قال أمس مصطفى بن جعفر الأمين العام لحزب «التكتّل من أجل العمل والحريات» على هامش أعمال المجلس الوطني للحزب إنّ اجتماع قيادات التكتّل أمس يأتي تمهيدا لمؤتمرهم الوطني الذي سينعقد من الخامس إلى السابع من جويلية الجاري والهادف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اللوائح السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة إضافة إلى التركيز على التعديلات والتنقيحات التي سيشهدها النظام الداخلي للحزب. وأضاف بن جعفر انّه رغم الإنقسامات التي يشهدها الحزب فإنّ انعقاد المجلس الوطني يؤكّد أنّ «التكتّل» بخير وانّ هياكله تعمل بشكل ديمقراطي ومنسجم مشيرا إلى انّ كلّ الأحزاب عرفت مثل هذه المشاكل الداخليّة جرّاء الحرية المكتسبة بعد الثورة والتي سمحت للبعض بالتشكيك في الحزب قائلا: «أمام الحزب عمل صعب بوجود أشخاص لا نعرف إن كانت تصرّفاتهم ناجمة عن حسد أو عن حب كبير للحزب... في هذا الجوّ هناك عمليات تشكيك لا ندري من يخطّط لها...» ليؤكّد أنّ عددهم قليل ولن يؤثّروا في مسيرة التكتّل وانّ هذا الحزب مستمرّ في تحقيق أهدافه في إطار القانون قائلا: «نفكّو بالإقناع موش بالعياط». وأكّد بن جعفر أنّ حزبه اليوم في محطّة هامّة من محطّاته بعد الصعاب التي مرّ بها وانّه شهد إقبالا كبيرا للأنصار بعد الثورة معدّدا إياهم بالآلاف ممّا مكّنه من المشاركة بشكل محترم في أوّل إنتخابات ديمقراطيّة وشفافة وتسيير شؤون الدولة في ظرف دقيق وصعب نظرا لانتظارات الشعب الذي أمضى عقودا تحت طائلة قمع الحريات والضغوطات وانتشار الفساد على حدّ قوله موضّحا انّ دخول الحزب في تحالف مع أحزاب تختلف عن مرجعيّته جنّب البلاد الدخول في فوضى. وأضاف بن جعفر انّ موقع حزبه متميّز وانّ الخارطة السياسيّة في تونس لن تتأثّر إلا بالوسط المعتدل المتشبّث بالهويّة الإسلاميّة والحريات لبناء نموذج تنموي قائم على العدالة الاجتماعيّة مشيرا إلى أنّ ما يعاب على التكتّل هو أنّه منذ انتهاء الحملة الانتخابيّة ابتعد عن الساحة رغم أنّ ذلك كان اختيارا نظرا لاهتمام مناضليه ببناء الديمقراطية وبناء تونس الجديدة ليؤكّد انّ حزبه سيسعى إلى مواجهة هذه المشاكل التي تأتي في مقدّمتها مشكلة الشباب العاطل عن العمل والتفاوت بين الجهات ووضع برنامج ملائم للمرحلة الانتقاليّة عبر فرض إصلاحات جوهريّة واتباع نموذج اقتصادي يقطع مع المنوالين الحالي والماضي. أمّا المولدي الرياحي فقد أكّد أنّ «حزب التكتّل من أجل العمل والحريات» وصل إلى الخطّ الأخير في إعداد المؤتمر الذي سيكون ناجحا، على حدّ تعبيره، بفضل ما سيفرزه من أعمال ستؤثّث للمرحلة وستسكت أصوات المشكّكين في الدّور الوطني الذي يلعبه الحزب موضّحا أنّ رئاسة المجلس الوطني الذي سيشهد ورشات عمل ستعود إلى وهبي جمعة في حين سيتولّى مهمّة المقرّرين كلّ من ثريا الهمامي ومنجي صواب أمّا الإعداد للمجلس فقد أسند إلى هيثم فنطر. من جهته قال وهبي جمعة رئيس المجلس الوطني للحزب في كلمته إنّ عمل اللجان في الورشات المنبثقة عن الجلسة الوطنية سيكون تشاركيّا وسيهتمّ بالنظام الداخلي للحزب ومشروعي اللائحة السياسيّة واللائحة الاقتصادية والاجتماعيّة والبيئيّة مؤكّدا انّ الجميع سيعمل على تحديد نظرته للمستقبل في كامل المجالات وأنهم سيأخذون اقتراحات الشعب بعين الاعتبار لتحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين الكلّ من أخذ حقوقهم مؤكّدا أنّ أهمّ نقطة سيقع النظر فيها هي مفهوم المواطنة في المجتمع التونسي موضّحا انّ كلّ الأسئلة ستجد لها أجوبة داخل اللوائح. ليلى بن إبراهيم