الجزائر تؤكد دعمها لإيران وتدين "العدوان الإسرائيلي"    ملتقى تونس الدولي للبارا ألعاب القوى: العناصر التونسية تحرز 9 ميداليات من بينها 5 ذهبيات    الكاف: تطوير القطاع الصحي بتدعيم طب الاختصاص وتوفير تجهيزات متطورة (المدير الجهوي للصحة)    عاجل/ الصين تدعو مواطنيها إلى مغادرة إيران في أسرع وقت..    عاجل/ بعد انذار بوجود قنبلة..طائرة تابعة لهذه الخطوط تغير مسارها..    تونس ترشّح صبري باش طبجي لقيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية    المائدة التونسية في رأس السنة الهجرية: أطباق البركة والخير    بعد التهام 120 هكتارًا من الحبوب: السيطرة على حرائق باجة وتحذيرات للفلاحين    الحرس الثوري: استهدفنا مقر الموساد في تل أبيب وهو يحترق الآن (فيديو)    بشرى للمسافرين: أجهزة ذكية لمكافحة تزوير''البطاقة البرتقالية'' في المعابر مع الجزائر وليبيا    انطلاق التسجيل بداية من يوم الخميس 19 جوان الجاري في خدمة الإرساليات القصيرة للحصول على نتائج البكالوريا    عاجل : ''طيران الإمارات'' تمدد تعليق رحلاتها إلى 4 دول    تعرفش علاش الدلاع مهم بعد ''Sport''؟    منوبة: الانطلاق في تزويد المناطق السقوية العمومية بمياه الري بعد تخصيص حصّة للموسم الصيفي ب7,3 مليون متر مكعب    الدورة 12 من الملتقى الوطني للأدب التجريبي يومي 21 و 22 جوان بالنفيضة    افتتاح مركز موسمي للحماية المدنية بفرنانة تزامنا مع انطلاق موسم الحصاد    عاجل/ رئيس الدولة يفجرها: "لا أحد فوق المساءلة والقانون..ولا مجال للتردّد في إبعاد هؤلاء.."    6 سنوات سجنا لنائب سابق من أجل الإثراء غير المشروع    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة بوزيري الشؤون الاجتماعية والاتصال..    الحماية المدنية : إطفاء 192 حريقا خلال ال 24 ساعة الماضية    قائد عسكري إيراني: شرعنا باستخدام أسلحة جديدة ومتطورة    عاجل/ آخر مستجدات أخبار قافلة الصمود لفك الحصار على غزة..    عبدالله العبيدي: إسرائيل تواجه خطر الانهيار وترامب يسارع لإنقاذها وسط تصاعد الصراع مع إيران    بعد السقوط أمام فلامنجو... الترجي في مواجهة هذا الفريق بهذا الموعد    لا تفوتها : تعرف على مواعيد مباريات كأس العالم للأندية لليوم والقنوات الناقلة    لاتسيو الإيطالي يجدد عقد مهاجمه الإسباني بيدرو رودريغيز حتى 2026    هيونداي 9 STARIA مقاعد .. تجربة فريدة من نوعها    الطقس اليوم: حرارة مرتفعة..وأمطار مرتقبة بهذه الجهات..    موعد إعلان نتائج البكالوريا 2025 تونس: كل ما تحتاج معرفته بسهولة    مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي..    تحويلات التونسيين والسياحة تغطي أكثر من 80٪ من الديون الخارجية    121 حريق تسبّبت في تضرّر أكثر من 200 هك منذ بداية جوان: إقرار لجان تحقيق مشتركة للبحث في ملابسات اندلاع الحرائق    سر جديد في القهوة والأرز... مادة قد تحميك أكثر من الأدوية!    عدد ساعات من النوم خطر على قلبك..دراسة تفجرها وتحذر..    كيف سيكون طقس اليوم الثلاثاء ؟    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي ينهزم أمام نادي فلامينغو البرازيلي    ‌الجيش الإسرائيلي: قتلنا رئيس أركان الحرب الجديد في إيران علي شادماني    عاجل: أمر مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا    كأس العالم للأندية: التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي في مواجهة فلامينغو    كأس العالم للأندية: تعادل مثير بين البوكا وبنفيكا    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« طارق بن عمار» في حوار شامل ل «التونسية»: الباجي قائد السبسي صديقي ولكن «نسمة» ليست ناطقة بإسم «نداء تونس»...
نشر في التونسية يوم 29 - 05 - 2013


من حق الباجي قائد السبسي أن يترشح للرئاسة
لا يوجد عباقرة في الرفوف...
لا معنى للاستقلال السياسي دون استقلال ثقافي...
السلفيون ليسوا أكثر إيمانا منّا...
لا مجال في تونس لعودة الدكتاتورية ...
لا أرى عيبا في عودة البورقيبية...
لا أرتاح لزواج المال والإعلام بالسلطة ...
