عقد أمس حزب «التيار الديمقراطي» ندوته الصحفية الأولى بالعاصمة للإعلان عن ميلاد الحزب رسميا وذلك بعد أن صدر الترخيص بالرائد الرسمي للجمهورية يوم 30 ماي الفارط.و قد تولى السيد محمد عبو الامين العام للحزب تقديم الحزب مبينا أن فكرة تكوين «التيار الديمقراطي» بدرت عن بعض أعضاء حزب «المؤتمر» المنشقين وبعض المستقلين وبعض المنشقين عن أحزاب أخرى. وأضاف عبّو أنه ورغم كثرة الأحزاب في الساحة السياسية فإن هناك أشياء منقوصة من بينها الطرح الجدي للوصول إلى السلطة والمعارضة ليست على قدر من الجدية في هذا الخصوص فهم يبحثون عن إحراج السلطة ولا يطرحون البدائل أو الحلول لأخطاء الحكومة الكثيرة. وأكد الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي أن الحزب بدأ مشواره السياسي بالقطع مع الماضي وحسن اختيار أعضائه خاصة الذين يتقاربون معه فكريا ويسعون للتجديد. وبيّن عبو أن شرط الشهرة في السياسي غير مطلوب لأنه ليس شرطا أن يكون السياسي مشهورا لينجح.و أضاف عبو أن جزءا كبيرا من التونسيين يحتاجون إلى تغيير في الساحة السياسية الى طرح سياسي جديد. و في تقديمه للحزب أكد عبو أن حزبه كون مكتبا سياسيا يتكون من 25 عضوا ومكتبا تنفيذيا ومر مباشرة إلى تأسيس الهياكل المركزية والجهوية. وفي هذا الصدد أكد إيهاب الغرياني عضو المكتب السياسي أن الحزب افتتح الأحد الفارط مقره الجهوي الأول في سيدي بوزيد كما فتح عدة مكاتب تنسيق في أريانة وباجة كما توجد مكاتب اخرى في الجهات الداخلية بصدد التركيز حاليا.هذا وبيّن عضو المكتب السياسي أن هناك لجانا تعمل على وضع البرامج الأساسية للحزب من ذلك لجنة الإعلام ولجنة السياسات العامة ولجنة منوال التنمية ولجنة الصحة ولجنة التشريع ولجنة الإصلاح الإداري ولجنة محاربة الفساد. ووضع الحزب شرطا لمن يريد الإنخراط فيه ويتمثل في وجوب التوقيع على وثيقة عامة تتضمن جملة من المبادئ العامة متجسدة في دستور الحزب . وأكد عبو أن الحزب سيسيّر تسييرا ديمقراطيا وشفافا وبين أنه لا وجود لأسرار في التعامل مع المنخرطين لا سيما في ما يتعلق بالمصادر المالية للحزب حيث أكد عبو أنها ستنشر تباعا على الموقع الإلكتروني للحزب. وبين أن مصادر التمويل الحالية تعتمد على مساهمات منخرطيه وان هناك رجل أعمال تبرع ب 6,5 ألف دينار وهناك نقاشات مع عدة رجال أعمال غير مورطين في منظومة الفساد لتوفير تمويل للحزب وذلك شرط ألا يضعوا شروطا تمس التوجه العام ومواقف الحزب. وأضاف عبو أن حزبه بدأ بعد في نقاشات للدخول في تحالفات سياسية للتحضير للمرحلة الإنتخابية القادمة, وفي إجابة عن سؤال ل «التونسية» بهذا الخصوص أكد الأمين العام للتيار الديمقراطي أن مسألة التحالفات مطروحة الآن في المكتب السياسي للحزب للبحث في إمكانيات التحالف الممكنة لا سيما منها مع التكتل وذلك رغم انضمام العديد من منخرطيه سابقا إلى التيار الديمقراطي.و بين عبو أن الحديث عن أسماء وتيارات سياسية سيتحالف الحزب معها أمر سابق لأوانه . هذا وبين إيهاب الغرياني أن الحزب شارك في الحوار الوطني وحاول القيام بالدور التوفيقي وعمل على تقريب وجهات النظر وخلق توافقات لكتابة دستور يلقى استحسان جميع التونسيين. وفي هذا الصدد أكد الغرياني أن خللا كبيرا وقع عند كتابة الدستور ذلك أن لجنة التنسيق والصياغة غيبت حق النواب وغيرت في جوهر بعض النصوص التي أعدتها لجان التأسيسي. وأضاف الغرياني في هذا السياق انه إن لم يتوافق أكثر من ثلثي المجلس حول مشروع الدستور فإن المرور إلى الإستفتاء سيكون الحل وان هذا الحل سيحمل البلاد إلى مطبات كبرى لذا لا بد من إيجاد توافقات قبل المرور إلى الجلسة العامة للتصويت على مشروع الدستور. مساندة قانون تحصين الثورة أكد السيد غازي الشواشي عضو المكتب السياسي أن قانون تحصين الثورة ليس اختراعا تونسيا وأن قانونا مماثلا وقع العمل به في فرنسا وأوروبا الشرقية لكن التسمية تتجاوز بكثير مضمون هذا القانون ولا بد من «ترسانة» قوانين أخرى لإصلاح المنظومة القديمة وأحسن تسمية هي «حماية المسار الديمقراطي». وبين الشواشي أن التيار الديمقراطي يساند ويدعم قانون تحصين الثورة لكن على أساس ضمانات تقدم للأشخاص الذين سيتم إقصاؤهم عن الحياة السياسية من ذلك حق هذه الأطراف في اللجوء إلى المحاكم الإدارية والتظلم .و في سياق متصل أكد محمد عبو أن حزبه ضد السياحة الحزبية وانه لو أراد لكون كتلة في المجلس التأسيسي تضم بين 10 و12 نائبا. هوية الحزب جاء في وثيقة الحزب أنه حزب اجتماعي ديمقراطي يدعو إلى نظام يقوم على العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة بالإضافة إلى ضبط العلاقة بين الدين والدولة .وسيسعى الحزب إلى أن يكون حزبا قويا يصل إلى السلطة وذلك باستقطاب الكفاءات وعدد كبير من المنخرطين النوعيين يشترط فيهم حسن السلوك والحس الوطني. وفي صورة عدم وصوله إلى السلطة سيضطلع الحزب بدور المعارضة الفعالة . هذا واتخذ الحزب شعار الوعي والإرادة والإنجاز ورمزه مركب شراعي ولونه المميز هو البرتقالي. ريم بوقرة