حالة مد وجزر منذ يوم الاثنين 3 جوان 2013 تشهدها الادارة الجهوية للصحة بصفاقس بتناوب عدد من مساعدي الصحة على الاعتصام بالمقر للمطالبة بالتشغيل المباشر. وقد سبق ان اشرنا الى قيام مساعدين ومسعفي علاج بمعتمديتي عقارب وجبنيانة من ولاية صفاقس بالاحتجاج والاعتصام بداخل الادارة الجهوية للصحة للفت الانظار الى وضعيتهم وللمطالبة بالتشغيل المباشر وهم الذين يشتغلون حاليا وفق آلية الحضائر والآلية 16 وهم يعتبرون انهم يتقاضون جرايات هزيلة للغاية ولا يتمتعون بالتغطية الصحية والاجتماعية ولا بالعطل ولا بمجانية العلاج بالمستشفى. ولئن تواصل اعتصام هؤلاء بمقر الادارة الجهوية للصحة منذ يوم الاثنين 3 جوان 2013 فإن اعوان الامن تدخلوا صباح أمس لانهاء الاعتصام ومطالبة المعتصمين بإخلاء الادارة الجهوية بالطرق السلمية تفاديا لتطبيق ما ينص عليه القانون في مثل هذه الحالات ودعوتهم لهم بعدم تعطيل سير هذا المرفق ولكن عاد عدد من هؤلاء للاحتجاج مجددا والاعتصام والتمسك بالمطالب المرفوعة . وقد استغربت الادارة الجهوية للصحة بصفاقس ما اقدم عليه هؤلاء من خلع مكتب المدير الجهوي ثم اقتحامه وايضا اخراج كل الاطارات الادارية العاملة بالادارة من مكاتبهم الى حين استقبالهم من طرف المدير الجهوي وتسوية وضعيتهم. واشارت الادارة الجهوية للصحة الى انه تم توثيق هذا السلوك من طرف عدل تنفيذ ومن السلط الامنية وقالت الادارة في بيان لها ان هؤلاء وان كانت وضعيتهم تتطلب البحث عن حل فانها لا يمكن ان تكون على حساب زملائهم الذين لم يسعفهم الحظ ويعيشون حالة بطالة كاملة واعتبرت ان الاولوية في الانتداب يجب ان تكون على اساس مقاييس واضحة وعادلة وتراعي كل الاطراف وان المقياس المعتمد حاليا هو الاقدمية في التخرج. كما اعتبرت الادارة الجهوية للصحة ان منطق القوة والاحتجاج وغلق المصالح والمرافق العمومية امام المواطن لا يمكن الا ان يزيد في تعكير الاجواء ولا يمكن ان يكون وسيلة لحل المشاكل. وقالت الادارة الجهوية للصحة في بيان جديد بتاريخ 5 جوان 2013 ان تعمد اعوان الصحة المعنيين العودة الى الاعتصام يطرح عدة اسئلة ومنها هل ان هؤلاء باقدامهم على احداث الفوضى واقتحام مقر الادارة الجهوية رافعين شعارات تمس من هيبة الادارة يستطيعون ان ياخذوا حق غيرهم. وقال البيان ان الادارة لا تملك اعطاءهم حق الاولوية في الانتداب لانها بذلك ستعتدي على الاعوان الاخرين الذين هم في بطالة فعلية و ينتظرون دورهم. ولفت البيان الى ان الذي استطاع العمل بصيغ هشة هو في الحقيقة تحصل على ما عجز عنه زملاؤه الذين ينتظرون دورهم واكثر من ذلك يريد الآن ان يتم تفضيله على غيره وتساءل البيان عن سر حضور الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة عادل الزواغي وعن كلمة المساندة والتبني التي القاها واستطرد البيان هل ان هذا الامر يدخل في باب العمل النقابي ام له غايات اخرى ذات علاقة بمواعيد انتخابية قادمة ؟ وهل يمكن للنقابة ان تساند مجموعة من الاعوان على حساب اخرين فتعطي لعامل ( و لو بطريقة هشة ) حق زميله المعطل ؟ وقالت الادارة الجهوية ان هذه التجاوزات من جانب المعتصمين دفعت باطارات واعوان الادارة الجهوية الى مغادرة مقر عملهم احتجاجا على انتهاك حرمة الادارة وعدم تمكنهم من القيام بواجبهم وسط الفوضى التي احدثها المحتجون توقيا لاي عنف او اعتداء كما حصل يوم الاثنين 3 جوان 2013. وختمت الادارة الجهوية بيانها الاخير بالقول انها اذ تعتبر الحق في الشغل من صميم حقوق الانسان ومن اول الشعارات التي حركت الثورة فانها تعتبر المعاملة العادلة بين كل المواطنين ورفض المحسوبية هي ايضا مطلب لا يمكن الاستهانة به مهما كانت المبررات.