يصرّ طارق بن عمار في حديثه عن نفسه على التأكيد بأنه رجل إعلام لا رجل أعمال ، وأن طموحه ليس طموحا شخصيا بإنشاء إمبراطورية إعلامية بل كل ما يرنو إليه هو بعث قطب إعلامي مغاربي قادر على دفع الصناعات الثقافية في المنطقة ...
وطارق بن عمار الذي يعيش متنقلا بين عواصم العالم لا يخجل من الاعتراف بأن قلبه ساكن في تونس التي يحملها معه حيثما حلّ في بلدان العالم ...
وقد نجح طارق بن عمار مؤخرا في شراء تلفزيون ONTV من مالكه رجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس وهو بصدد التفاوض لشراء القناة المغربية Midi1 TV ، أما «نسمة» فأصبحت باقة تضم الحمراء والخضراء ونسمة –فرنسا (الزرقاء) ...
تختلف حوله الآراء وكلما حاورناه في «التونسية» جاءتنا أصداء الغاضبين والعاتبين ممن يشتمون طارق بن عمار في المكاتب المغلقة ويهرولون لطلب موعد لملاقاته ، والظفر بصورة معه. أما نحن فقد إلتزمنا طيلة سنوات معرفتنا بالرجل بأقصى ما يمكن من الموضوعية والإنصاف في تعاملنا معه ولم نجد منه سوى الإحترام والكلمة الطيبة ... التقينا طارق بن عمار بلا تعقيدات وجلسنا إليه طيلة ساعتين. تحدث الرجل في كل شيء ولكنه إختار أن يكون الحوار المنشور أبعد ما يمكن عن عالم السياسة وتجاذباته لأن تونس لا تحتمل في تقديره المزيد من الإختلافات ...
هل أنت وراء قصة باقة نسمة الحمراء والخضراء والزرقاء؟
أحنا الكل، جماعة «نسمة» وأنا ومسؤولو «ميدياسات» الإيطاليون، علاش صارت الحكاية؟ علينا أن نكون واضحين، نحن لم نخترع العجلة فقد لاحظنا تجربة MBC وأكثر من تلفزيون امريكي وفعلنا مثلهم.
حين إنطلقنا في «نسمة» كانت فكرة المغرب الكبير فكرة إيجابية لكن بعد ثورة 14 جانفي اصبحت «نسمة» أكثر فأكثر تونسية خاصة مع تزايد عدد البرامج السياسية. أضف إلى ذلك إنتخابات 23 اكتوبر، أي أننا ظلمنا المشاهد الجزائري بحكاياتنا التونسية المغرقة في التفاصيل والتي لا تهمه كما لا تهم المشاهدين في المغرب وليبيا .
وخلال السنة القادمة ستكون الجزائر مقدمة على إنتخابات رئاسية وكذلك تونس في نهاية هذا العام أو في مطلع العام المقبل ، ولا يمكن ان نلبي كل الإنتظارات بقناة واحدة لذلك قررنا ان تكون «نسمة الحمراء» للتوانسة والخضراء للجمهور الجزائري والمغربي والزرقاء للستة ملايين مغاربي المقيمين بفرنسا وكثير منهم لا يتكلمون العربية ولا يفهمونها لذلك ستشتمل برامجها على 60 بالمائة او اكثر قليلا من برمجة «نسمة» الحمراء والخضراء وسننتج برامج ومنوعات باللغة الفرنسية موجهة للمغاربيين الذين لا يحسنون العربية.
هل ستكون الإدارة هي نفسها؟
لا، «إدارة تونس حاجة وإدارة فرنسا حاجة أخرى»،وسيكون لنا مستشارون عرب من المقيمين بفرنسا من المثقفين والمبدعين والاتصاليين يساعدوننا على فهم إنتظارات الجالية المغاربية في فرنسا لنعدّ برمجة تلبي حاجاتهم. أنتم تعرفون أن أوباما لم يربح الانتخابات إلا بإستقطاب الأمريكيين اللاتينيين الذين كانوا تقليديا يصوتون للجمهوريين وعددهم 60 مليونا اي يمثلون نسبة 15 في المائة تقريبا من تعداد الشعب الأمريكي، هل تعلم ان نسبة المسلمين في فرنسا تفوق 12 في المائة وليس لهم اي دور سياسي في فرنسا ؟ فلماذا لا نعدّل الموازين قليلا ؟
ولكن المسلمين في فرنسا ليسوا مجرد أرقام بل هم ايضا قيم وثقافة؟
ومن قال غير ذلك؟ نحن قمنا باستطلاعات للرأي لمعرفة توجهاتهم وإنتظاراتهم وإهتماماتهم. انا شخصيا تجولت في مونبوليي ومرسيليا وأفينيون ونيس وفي الضواحي الباريسية. قبل أيام كنت في Fnac بمدينة «كان» لاقتناء كتب عن الإسلام (من بينها كتاب يوسف الصديق «لم نقرأ القرآن أبدا» ) وإلتقيت بجزائري لا يتكلم العربية سألته ماهي القنوات التي تشاهدها ، أجابني بأنه يشاهد «نسمة» في المرتبة الأولى والقناة الجزائرية الأولى في المرتبة الثانية، قلت له لماذا «نسمة»؟ أجاب لأنها قناة حرة ولأني أحب تونس، وأشاهد القناة الجزائرية لأن أبويّ يشاهدانها. نحن نعرف ان المغاربة في فرنسا يشاهدون «نسمة» ولكن على انها قناة تونسية فقط او جزائرية فقط «نحب نردها شوية فرنسية مسلمة».
