه على القوى السياسية ان تعيد الاهتمام بالجارة ليبيا وأن تحاول ايجاد بعض الحلول لهذه الأزمة والعمل كل من موقعه من أجل ان تصل ليبيا الى حل سياسي وحضاري وفاقي يقدّم فيه طرفا الصراع تنازلات كبرى من أجل صيانة استقلال ليبيا وسيادتها.
ومن الضروري ايضا ان تعمل القوى السياسية في تونس على التنبه الى الاقصاء المتبادل بين طرفي المحنة في ليبيا.
فلدينا قناعة راسخة ان الرهان المستقبلي ينبني على حوار من أجل انقاذ ليبيا وصيانة استقلالها يجمع طرفي الصراع للخروج بحل وفاقي لذلك اختم بالقول ان الحاكم يمضي ولكن الوطن يبقى... الحاكم يزول ولكن الوطن لا يزول..
ولهذا من واجب كل الليبيين إنقاذ وطنهم من هذه المأساة الفادحة قد لا تلجأ الولايات المتحدة الى الاستعمار التقليدي من خلال الجيوش الجرّارة كما فعلت في العراق وأخطأت في ذلك خطأ فادحا كلفها ما كلفها من الخسائر البشرية ولكن لا شك لدي ان الولايات المتحدة وفرنسا ستعرضان على السلطة الجديدة فاتورة كلفة الحرب التي لن تقل عن 100 مليار يتم الوفاء بها من خلال عائدات البترول... أليست هذه الفاتورة شكلا من أشكال الاستعمار الجديد... الاستعمار المقنع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.