انطلقت مرحلة الاحماء اسعدادا لحسم الاختيار.. اختيار مسلك التعليم العالي وهو يؤشر بكل المقاييس إلى مستقبل الناجحين في نيل شهادة الباكالوريا حتى أصبح « التوجيه الجامعي» هاجس الجميع وأشار له البعض بأنه أصعب من الباكالوريا نفسها لأن الحسم فيه ما هو إلا بوابة المستقبل القريب والبعيد. ففي الشعب العلمية والتقنية والاقتصادية خاصة يتفرّع الناجحون في امتحان« الباكالوريا» إلى أربع فئات حسب معدّلاتهم.. المتميزون في أعلى الهرم ،أصحاب المعدّلات المترواحة من 12 إلى 14 من 20.. ،الناجحون بملاحظة المتوسط ثم البقية من نالوا شهادة الباكالوريا بالاسعاف اعتماد على التنفيل ب 25 ٪. وتتغير الأمور نوعا ما في شعبة الأداب حيث لا ترتفع الأعداد لطبيعة المواد الأساسية كالعربية والفلسفة وبعدها الأنقليزية ثم التاريخ والجغرافيا.. وفي كل الحالات على التلميذ أن يعي أن التوجيه يخضع بالأساس إلى ما يهم معدّلاته وامكانياته الفكرية ،طموحاته حيث أن التجارب قدمت لنا حالات لعبت في عملية التوجيه بالعاطفة ولم تخضع مقياس الاختيار إلى العقل والمنطق فكانت النتيجة فشلا لا حدّ له في التعليم الجامعي.. فالتوجيه أصلا يجب أن يتم بمشورة أهل الاختصاص وكذلك أفراد العائلة والاصدقاء ممن مرّوا من هذه التجربة ونجحوا في تعليمهم العالي ضمن اختصاصهم... كما أن المثال حيّ في خانة من اختار الشعبة الجامعية بسبب قرب الكلية من مقرّ سكناه خوفا من التوجّه إلى كلية تبعد عن منطقته وهذا يحدث قسرا وعنوة فتكون النتيجة في أكثر الحالات عكس الطموحات.. لندرك جيدا بأن التوجيه الجامعي له قواعده وتقاليده ومراحله ولا يخضع اطلاقا للتخمينات والاحتمالات والافتراضات حتى صارت العملية تتم حسب معادلة حسابية مضبوطة لا مكان فيها إلاّ لمقاييس علمية مرتبطة بمجموع النقاط وطاقة الاستعاب حيث ان امكانية الحصول على شعبة تتزايد بتزايد عدد المقاعد المتوفرة وتتقلص بنقصانها ضمن أربع دورات عن روزنامة تظبط مواعيد الاعلان عن النتائج لكل دورة. هذا مدخل أوّل لخّصنا فيه ما يهم « التوجيه الجامعي» بصورة عامة في انتظار نتائج « دورة التدارك» لنقدّم لكم بالأرقام والأدلّة ما يهم عملية التوجيه خطوة بخطوة... ورزنامة عمليات التوجيه في الدورات الأربع.. الشعب الدراسيّة في كل الجامعات التونسية ثم مثالا يهم كيفية تعمير بطاقة الاختيارات عن بعد .. وللحديث بقية.