الأمريكيون اللاتينيون يقولون إنهم فخورون بأنهم مواطنون امريكيون وفخورون ايضا بجذورهم اللاتينية «ما عندهمش مشكلة»، فهل هذا هو واقع الحال بالنسبة للفرنسيين من اصول مغاربية؟ هل هم في العموم فخورون بأنهم مواطنون فرنسيون؟ وهل يمكنهم ان يقولوا إنهم تونسيون او جزائريون او مغاربة «كاملون»؟ إنهم يشعرون بغربة مزدوجة في فرنسا وفي بلدانهم الأصلية فلا هم مؤثرون في بلدانهم الأصلية ولا في فرنسا.
هل ستكون ««نسمة» فرنسا قناة «حلال»؟
اولا نحن مسلمون ،والمغاربة الفرنسيون لا يقلون إسلاما عن إخوانهم في بلدان المغرب العربي، وأنا ادرك جيدا تلميحك في السؤال إلى سوق البضائع الحلال في فرنسا. فقد كشفت لنا دراسة لسوق المنتوجات الحلال انها تتجاوز المواد المصنفة على انها بيئية Bio فسوق «الحلال» تبلغ 5.8 مليار أورو وانتم تعلمون ان أي تلفزيون يعيش بعائدات الإشهار وليس بدعم الدولة لذلك كان قرارنا ان نطلق «نسمة» فرنسا قبل شهر رمضان . لماذا يعاني المنتج والمخرج التونسي مثلا؟ لأننا ببساطة نعيش «ميزيريا» في الصناعة الثقافية فنضطر لطرق أبواب الآخرين الذين يواجهون أزماتهم هم أيضا ولا تهمّهم قصصنا ، ما يغيب عن البعض ان إستقلال اي بلد مهما كان لا يتحقق ولا يكتمل إلا بإستقلاله الثقافي ولا معنى للإستقلال السياسي دون ان يقترن بإستقلال ثقافي، وعلينا كتونسيين أو مغاربة وأفارقة ان نهتم بهذا الجانب، يجب ان تكون هناك سوق ثقافية مغاربية وإفريقية ، لا يعقل ان يبقى الممثل في تونس كما في الجزائر او المغرب ينتظر مسلسلا في شهر رمضان ليعمل بالمناسبة، لابد من صناعة ثقافية حقيقية.
هل رجال السياسة واعون بهذه الرهانات؟
في مستوى الخطاب الكل طيبون، المشكل في السياسات لا في التصريحات «بكلهم يقولوا هذا،» ولكن لا يجب ان يقتصر الأمر على السياسيين لأن التجارة لا تكون بفلوس الدولة بل بفلوس القطاع الخاص هذا ما قلته مرارا ولهذا السبب بعثنا باقة «نسمة» الحمراء والزرقاء.
من يتخذ القرار داخل «نسمة»؟
«نسمة» لها مدير عام إسمه نبيل القروي، إستراتيجية القناة نحددها معا هذا اكيد، ولكني «انا عمري ما كلمت صحافي» ويمكنك ان تسألهم فردا فردا كلمتهمش مرة ؟
هل يمكن نقد طارق بن عمار في بلاتوهات «نسمة»؟
اهلا وسهلا ما عندي حتى مشكل، كيف اريد ل «نسمة» ان تكون قناة حرة ومنفتحة على كل الآراء ولا اقبل ان يمارس النقد معي؟ هذا إنفصام ونفاق لا أرضاه لنفسي ، حرية الإعلام لا تتجزأ ، وحين يقال عني كلام خطأ فلي حق الرد مثل غيري ،عدا ذلك هم احرار في كل ما يبثونه .
انا ارفض أن تمارس حرية التعبير على غيري وتمنع حين يتعلق الأمر بي، أنا لا أتمتع بأية حصانة وأعتبر نفسي مثل أي مواطن تونسي.
هل شاهدت «حياة آدال» لعبد اللطيف كشيش؟
آه، هايل ياسر وسعدت لتتويجه بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» وإهداؤه الجائزة للشباب التونسي الذي حقق حرية التعبير ومن حقه أن يعيش حرا في دولة مدنية ديمقراطية تتساوى فيها المرأة بالرجل ويضمن فيها الشغل الكريم لكل مواطن.
