ينتظر ان يمثل غدا الزميل المنذر الجبنياني على مجلس التأديب بمؤسسة الاذاعة الوطنية بسبب مؤاخذات ادارية يقال انها تدخل في تهم رفض العمل وعدم احترام المسؤولين وما شابهها من قوالب اللوم والتأنيب.. المنذر الجبنياني مثل دوما قضية خصوصا في الشأن الاعلامي الرياضي حيث ان بصماته حيثما مر تركت حبرا عميقا ولماعا فمسيرته الاذاعية والتلفزية وتأطيره للعشرات من الصحفيين المبتدئين وروحه الأخوية وخصاله العديدة جعلت من «الشيخ» حبيب الجميع ولم يعرف له خروج عن النص الا في المنابر التي تحتاج لجرأة من نوع خاص واصداع لا يقدر عليه الكثيرون. كيف تحول المنذر الجبنياني من علامة مضيئة في الاعلام الرياضي الى شبه باعث على الفتنة وشكل من اشكال التمرد في المؤسسة؟ حيثيات الخلاف مهما تداخلت فهي جزء من الممارسة اليومية في مختلف الادارات وان تشعبت تفاصيل الخلاف بين الزميل منذر الجبنياني وادارة المؤسسة فلأنه غفل اصحاب النوايا الحسنة عن محاولة تطويقها منذ البداية «فتعفن» المشكل وتصلب «عظم الخلاف حتى صار يهدد اجواء مؤسسة الاذاعة ويخلق حالة من التنافر البغيض بين الادارة والعاملين فيها.. الاكيد ان كل طرف يجد في طرحه نقاط قوة ومشروعية والاكيد ايضا ان الطرفين يخفيان الكثير من حسن النية لفض الاشكال دون الظهور في موقف ضعف واراقة ماء المكابرة من الوجه والخروج امام الرأي العام في جبة المدان او المنهزم.. الادارة تطالب المنذر الجبنياني باشهار اعتذار علني في وسائل الاعلام عما يمكن ان يكون صدر عنه ولم يرضها والمنذر الجبنياني يقول ان قضيته مبدئية وان ما دعا اليه يحتمل الفائدة والصالحة اكثر من تبويبه في علب التشويش وتعكير الأمزجة وتعطيل سير العمل... نمت لا شعوريا لدى الطرفين رغبة الفوز بمآل القضية ولجأت ادارة المؤسسة الى استعمال عصا المؤدب واحالة الزميل على مجلس التأديب مع ما لحقه من اذى من قطع جرايته بعد ايقافه عن العمل وهي عقوبات مادية ومعنوية مؤثرة جدا على الصعيد النفسي خصوصا والمادي ايضا لرجل افنى العمر «كدّا واكتسابا» في سبيل اعلام رياضي متطور ومسؤول ووطني. اذا اعتبرنا ان اللجوء الى عرض الزميل على مجلس التأديب هو تفوق ميزان القوى بين الطرفين فهو ايضا تسليم مؤسف بمقولة «اذا كان الحاكم خصيمك لشكون باش تشكي؟» وهو تسليم مرير في ظرف مازلنا نسقي فيه وعود الحرية والعدالة وان كنا نؤمن ان هيبة الادارة يجب ان تسلم من كل اشكال الاستهداف فإننا نعتقد ان الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد تستوجب تعاونا خاصا مع بعض الوضعيات التي هي نتاج موضوعي لسيناريوهات المرحلة في مختلف القطاعات فمثلما نتفهم الخلافات بين النواب في المجلس التأسيسي تحتد وتيرتها وتنخفض حسب اهمية الموضوع فنحن نرجو ان يكون التعامل مع قضية المنذر الجبنياني وادارة الاذاعة الوطنية حضاريا خاليا من الأحقاد والضغائن مترفعا عن التشفي والاستفزاز. نتمنى ان يحط رحال التعقّل والحكمة ركبه بمؤسسة الاذاعة للتبشير بعودة الوئام الى جدرانها واستوديوهاتها عودة من باطن التسامح والشهامة.. من طرف الادارة ولا شك ان «الشيخ» فهم الرسالة باللهجة الممررة..