تحصلت الفنانة التشكيلية العصامية منى جماعة من نابل على اللمسة العصامية الاولى ومنوبية الحاج سعيد من المنستير على المرتبة الثانية وزهية الزيدي من المنستير كذلك على المرتبة الثالثة وعائشة دبيش من تونس على المرتبة الرابعة وآلت اللمسة العصامية الخامسة لالفة عفاس من صفاقس اثناء مشاركتهن في الدورة الثالثة عشرة للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات الذي احتضنه المركب الثقافي بالمنستير ايام 24 و25 و26 ماي الجاري بمشاركة 75 فنانة تشكيلية عصامية من مختلف ولايات الجمهورية ومشاركات من دول شقيقة وصديقة مثل المغرب والجزائر وفرنسا و اليابان وتيوان وبحضور العديد من الوجوه الاعلامية وفنانين تشكيليين وبحضور شرفي للفنان الشاب نور شيبة والممثلة القديرة كوثر بالحاج . روسبينا ملهمة المبدعين هذه الدورة كانت ناجحة بشهادة الجميع من المشاركات والحضور والفنانين المحترفين في الرسم والفن التشكيلي حيث تنوعت احجام واشكال اللوحات المعروضة باختلاف مواضيعها والوانها والتقنيات التي استعملت في انجازها والتي راوحت بين الرسوم الزيتية واستعمال تقنيات مختلفة والاكريليك والنقش على النحاس. وقد تضمن الملتقى لقاء المبدعات حول «تعدد الرؤى وتشكل التجارب» بالاضافة الى ورشات جماعية حول « فضاءات التعبير التشكيلي الحر» على غرار ورشة الرسم الزيتي وورشة الخزف الفني وورشة البلور المشكل بالحرارة . كما انتظم لقاء حول « الانسجام اللوني في العمل التشكيلي» وجلسة حوار حول « تناغم الشكل واللون في اللوحة التشكيلية» وخرجة بحرية تحت عنوان «روسبينا ملهمة المبدعين» وهو اسم المنستير سابقا لكن تم الغاء الخرجة نظرا للظروف المناخية غير المستقرة. وقد عبرت دليلة بن مريم فنانة عصامية من سوسة تشارك لاول مرة في هذا الملتقى ، عن اعجابها بالاعمال المعروضة وقالت ان هذا الملتقى كان فرصة هامة لتبادل الخبرات مع زميلاتها الفنانات العصاميات وللاستفادة من نصائح بعض الاساتذة الاكادميين في الفن التشكيلي المؤطرين لهن في الورشات المنتظمة على هامش هذا الملتقى . واكدت بن مريم انها عصامية في الفن التشكيلي حيث تربطها بهذا الفن حكاية غرام منذ طفولتها عندما كانت ترسم على الجدران ثم تطور معها الابداع والابتكار من الهواية الى الاحتراف والانتاج والمشاركة في المعارض . وقد شاركت دليلة بلوحة فنية استعملت فيها نافذة قديمة الصنع استغلت خشبها البالي القديم المتغلغل في الاصالة والبساطة والوان زيتية والاقلام الشمعية لترسم امرأة حالمة استمدت صورتها الفنية من شخصيتها ومن واقع المراة التونسية المبدعة والمعطاءة. وبدورها شاركت زهور معناني من مدينة الجديدة بالمغرب واوضحت انها فنانة عصامية ورسامة تشكيلية منذ صغرها وانها رغم انقطاعها في فترات من الزمن عادت لترسم وتشارك في عديد المعارض بالمغرب والقاهرة بمصر وهذه المرة في تونس حيث تعرض لوحة فنية رائعة تميز اعمالها باستعمالها النحت على الصفائح المعدنية مثل النحاس والاليمنيوم ومواد اخرى مختلفة اضافت لها لمسات شخصية بادخال الصبغة البلورية. مراوحة بين الواقعي والتجريدي واعربت منى جماعة من نابل المتحصلة على اللمسة العصامية الاولى خلال هذه الدورة عن سعادتها بهذا التكريم المزدوج بمناسبة مشاركتها في ملتقى