هل يمكن عرض « حياة آدال» في واحدة من قنوات «نسمة»؟
(يبتسم ) صعيب ... صعيب، وسأقول لك لماذا، ليس بسبب رغبتي في الرقابة بل لأن «نسمة» تدخل بيوت العائلات ولا يمكن أن يشاهد هذا الفيلم بحضور الأب والأم والبنت والأخ، حتى في أمريكا فيلم عبد اللطيف «ما يتعداش في التلفزة ، وما يتعداش في فرنسا 2 أو في «TF1» التلفزة لا تشاهد في غرف النوم المغلقة بل هي موجودة في بيت الفطور وفي قاعة الإستقبال متاحة لكل أفراد العائلة ولابد من مراعاة هذا الجانب ، أما إذا كانت القناة مشفرة وغير متاحة سوى للمشتركين فيمكنها أن تبث فيلما كفيلم «حياة آدال»، الذي أعجبني كثيرا وعبد اللطيف كشيش أكثر سينمائي تونسي نجح في الخارج.
كيف تفسر نجاحه؟
C'est le talent qui fait la difference الموهبة هي التي تحدث الفارق وهذي حاجة من عند ربي، أنا حين بدأت مسيرتي اخترت أن أبدأ من الخارج ، اخترت أن أخوض المغامرة خارج بلادي وكنت مقدما على النجاح أو الفشل ، وحين ينجح المرء فتأكد أن ذلك نتيجة كثير من الجهد ومن الموهبة فلست من الذين يؤمنون بالصدفة والحظ، من يعمل ينال جزاء عمله، في السينما لا يوجد عباقرة في الأدراج والرفوف ... «ما ثمة حد مغبون وظلموه»
هل لديك مخاوف على حرية التعبير في تونس في ظل حكومة تهيمن عليها في نظر الكثيرين حركة «النهضة» الإسلامية؟
لا، وحين أتحدث مع «الوخيان» من حركة «النهضة» يقولون لي إنهم لا مشكلة لهم مع حرية الإعلام ، يبقى الإختلاف في تحديد مفهوم حرية الإعلام في نظرهم وفي نظري وفي نظرك...
وهل يختلف مفهوم حرية الإعلام من شخص إلى آخر؟
«الحرية يحبّلها وقت»،لا أريد إلقاء درس في تاريخ الثورات ولكننا جميعا في تونس نتعلم حرية التعبير، قد تبدو الحرية مؤلمة في البداية ولكن أقول لكل الأطراف تأكدوا أن ألم البدايات هو الذي يؤسس لدولة ديمقراطية بإعلام حر .
أنا ثقتي كبيرة في الشباب التونسي وفي المرأة التونسية، في رأيي لا مجال لأية دكتاتورية في تونس لا دينية ولا سياسية مهما كانت، مستحيل يقبلوا التوانسة ...لا يمكن أن يقبل التونسيون نظاما إستبداديا في المستقبل لكن نحن في حاجة إلى وقت لنفهم بعضنا البعض ونتعامل بتسامح مع الإختلاف في وجهات النظر.
هل يقوم طارق بن عمار بدور سياسي ما في الكواليس لتقريب وجهات النظر بين مكونات الطبقة السياسية؟
أنا رجل إعلام دوري من خلال «نسمة» وONTV أن أقدم الوجه المشرق لتونس في الخارج و أنا أتيح فضاء للنقاش العام بين السياسيين والمثقفين ومكونات المجتمع المدني وأعطي فرصة لإبراز رأي المواطن، أنا لا أشتغل بالسياسة لا في الماضي ولا الآن ولا أنوي ذلك في المستقبل، ولكني أقوم من موقعي بما يخدم بلادي ويساعدها على تحقيق الإنتقال الديمقراطي، و «نسمة» مفتوحة لكل الناس «ماهياش متاع نداء تونس» كما يقول البعض، «نسمة» هي تلفزيون كل السياسيين الذين يشتغلون في إطار القانون دون أي تمييز لأحد.
ولكن «النهضة» تقاطع «نسمة»؟
أنا قلت لهم أهلا وسهلا، حضوركم أفضل من سياسة الكرسي الشاغر وإن رأيتم أن صحافيا ما قد أخطأ في حقكم فلكم حق الرد، قلت لهم تناقشوا معهم واظهروا وجوهكم «التوانسة يحبّوا يفهموا»، أربعون في المائة من التونسيين لم يحددوا إختيارهم في التصويت، دورنا هو تثقيف الناس سياسيا والتعريف بمختلف المواقف ولا معنى لأن يقال إن «نسمة» مع هذا الحزب وضد الحزب الآخر وان طارق بن عمار مع الباجي قائد السبسي .
