تنطلق اليوم في مدارسنا الابتدائية اختبارات الثلاثي الثالث والمعروفة لدى القاصي والداني بامتحان النقلة في نهاية الموسم الدراسي... وتتعلق أساسا بالاختبارات الكتابية في مجالات اللغة العربية والعلوم والتنشئة الاجتماعية واللغة الفرنسية حيث تتوحد المواضيع بين كل الأقسام في المدرسة الواحدة... وتتم الاختبارات في حصتين منفردتين من الساعة 8 الى الساعة 10 أو من الساعة 10 الى منتصف النهار، ويعيش التلميذ ظروف امتحانات النقلة من ناحية الجلوس في مقاعد منفردة الى جانب أن المراقبة تتم من قبل معلمين غير معلّم القسم... ويضبط توقيت المواد حسب ثقلها التعلمي ومحتواها التقييمي... فالانتاج الكتابي توقيته 50دق والقراءة باللغة الفرنسية توقيتها 60 دق والايقاط العلمي زمنه 50دق بينما تدوم قواعد اللغة 40دق والرياضيات 60دق والتربية الاسلامية 30دق ودراسة النص بالفرنسية 40دق حتى نفهم مدى تفاوت التوقيت بالنسبة لكل المواد. المدارس الابتدائية استعدت للحدث شكلا ومضمونا حيث وقع توزيع جداول عنوانها «مواعيد اجراء الاختبارات الكتابية للثلاثي الثالث 2012/2013» مذيّلة بملاحظات تتعلق بتراتيب قانونية حول سير اجراء هذا الامتحان. وتفاعلت العائلة مع هذا الحدث باعتباره يمسّ شريحة واسعة من المجتمع التونسي وتقر بأن أبناءها هم رأس مالها وعماد مستقبلها لأن النجاح في الدراسة يظل دوما تاجا يرصّع به الانسان محطات مسيرته... العائلات جددت لأبنائها وسائل الهندسة وأقلام الكتابة والرسم وأوراق المسودات وأكملت معها مراجعة بعض القواعد العلمية واللغوية وجداول الضرب وأقبلت تتجاوب معها بالارشاد والنصح والتوجيه حتى تنجز الاختبارات على أحسن وجه... والتلاميذ في المدرسة يتباينون حسب مستوياتهم المعرفية، تلاميذ متميزون متشوقون للامتحان لأنهم يتوقون المرور بالحواجز والصعاب ولهم مع الامتياز أحلى المواعيد وينتظرون دفاتر النتائج وشهائد الامتياز وجوائز التفوق لأن المتميز يظل دوما متميزا على مر سنوات الدراسة... تلاميذ مروا من الامتحان الأول والثاني بملاحظة متوسط ويريدون أن يقتربوا من خانة الامتياز وذلك من خلال تكثيف المراجعة والتركيز والانضباط خلال حصص الدعم والتدارك... وتبقى فئة التلاميذ المتعثرين لأسباب عديدة ممن يعيشون فترة قلق وتوتر وهم مقبلون على ما شابه صعود الجبال الوعرة بعد أن خانتهم امكانياتهم المعرفية ولم يجدوا الاحاطة والرعاية من قبل أسرهم لاعتبارات اجتماعية وقد يصلح لهم في هذه الحالة الاستقرار في نفس المستوى حتى يعودوا من البعيد فيصلحون ما فاتهم. والعائلات التونسية على مر السنوات ظلت تتفاعل مع هذه الفترة الحساسة من مسيرة ابنائها الدراسية خاصة اذا كانوا هم صغار الأسرة فيجدون الدلال والعناية أكثر من اللازم حيث تتوفر المأكولات الشهية والعصائر «على كل لون يا كريمة» وقوارير المياه المعدنية والحلويات بأنواعها والأم في غدوها ورواحها بين المنزل والمدرسة لا يهدأ لها بال لأنها تنتظر بشغف اليوم الموعود... يوم انطلاق أسبوع الاختبارات الكتابية في المدارس الابتدائية على نخب نجاح ينتظره الجميع.