نظرت احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس يوم الخميس المنقضي في قضية اعتداء بالعنف الشديد تورطت فيها امرأة عمدت الى اصابة زوجها بآلة حادة على راسه مما تسبب له في اضرار بدنية. قضت المحكمة باقرار الحكم الابتدائي مع تعديل نصه وذلك بابدال العقاب البدني بخطية قدرها مائة دينار . وترجع ملابسات هذه القضية الى شهر اكتوبر2012عندما تقدم المتضرر الى مركز الامن بشكاية ذكر ضمنها انه يعيش خلافات مستمرة مع زوجته جعلته يفكر مرارا في الانفصال عنها لكن اطرافا من العائلة كانت في كل مرة تتدخل بالحسنى حفاظا على ابنائهما وكان الشاكي في كل مرة يظن ان زوجته ستثوب الى رشدها لكن سرعان ما تعود الى افتعال المشاكل دون اسباب تذكر الى ان تحولت حياتهما الى جحيم وانتهت باعتدائها عليه بسكين على مستوى راسه مما تسبب له في جرح على مستوى الجلدة الخارجية للجمجمة. وقد أيد شكواه بشهادة طبية تثبت حجم الاضرار التي تعرض لها وتمنحه راحة وتمسك بتتبع زوجته من اجل ما نسب اليها. وبناء على هذه الشكاية تم استدعاء الزوجة لسماع اقوالها فنفت ما نسب اليها وافادت ان التهمة كيدية في حقها وانها تخاصمت معه يوم الواقعة لكنها لم تعمد الى تعنيفه وان ماهو بصدد قوله هو من قبيل الادعاء بالباطل للزج بها في السجن انتقاما منها وبمكافحة الطرفين ببعضهما تمسك كل منهما باقواله وبعد ختم التحريات احيلت المتهمة على انظار القضاء من اجل الاعتداء بالعنف الشديد على القرين طبق الفصل 218من المجلة الجنائية وبسماعها من طرف القاضي اعادت اقوالها السابقة وطلبت تبرئتها من التهمة المنسوبة اليها . المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجنها مدة ثلاثة اشهر وقبول الدعوى المدنية شكلا وفي الاصل بتغريم المتهمة لفائدة القائم بالحق الشخصي بمائة دينار لجبر الضرر المعنوي و بثلاثمائة دينار اتعاب التقاضي فتم استئناف هذا الحكم من طرف المتهمة التي تمسكت امام انظار المحكمة بنفس الاقوال. أمّا دفاعها فقد اعتبر أنّ الحكم الابتدائي جانب الصواب وذلك باعتبار ان احالة موكلته على أساس احكام الفصل 218من المجلة الجنائية يستدعي احداث الجروح والضرب في حين ان المتضرر في صورة الحال اصيب ببعض الخدوش المثبتة عن طريق شهادة طبية التي تتناقض مع قول الشاكي الذي افاد ان قرينته اعتدت عليه بواسطة سكين على رأسه لما كان نائما مما خلف له جرحا على مستوى الجلدة الخارجية للجمجمة. كما قال الدفاع ان نص الادانة يفتقر واقعا لدليل قاطع وذلك باعتبار ان المحكمة اكتفت بادانة المتهمة بناء على تصريحات المتضرر والتي من السهل القدح فيها خاصة ان الزوجين في حالة خصام متواصل ويمكن لاي طرف ان يكيد للاخر للانتقام منه بعد ان استحال العيش بينهما وطالب الدفاع بناء على ذلك الحكم بعدم سماع الدعوى في حق موكلته وقد قضت المحكمة بالحكم المضمن اعلاه .