الباجي قائد السبسي صديقي منذ كنت صغيرا من ايام الوالد(المنذر بن عمار) -الله يرحمه- وليس لأنه صديقي فأنا في «نداء تونس،» انا ما داخل في حتى حزب « ليكن ذلك واضحا للجميع ...
ما موقفك من إعلان قائد السبسي ترشحه للرئاسية؟
في رأيي «ما ثماش تونسي ما ينجمش يترشح» ، التونسي هو الذي سيختار من يحكمه ومن سيكون خارج الحكم، الناخب هو الذي سيقول كلمته «يا سي الباجي راك كبير ياسر، ومن الأفضل ان تترك الساحة لغيرك من جيل الشباب، او سيقول له اهلا وسهلا إنت كيف بابا» فبأي حق ننصب انفسنا أوصياء على إرادة التونسيين الذين قاموا بثورة غير مسبوقة اثارت إعجاب كل العالم، أتركوا التونسيين يقصون بإختيارهم الحر في الإنتخابات من لا يريدونهم فاعلين في المشهد السياسي.
كل التونسيين يحق لهم الترشح للرئاسية بمن في ذلك طارق بن عمار؟
مستحيل.
يتردد ان العربي نصرة باعث قناة «حنبعل» سيترشح؟
«هو وضميره»، انا لا يمكنني أن اتحدث إلا عن نفسي وعن تجربتي... رجل الإعلام كما رجل الأعمال في تونس وفي المنطقة العربية في الوقت الحاضر من الأفضل ألّا يترشح للرئاسة، في رأيي سيكون هناك نوع من الإجحاف في حق التونسيين إن حدث شيء كهذا، سأقول لك أمرا: أنا لا أرتاح كثيرا لزواج المال والإعلام بالسلطة، ربما بعد خمسين سنة تتغير المعطيات .
تصور لو أصبح أنا مثلا – وهو إحتمال غير قائم فعليا كما قلت لك- رئيس دولة، لنفترض ذلك، ماذا سأفعل ب «نسمة» وأنا في قصر قرطاج؟ هل سيتجرأ الصحافيون على نقدي وأنا صاحب التلفزة ورئيس الدولة في الوقت نفسه؟ أضعف الإيمان «يقلك يا خويا فك علي Donc C'est pas ca لازم نقدمو للتونسي نموذج للنظافة متاع الفلوس ونظافة المخ» بعيدا عن العائلات والتحالفات والمصالح والانتهازية والمال المشبوه، لابد من وجود قواعد يتم احترامها من طرف النخب السياسية لتعطي المثل لسائر المواطنين ، الديمقراطية لا تنبني إلا على أساس الشفافية و نحن أول من قام بثورة ولذلك علينا أن نحافظ على هذه المكانة الإعتبارية في العالم. المصريون تعلموا منا والعالم ينظر إلينا كرمز للثورة على الاستبداد والفساد ، الرئيس أوباما شبّه الشبان التونسيين بمؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية وهذه شهادة علينا ان ندرك قيمتها من رئيس دولة لا يعرف جزءا كبيرا من شعبها اين توجد تونس على الخريطة اصلا ، ولذلك علينا أن نكون حذرين ونتجنب كل ما من شأنه أن يعيد بذور الإستبداد وأنا ضد إستئثار شخص واحد مهما كانت نزاهته بقدر كبير من السلطة والنفوذ ، نحن بلاد صغيرة قوتنا في حرية نسائنا ورجالنا ، نحن مسلمون ولا نحتاج إلى اي كان ليعلمنا ان نكون مسلمين.
ما موقفك من السلفيين في تونس؟
«السلفيون هو ما وضميرهم وربّي سبحانه» هل السلفيون اكثر إيمانا منا؟ إذا إلتزموا بالقانون ونبذوا العنف فمرحبا بهم ولا مبرر لإقصائهم وأنا اساند موقف الدولة التونسية في مواجهتها للإرهابيين في الشعانبي وفي تصدي قوات الأمن لكل نشاط يخالف القانون لأنه لا مبرر لأن تكون فئة من التونسيين فوق القوانين، وعلي العريض «ما خافش» وابرز ان تونس دولة صلبة لها جيش وأمن وقانون فوق الجميع.
هل لديك مخاوف على تونس أمام انتشار الأسلحة في ليبيا؟
كيف لا نخاف وخيرة شبابنا في الأمن والجيش والحرس يواجهون الرصاص الغادر والألغام ؟ يموتون ويجرحون ليحموا البلاد، علينا أن نحتاط من الجماعات الإرهابية ومن الفكر المتطرف الذي يصور الجحيم في الدنيا على أنه الطريق الإجبارية للوصول إلى الجنة في الآخرة... الإسلام بريء من أفكار مماثلة.
