قرر عشية أمس مكتب المجلس التأسيسي عقد جلسة عامة اليوم للنظر في امكانية قبول سحب توقيعات عدد من نواب الكتل السياسية بخصوص لائحة اعفاء «منصف المرزوقي» رئيس الجمهورية. وفي صورة عدم قبول توقيعات النواب الذين تراجعوا عن لائحة لوم المرزوقي فانها ستحال على جلسة عامة ثانية لتحديد مستقبل المرزوقي في قصر قرطاج. وقبل يوم واحد من انعقاد الجلسة العامة المخصصة للنظر في لائحة لوم «منصف المرزوقي» رئيس الجمهورية , بدأ عدد من نواب المجلس التأسيسي الموقعين على اللائحة سحب تواقيعهم وسط مخاوف من سحب البساط من تحت اقدام رئيس الجمهورية وتعويضه بآخر لم يخطر على بال احد, ومتعللين بتردي الأوضاع التي تمر بها بلادنا, حتى لا يذكرهم التاريخ بسوء وحتى لا يكونوا من المساهمين في بث البلبلة والقلاقل في الساحة الوطنية خاصة بعد إعلان «رشيد عمار» رئيس أركان الجيوش الثلاثة التخلي عن منصبه. تصريحات رشيد عمار قد تنصف المرزوقي ومن بين النواب الذين تراجعوا عن قرار احالة لائحة اللوم على الجلسة العامة : «علي بالشريفة» نائب مستقل , «محمد الطاهر الالهي» نائب مستقل ,» حنان ساسي» و«هشام حسني» و«سلمى بكار» وهو ما يعني الغاء الجلسة العامة المخصصة للنظر في اللائحة بصفة آلية لعدم توفر النصاب القانوني لقبولها اصبح غير متوفر على اعتبار ان عدد الموقعين سينزل إلى أقل من 73 توقيعا وهو النصاب القانوني لتمرير عريضة إعفاء أو سحب ثقة إلى الجلسة العامّة. وفي هذا الاطار اكد «هشام حسني» ان عدد الموقعين على سحب لائحة الاعفاء بلغ اربعة نواب في انتظار التحاق نائبة خامسة ليكتمل النصاب في انتظار التوجه الى رئيس المجلس التاسيسي لطلب الغاء الجلسة العامة المقرر عقدها اليوم للنظر في لائحة لوم الرئيس . وأرجع حسني سبب تراجعه عن توقيع لائحة اعفاء المرزوقي الى الأوضاع الحرجة التي تمر بها بلادنا خاصة بعد عزم الفريق اول «رشيد عمار» التخلي عن منصبه اضافة الى خطر الارهاب المحدق ببلدنا, ورأى حسني أنّ لائحة اللوم ستزيد في فرقة الطبقة السياسية التي لن يستفيد منها اي طرف, داعيا الى ضرورة تكريس الوحدة الوطنية. و من جانبه اوضح محمد الطاهر الالهي أن الاوضاع الراهنة لا تسمح بمناقشة مثل هذه القضايا وان بلادنا لا تتحمل مزيدا من توتير الاجواء خاصة مسالة التوظيف السياسي لهذه اللائحة, ونظرا لحساسية الوضع الامني الذي اعقبته تصريحات رشيد عمار . و من جهتها سحبت «سلمى بكار» توقيعها حتى لا تكون لائحة لوم الرئيس سجينة التجاذبات السياسية على حد قولها . أسباب غير معلنة ومن بين الاسباب غير المعلنة لسحب لائحة لوم الرئيس التي راجت في كواليس المجلس التاسيسي تخوف بعض الاطراف من مخطط تقوده بعض الاحزاب لقلب الطاولة على «منصف المرزوقي» وفرض إحدى الشخصيات التي قد لا ترتقي الى تطلعات نواب الشعب . فيما راى شق اخر ان التحركات المكثفة للائتلاف الحاكم لإقناع النواب الموقعين على لائحة لوم المرزوقي بتجميدها مقابل تنازله عن بعض المواقف خاصة تلك التي تقف حجر عثرة أمام نقاشات الدستور .