العصاميات في الفن التشكيلي وبمناسبة عيد الامهات . واكدت انها تشارك للمرة الرابعة على التوالي في هذا الملتقى منذ سنة 2010 حيث تحصلت سنة 2011 عن اللمسة العصامية الرابعة وأضافت انها تمارس فن الرسم التشكيلي منذ 15 سنة الا انها كانت ترسم لمجرد التعبير عما يختلج بصدرها وانها منذ مشاركتها في فعاليات هذا الملتقى سنة 2010 تغيرت الحسابات و اكتسبت مزيد من الخبرات وتعمقت في رسومها لتعبر من خلالها على ما هو واقعي وتجريدي مثلما تعبر عنه لوحتها الفائزة في هذه الدورة حيث ارادت ان تكرم من خلالها الانسانية وتعبر عن المراة المقموعة والجدلية القائمة منذ الازل بين المراة والرجل حتى تخلص الى الدور المحوري والاساسي الذي تلعبه المراة باعتبارها العمود الفقري للاسرة والمركز المحوري للحياة. وأوضح الفنان التشكيلي نور الدين تبارحا من الجزائر ورئيس لجنة التحكيم بالملتقى ان اللوحة الفائزة جمعت بين مختلف القيم التشكيلية وفيها قدرة على الفن المعاصر حيث اتقنت الفنانة العصامية استعمال المادة الخام وفي توزيع الالوان وتناغمها وتناسقها على مساحة اللوحة . حفل الاختتام كان بنزل «المنستير سنتر» حيث تم تكريم المشاركات ومنح ميداليات اللمسة العصامية وتكريم سامي بن عامر الفنان التشكيلي والاستاذ الجامعي بمعهد الفنون الجميلة بتونس. وقد تخلل الحفل عرض موسيقي أمنته فرقة السلامية بقيادة الشيخ حاتم الفرشيشي الذي قدم وصلات غنائية مختلفة واغاني دينية واغنية « ستي الحبايب يا حبيبة» احتفاء بعيد الامهات لاعتبار الفنانات العصاميات المشاركات امهات الحاضر وامهات الجيل القادم . وقد اشرف على افتتاح هذه الدورة الاستاذ مهدي مبروك وزير الثقافة مساء يوم السبت المنقضي بحضور شرفي للممثلين القديرين علي بنور وكوثر بلحاج والعديد من الفنانين التشكيليين والاساتذة الجامعيين في هذا المجال. وقد عبر وزير الثقافة عن سعادته بحضور هذا الملتقى الوطني الذي اعتبر ان له طعما خاصا نظرا لاحتفائه بالفن التشكيلي وبالمراة العصامية ولانعقاده بمدينة المنستير التي جمعت بين زرقة البحر وخضرة الزاوية وباعتبارها مدينة فاتنة مثل الفنانات العصاميات الفاتنات اللاتي تنبع من بين اصابعهن الوان زاهية وحياة مؤكدا ان النساء والرجال مدينون للمراة التونسية . وقال مهدي مبروك في اجابته عن سؤال ل «التونسية» حول امكانية اسناد جائزة مالية قيمة لاحسن لمسة عصامية لهذا الملتقى الوطني في دوراته القادمة ، ان الفرضية قائمة تشجيعا لهن ولدعم هذا الملتقى الوطني الذي يحتفي بالفنانة العصامية في الفن التشكيلي . من جانبه اوضح محمد المداني جقيريم مدير المركب الثقافي بالمنستير ان هذه الدورة تندرج ضمن اختيارات وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير في الانفتاح على آفاق الانتاجات الابداعية ذات الخصوصية والمساهمة في نحت المشهد التشكيلي التونسي من خلال عرض الاعمال الفنية للمراة التونسية العصامية التي تفاعلت مع رهانات العصر وتخطت كل الحواجز بما فيها الاكادمية لتجد لها فضاء ايجابيا للتعبير عن ذاتها الخلاقة والافصاح والتجلي دون حدّ أو حرج ، بالاضافة الى ان هذا الملتقى مثل فرصة هامة لصقل مواهب المرأة في هذا المجال ومناسبة للالتقاء والتعرف على تجارب اخرى من تونس وخارجها .