ما موقفكم من تخفّي عدة احزاب وراء بورقيبة ورفع شعار البورقيبية الآن؟
لا ارى اي عيب في ذلك، لماذا نخاف من تاريخنا، شوف فرنسا اليمين واليسار يختصمان على ديغول ، وكما لفرنسا ديغول فلتونس بورقيبة ايضا ، لماذا نقبل ان يتحدث فرنسي عن لويس 14 ولا نقبلها من تونسي يتحدث عن البايات الحسينيين؟ لنا تاريخنا ومن حق كل التونسيين بما في ذلك السياسيون ان يستلهموا من تاريخنا ما تحفّز به الهمم في الحاضر، علينا ان نتصالح مع تاريخنا «بورقيبة عمل برشة حاجات باهية» ولكن في العشر سنوات الأخيرة من حكمه اصبحت البطانة المحيطة به هي التي تدير البلاد وموقف عائلة بن عمار( هي عائلة زوجة بورقيبة وسيلة بن عمار) معروف من هذا الموضوع. فقد طلبنا من بورقيبة ان يغادر الحكم ولكنه أبى فكان إختيارنا المنفى حتى قبل مجيء بن علي. هذه ذاكرة تونس وعلينا ألّا نخجل منها وخاصة بالنسبة إلى شبابنا، انظر إلى الفرنسيين كيف يتحدثون عن عظمة فرنسا وتاريخ نابليون رغم ثورة الفرنسيين عليه ... لا بد من إحترام ذاكرتنا «موش إلي يجي يفسخ إلي قبلو».
ما هي طبيعة العلاقة بين باقة «نسمة» وقناة ONTV المصرية التي اشتريتها مؤخرا؟
لكل قناة توجهها لأنهما تخاطبان مشاهدين مختلفين ، فمشاغل المغاربي ليست بالضرورة ما يشغل المشاهد المصري، ولكن «نسمة» كما ONTV تشتركان في حرية التعبير والدفاع عن المسار الديمقراطي ، مبدئيا نحن نتعاون في مجال الصور التلفزيونية واعتقد ان «نسمة» و ONTV ستنجزان بلاتوهات مشتركة في المواعيد الهامة للشعوب المغاربية والشعب المصري «باش نعاونو بعضنا» وسأكون في مصر خلال هذا الأسبوع للتحدث مع الأصدقاء والمهنيين المصريين و«نفهم كيفاش قاعدين يخدموا»، وبالمناسبة اعلمكم اننا سنبعث ONTV منوعات وهي القناة الثالثة في باقة ONTV(اخبار ومباشر) حتى نبث المسلسلات التونسية والمغربية والجزائرية في هذه القناة ونفتح آفاقا جديدة للممثلين المغاربة.
كيف تمكن طارق بن عمار من شراء ONTV؟ الم يكن بوسع نجيب ساويرس بيعها لدول او شخصيات خليجية؟
ربما لهذا السبب رجحت كفتي ، أولا نجيب ساويرس صديقي من زمان ونتبادل التقدير والإحترام وهو مغرم بالسينما ، إتصل بي عندما أنتجت فيلم «آلام المسيح» وشكرني لأني كمسلم تبنيت فيلما عن السيد المسيح وقمت بتوزيعه دوليا رغم الحصار المفروض عليه ، وبقينا على تواصل نتبادل الآراء وفكرنا حتى في إنتاج أفلام معا ، ثم جاءت الثورة في بلدينا في تونس ثم في مصر. في السنة الماضية أخبرني بأنه سيقتحم العمل السياسي ولا يريد ان تبقى على ذمته تلفزة، وأخبرني أنه لن يبيعها سوى لمن يؤمن بحرية التعبير ويحترم الاختلاف في الرأي، وقال لي بأنه يرفض أن يبيعها لأية دولة خليجية للمحافظة على استقلالية قرار القناة بعيدا عن اي توظيف وقال لي سأبيعك القناة بقيمة ما صرفته عليها.
وما قيمة ما صرفه نجيب ساويرس؟
هذه صيغة ذكية للسؤال بكم اشتريت القناة، لا مشكل تبلغ قيمة الصفقة 65 مليون دولار. في الوقت الذي يتحدث فيه عن أزمة مالية ل «نسمة» إشتريت ONTV في مصر؟
الأزمة المالية لا تقتصر على «نسمة»، هي أزمة أعمق في تونس فالسوق الإشهارية محدودة، فمهما كانت مداخيل القناة فهي لا تغطي المصاريف، أنا إشتريت ONTV لأن السوق المصرية أكبر من السوق التونسية، في مصر 80 مليون ساكنا وفي تونس 11 مليونا، الفرق كبير وأي قناة تلفزية لا يمكن ان تستمر بلا سوق إعلانات ، أضف إلى ذلك قوة مصر في المسلسلات والأفلام ، «شوف» سأقول لك شيئا: يمكن ل «نسمة» أن تنجح وإن فشلت فمسألة عادية لأن أي مشروع قابل للنجاح أو الفشل، ما يشغلني في المقام الأول ليس نجاح «نسمة» من عدمه، بل نجاح تونس ذلك هو التحدي الذي يشغلني حقيقة ، وعلينا ان نعي جميعا هذا، وعندما تنجح ONTV فستتأثر «نسمة» إيجابيا لأننا نعتزم إنتاج مسلسلات يشارك فيها ممثلون من مصر ومن البلدان المغاربية ولنا كل مقومات التصوير في إستوديوهات الحمامات وبنعروس وستعرض هذه الأعمال في تونس ومصر وفرنسا وسيكون لها الأثر الإيجابي. هذا ما نأمله على كل حال.
