مني أحباء الملعب التونسي بخيبة جديدة عندما عجز فريقهم عن تجاوز عقبة اتحاد سبيطلة في ثمن نهائي كأس تونس (2012 - 2013) ليترك المسابقة مبكرا فاسحا المجال لاتحاد سبيطلة الذي بلغ هذا الدور لأول مرة في تاريخه.انسحاب ولئن يمكن اعتباره منطقيا في ظل الفترة الحرجة التي يمر بها الفريق وفي ظل الأجواء التي دارت فيها التحضيرات التي سبقت المباراة وفي ظل الغيابات العديدة التي عرفتها التشكيلة بسبب اضراب اللاعبين ومطالبتهم بتمكينهم من مستحقات اللاعبين وكذلك في ظل محدودية امكانيات المعوضين فإنه أثار موجة من الغضب العارم لدى عشاق الفريق الذين حملوا مسؤولية الهزيمة لهيئة السنوسي التي فشلت في اقناع اللاعبين بضرورة التحول الى سبيطلة وأثبتت ان خيار التعويل على الشبان ليس بالحل الأمثل.وطالبت الجماهير عبر الصفحات الإجتماعية الخاصة بالفريق الهيئة المديرة بالانسحاب وترك الفريق لمن هو قادر على أن يعيد له هيبته. هل أذنب اللاعبون؟ لن نحاول ايجاد اعذار او تبريرات لهذا الانسحاب المر لأن الملعب التونسي كان بامكانه الفوز على سبيطلة حتى بالفريق الثاني ولكن المتأمل في التركيبة التي تحولت الى سبيطلة يقف على حقيقة واحدة وهي ان الفريق لم يكن بامكانه فعل ما هو أحسن في ظل محدودية الرصيد البشري المتاح للمدرب محمد جويرو(11 لاعبا ولاعبين على بنك البدلاء بمن فيهم حارس مرمى) وبالتالي فان المسؤولية تقع بدرجة أولى على الهيئة المديرة التي أوصلت الفريق الى هذه الحالة وعجزت عن توفير الحد الأدنى للاعبين الأساسيين الذين رفضوا التحول لخوض المباراة ما لم يقع تسديد جزء من رواتبهم.ولئن يمكن ان نتفهم قرارهم هذا فإنه كان بامكانهم المشاركة في المباراة لان سمعة الملعب التونسي في الميزان وتأجيل اضرابهم الى حين رغم ظروفهم الصعبة ولكنهم خيروا الهروب فضاع الترشح والمهم الأن هو ضرورة ايجاد الحلول لكي يعودوا للتمارين ويستعدوا جيدا لمباراة النادي الصفاقسي نهاية الشهر الجاري في اطار ثمن نهائي كأس الموسم الماضي. مارسيال في «لواج» مهازل كثيرة عرفها الملعب التونسي في فترة نيابة كمال السنوسي وآخرها ما حصل للاعب الإيفواري مارسيال كواسي الذي لم يكن ضمن القائمة التي وجه لها جويرو الدعوة للمشاركة في لقاء سبيطلة ولكن حاجة الفريق للاعبين حتى لا يخسر اللقاء بالغياب جعل الهيئة المديرة تستنجد بمارسيال الذي عان الامرين للوصول الى سبيطلة حيث استقل سيارة أجرة «لواج» ليصل الى سبيطلة ساعات قليلة قبل انطلاق المباراة ورغم ذلك فقد اجبر المدرب على تشريكه رغم الإرهاق الكبير الذي كان باديا عليه.وضعية أخرى تبرز بوضوح حالة اللخبطة التي تعيشها الهيئة المديرة. الحداد جاهز للخلافة ثارث ثائرة جماهير البقلاوة مباشرة بعد الهزيمة التي اعتبرتها «فضيحة» في تاريخ النادي وطالبت بضرورة احداث تغيير على رأس الفريق وقد سارع عدد كبير منها للاتصال بالرئيس السابق للفريق وللجامعة التونسية لكرة القدم أنور الحداد الذي عبر مجددا عن رغبته في تحمل المسؤولية ورد الجميل للفريق الذي كان له الفضل في تكوينه.الحداد أفادنا بانه جاهز لرئاسة الفريق اذا ما أعلنت الهيئة الحالية عن موعد الجلسة العامة الإنتخابية الذي لا يجب ان يتجاوز الأسبوع الاول من شهر جويلية القادم مضيفا أن الوضعية التي أل اليها الفريق لم تعد تحتمل السكوت والاكتفاء بدور المتفرج.وألمح الحداد الى انه حسم أمر القائمة التي سيدخل بها الإنتخابات بعد ان تلقى تطمينات من عديد الوجوه الفاعلة في الفريق ومن وجوه أخرى تعطف على الملعب التونسي. الحداد أنهى وضع الخطوط العريضة لبرنامجه الإنتخابي والذي يرتكز أساسا على لم شمل كل من لهم علاقة من بعيد او قريب بالملعب التونسي وتوفير مداخيل قارة للفريق والتعويل على شبان الفريق وتحسين البنية التحتية.وأفادنا الحداد بأنه يقدر العمل الكبير الذي قامت به الهيئة المديرة ولكنها لم توفق لقلة خبرتها في التسيير وبالتالي لابد أن تفتح الباب أمام الراغبين في تولي المسؤولية وإن كانت لهم الرغبة في المواصلة فذلك يمر عبر وسيلة وحيدة وهي صندوق الإنتخاب. وختم الحداد كلامه بأن للملعب التونسي رجالا يعرفون جيدا كيف يخرجون فريقهم من هذا الوضع الصعب وكيف يعيدون له هيبته الضائعة.