لماذا تراجعت «نسمة» عن إنتاج المسلسلات هذا العام بعد «لأجل عيون كاترين» في العام الماضي؟
السبب واضح ، السوق لا تسمح بذلك ، في السنة الماضية صرفنا 7 ملايين دينار ولم تبلغ المداخيل الإعلانية في شهر رمضان نصف ما صرفناه ، ما الجدوى من تلفزيون يخسر؟ الإجراء الطبيعي ان تنقص من حجم الإنتاج وتبحث عن صيغ تمويل اخرى تضمن اكثر جدوى لتحقيق التوازن المالي للقناة ،وهذا ما نأمل أن يتحقق بالإنتاج المشترك ، أنظر تجربة الأتراك، أصبحوا الأوائل في المسلسلات في العالم العربي وإفتكوا مكانة سوريا ومصر بعد نجاحهم في السوق التركية، ليس إعجازا أن ننجح مثلهم ،لا تنس أن جمهورنا العربي من مصر إلى المغرب يبلغ 180 مليونا أما الأتراك فلا يتجاوز عددهم 90 مليونا ، «كان نجمت روحي» سنستقطب ممثلين من كل البلاد العربية لإنجاز مسلسلات بمئات الحلقات عن تاريخنا، «علاش ما ثمة كان سليمان القانوني؟».
قد تلومني لأني أتحدث عن السوق بالأرقام ولكن تأكد أنه لا وجود لحرية إعلام في غياب سوق حرة ايضا للإنتاج «من عند شكون باش ناخذو الفلوس؟» هذه قصصنا وحكاياتنا علينا أن نكون مستقلين ماليا لننتج قصصنا ومسلسلاتنا.
إلتقيت عدنان خضر المدير العام للمركز الوطني للسينما والصورة فكيف وجدته؟
عدنان خضر ليس غريبا عن الميدان وآمل أن يتضامن معه السينمائيون ، اعرف أن له تجربة طويلة في الإنتاج التلفزي كما أدار القناتين 1و2 ثم ترأس التلفزيون واعتقد انه قادر على النجاح « فله قلب حيث يجب ان يكون» كما يقول المثل الأمريكي وتحدثنا معا وبينت له وجهة نظري وقلت له أنا على ذمتك متى أردت لخدمة المركز والسينما التونسية، وأخبرته بأن مخابر قمرت على ذمة المركز الوطني للسينما لرقمنة الأرشيف الوطني .
قلت له علينا أن نبعث قاعات سينما فبلا قاعات لن تقوم قائمة للسينما التونسية ، ولابد من خلق سوق لتوزيع الأفلام التونسية، وأكدت له ان مصير أي فيلم هو التلفزة ، انظر إلى التجربة الفرنسية ، تكمن قوة السينما فيها في كنال + وFrance Television وغيرها من القنوات حلمي أنه خلال خمس سنوات أن ننجح في المغرب العربي في خلق سوق ل «نسمة» و ONTVوربما القناة المغربية التي نحن بصدد التفاوض لشرائها لو ننجح في خلق هذه السوق فيمكننا ان ننتج سنويا عشرين فيلما توزع في القاعات ثم تعرض في قنواتنا التلفزية هذا هو المشروع الذي اعمل عليه.
لماذا لا تقتني «نسمة» حقوق بث أفلام تونسية؟
لا «نسمة» إقتنت بعض الأفلام.
بمبالغ زهيدة؟
حين بدأت كنال + لم تكن تدفع للأفلام سوى 10 آلاف أورو والآن أصبحت تدفع 400 ألف أورو، علينا أن نفهم أن ضيق السوق الإعلانية حاليا لا يسمح بأكثر من ذلك ونحن ساعون إلى تغيير هذه المعادلة .
إمكانياتنا في «نسمة» محدودة لأن إمكانات بلادنا محدودة، ولهذا علينا أن ننجح في مسار الإنتقال الديمقراطي بتنظيم إنتخابات تفرز رئيسا منتخبا بشكل مباشر من الشعب التونسي وحكومة منتخبة ايضا قادرة على النهوض بالإقتصاد التونسي.
هل ستحافظ «نسمة» على بلاتوهاتها السياسية؟
طبعا ، لا يمكن ل «نسمة» ان تكون غائبة عن رهانات الشعب التونسي ... ستكون كالعادة فضاء رحبا لكل الآراء وفق القانون .
في السنة الماضية ( في نفس هذه الفترة ) إستقبلت المخرج مختار العجيمي وتحدثت هاتفيا مع المنتج عبد العزيز بن ملوكة بشأن مشروع فيلم «ديكتاشوت» فما الذي سيقدمه طارق بن عمار لهذا المشروع الذي سيشرع في إنجازه نهاية هذا العام؟
أنت تعرف أني ساعدت «برشة مخرجين وما تكلمتش» هذه أخلاقي، أهلا وسهلا بمختار العجيمي، وأنت تعرف أن عبد العزيز بن ملوكة «صاحبي وصديقي من زمان وهو منتج هايل ماذا بيّ عشرة من عبد العزيز بن ملوكة ومختار العجيمي في تونس» وأنا مستعد لمساعدة مختار العجيمي بإبداء الرأي في السيناريو ووضع مخابر قمرت على ذمته للميكساج وهذا واجب مني وليس مزية ، أقول لكم هذا الكلام رغم أني لم ألتق مختار منذ شهر ماي 2012 وأكون سعيدا إن إطلع على تصريحاتي بشأن فيلمه الجديد.
أنت حضرت مهرجان افلام الموبايل الذي نظمناه السنة الماضية في الحمامات و عاينت المواهب التي أفرزها، أنا أشعر بمسؤولية تجاه هؤلاء الشبان وحين تكبر السوق سيكون هناك ما يكفي من الأموال للسينمائيين من مختلف الأجيال.
ماهي الحالة المادية لمخابر قمرت؟
أنا مستعد لوضع الموازنات المالية للمخابر لتطلع عليها، «تعرف قداش صرفنا عليها؟ 15 مليون دينار، انا كنت ادرك انني لن اربح من هذه المخابر و لكني مؤمن بأنه سيأتي يوم تصبح مربحة ، هل تعرف ماذا اقول للفريق العامل معي في مخابر قمرت وإستوديوهات بنعروس والحمامات؟ لا أنتظر أن تقدموا لي أموالا في نهاية السنة، يكفي أن تؤمنوا جراياتكم ، ولكن حتى هذا الهدف لم يتحقق وإلى اليوم أدفع الجرايات الشهرية أرسلها من عائدات نشاطي في الخارج، ألم يكن بوسعي ان أغلق المخابر ؟ أنا أفكر في العمال والتقنيين الذين يعملون معي منذ سنوات وفي عائلاتهم ولا يمكنني ان اغلق المخابر حتى لو كانت خاسرة ثم إني مؤمن ان تونس ستنجح خلال السنتين القادمتين ولذلك علينا ان نصبر ولا نستسلم .
هل تعلم بأني بصدد التحدث مع منتجين امريكيين لتصوير فيلمين في تونس ولكن الأحداث الأخيرة جعلتهم يترددون ومع ذلك انا مصر على إقناعهم وسأجلبهم بطائرتي الخاصة وأتمنى ألّا تقطع الطريق عندما يحلون في تونس او يتم إحراق مركز شرطة بالمناسبة...
أنا أحاول ان افسر للأمريكيين ان الإرهاب لا يقتصر على الشعانبي فهو موجود في بوسطن ايضا وفي لندن ، وتونس اكثر أمنا حتى من امريكا هذا ما أحاول ان اقوله للعالم، وساعدت وزير السياحة جمال قمرة لتكون زيارته ناجحة إلى إيطاليا لانقاذ الموسم السياحي، اقوم بهذا وبكل ما استطيع لأنه لا نجاح ل «نسمة» ولا لغيرها إن لم تنجح تونس اولا ، هل تعلم أني صرفت في السنوات الأربع الأخيرة 100 ألف أورو على «نسمة» وإستوديوهات الحمامات... رسالتي دائما للأوروبيين زوروا تونس ولا تخشوا شيئا ...وإن شاء الله ربي يستر ...أكثر من ذلك قلت لهم صوروا افلامكم في تونس وسأكون منتجا مشاركا
المهم إقناع الأوروبيين والأمريكان بالقدوم إلى تونس لأن في ذلك خدمة للسياحة ولبلادنا عموما ، رسالتي التي اصر عليها هي أنكم بلدان ديمقراطية وتونس بصدد بناء ديمقراطيتها فإدعمونا.
هل مازال اقتناؤك لقناة Midi1 TVواردا؟
نعم نحن بصدد التباحث في هذا الصدد وستتضح الصورة في الأيام القادمة.
كيف تختم الحوار؟
شكرا ل «التونسية» ، وهي جريدة مغامرة ولدت بعد الثورة وأنا أشجعها لأنها تثبت أن مستقبل تونس سيكون أفضل من حاضرها وأقول لصحفييها الشبان حافظوا على مؤسستكم لأنه لا قيمة للصحفي خارج مؤسسة قوية قادرة على الحياة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.